توفي قبل 3 أسابيع 5 أشخاص متأثرين بمرض أنفلونزا الخنازير (H1N1) في أمانة العاصمة. وأكد الدكتور عبد الحكيم الكحلاني مدير عام الأمراض والأوبئة في وزارة الصحة، في تصريح خاص ل«المصدر أونلاين»أن الموضوع لا يستوجب القلق. وإذ أقر الكحلاني بوفاة حالة قبل 3 أيام، بعد أن أثبتت الفحوصات الطبية السبب الطبي، قال إن الحالات الأربع السابقة،التي توفت في إحدى مستشفيات أمانة العاصمة (مستشفى خاص) يشتبه بأنها توفت بفعل هذا المرض.
«المصدر أونلاين» تابع هذا الموضوع، وحاول أن يأخذ أقصى درجات التروي والتأكد فوجد حالة أخرى جديدة (امرأة) ترقد في مستشفى آخر في صنعاء وتخضع منذ أيام للرقابة الطبية في غرفة العناية المركزة، وأكد مصدر طبي في مكتب الصحة بأمانة العاصمة، هذه الحقائق، مؤكداً أنها لا تستدعي القلق الكبير.
وحصلت الموقع على أسماء وأعمار وأماكن وتاريخ الوفيات، لكن الصحيفة، التزاماً بمسئوليتها المهنية والأخلاقية تتحفظ على نشر الأسماء.
الدكتور عبد الحكيم الكحلاني أكد ل«المصدر أونلاين» أن هذا المرض لا يستدعي القلق "لأنه لم يصل إلى درجة الوباء وهو حالياً تحت السيطرة".
وأضاف الكحلاني مقللاً من الموضوع: "لا داعي لإقلاق الناس، هذا صنف من أصناف فيروسات الأنفلونزا الموسمية، هو حالياً لا يمثل وباء عالمي". لافتاً إلى أن (H1N1) كان محل اهتمام كبير وقلق في عامي 2009 و 2010، لأنه أخذ بعداً عالمياً وانتشر كوباء على نطاق واسع.
الدكتور عبد الحكيم الكحلاني، أكد وجود 5 حالات وفاة، وقال: "هذا لا يمثل وباءً لأن الوباء لابد أن يكون من نفس المنطقة، في حين أن هذه الحالات تنتمي إلى 4 محافظات، وبالتالي لا داعي لأي قلق وهو مرض مثله مثل أي مرض". لكن الكحلاني، دعا المواطنين إلى أخذ الحيطة والوقاية الشديدة هذه الأيام، واستخدام الكمامات ووسائل الوقاية اللازمة.
وسأله «المصدر أونلاين»عن الإجراءات الاحتياطية والطبية للازمة تحسباً لأي اجتياح وبائي، قال الكحلاني وهو مفوض بالتحدث باسم وزارة الصحة: "هذا الأمر حالياً لا يحتاج إلى حملة ولا يوجد أي تعميمات أو تعليمات دولية بشأنه، لأنه لم يسجل كوباء، لكن نحن آخذين كل الاستعدادات اللازمة تجاه المرضى والعلاج متوفر لدى الوزارة بكميات، كما أن هناك غرفة عمليات مناوبة، وأصدرت تعليمات إلى المنسقين في المحافظات وعلى مستوى المديريات لإبلاغنا أولاً بأول عن أي حالات جديدة".
ونفى الكحلاني أن تكون اليمن عاجزة طبياً عن معالجة هذه الحالات أو مواجهة أي تطورات قائلاً: "خلي بالك القدرات الطبية في اليمن لا يستهان بها، نحن تمكنا من السيطرة عليه في 2009 و 2010، وعالجنا مئات الحالات وسجلت حالات الوفيات لدينا يومها عدداً أقل من دول لديها إمكانات أفضل".
حاول «المصدر أونلاين» أن يتأكد بصورة أدق، ما إذا كان هناك حالات جديدة، فوجدت حالة ترقد في العناية المركزة في مستشفى خاص في صنعاء وأثبت المختبر عدة مرات أنها مصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير.
وتسود حالة من القلق المحدود في الوسط الصحي، بعد اكتشاف هذه الحالات، وحاولت الصحيفة التواصل مع بعض مدراء مكاتب الصحة في المدن الرئيسية فاعتذر بعضهم والبعض أفاد بأنه لم يسجل أي حالة حتى الآن.
مدير إدارة الرصد الوبائي في أمانة العاصمة، الدكتور محمد العماد، اقر بوجود حالة في إحدى المستشفيات بصنعاء، مثبتة علمياً، وأكد الحالات الخمس المتوفية، لكنه رفض أن يؤكد أنها توفيت بفعل هذا الفيروس، واكتفى بالقول: "توفيت 4 حالات قبل أن تثبت مخبرياً ويشتبه بأنها توفيت متأخرة بهذا الداء، لأن الأعراض المرضية هي أعراض (H1N1) والراجع أنها بسببه".
وأضاف: "هناك حالة واحدة من الوفيات توفيت بعد أن أثبت المختبر المركزي الفيروس فيها". واعترف بوجود شخص في العناية المركزة مصاب بفيروس أنفلونزا الخنازير.
وسألت المصدر أونلاين المستشفى التي توفيت أربع حالات فيه قبل 3 أسابيع، فأفاد مدير قسم العدوى في هذه المستشفى أن أربع حالات بالفعل "توفيت ويشتبه أنها كانت مصابة بداء (H1N1)" وأشار إلى أن هذه الحالات "توفيت قبل الفحص".
والحالات التي توفيت، وفقاً لمصادر خاصة ب«المصدر أونلاين» هي جميعهاً تسكن في أمانة العاصمة، لكنها تنتمي إلى محافظات عدة، ويمكن الإشارة إليها بالتالي: شخص من محافظة تعز أسعف في 11 ديسمبر الجاري ومات بعد يومين من إسعافه، وعمره 44 سنة، وشخص آخر من محافظة البيضاء أسعف إلى المستشفى في 9 ديسمبر وتوفي في 12 ديسمبر أي بعد 3 أيام، شخص ينتمي إلى محافظة إب وأسعف في 3 ديسمبر وأمضى 8 أيام في العناية المركزة ليموت في 11 / 12 وعمره 57 عاماً.
والشخص الرابع وهو أقدم هذه الوفيات، هو من محافظة صنعاء أسعف إلى المستشفى في 2/12 ومات يوم 13/12 وعمره (45) سنة.
والشخص الأخير من "ريمة" توفي في 27 ديسمبر الفائت وكان أسعف في 26، أي توفي بعد إدخاله المستشفى بيوم واحد، هذا الأخير هو الوحيد الذي أثبتت نتائج الفحوصات إصابته بالفيروس بالنسبة للأربعة السابقين، فالمستشفى الذي يخضعون للعلاج فيه لم يقرر رسمياً سبب الوفاة، وإنما يفيد بأن الأعراض هي نفسها أعراض الإصابة بهذا الفيروس، ويقول إن الوفاة سبقت نتائج الفحص.
وعلم «المصدر أونلاين»، أن مجلس وزارة الصحة العامة والسكان عقد اجتماعا ًطارئاً، عقب التأكد من وجود المرض وأقر الاجتماع تشكيل غرفة عمليات برئاسة دكتور كبير في الوزارة وإصدار تعميمات إلى كل مكاتب الصحة ومنسقيها في المديريات وإلى كل المستشفيات الحكومية والخاصة في البلاد، بالإبلاغ عن أي حالة أولاً بأول وأخذ أقصى درجات التأكد والاستعداد لأي احتمالات أو مضاعفات إلا أن الوزارة فضلت عدم إثارة الموضوع "والانتظار حتى لا يقلق الناس".
الجهات الرسمية المعنية بالموضوع في وزارة الصحة، تحدثت إلى «المصدر أونلاين» بحذر شديد، ويتردد، وأكد الدكتور عبد الحكيم الحكلاني للموقع مرة أخرى أن "الأمر تحت السيطرة التامة وأن الوزارة أخذت كل الاحتياطات اللازمة من أدوية ووسائل ووقاية ومتابعة حثيثة بحسباً لأية تطورات".
وأضاف مكرراً: "نحن ننصح الإخوة المواطنين أن يأخذوا كل الاحتياطات اللازمة هذه الأيام، وعدم التعرض للبرد والبعد عن الأماكن المزدوجة، والعطس بعيداً وداخل منديل".
ونصح الدكتور الكحلاني المصابين ب"الزكام" أن يلزموا البيوت وعرض أنفسهم على أقرب مركز صحي، كما أن الأشخاص المصابين بالزكام والحمى أكثر من 38 درجة "عليهم أن يتوجهوا إلى أقرب مستشفى".
وقال أن وزارة الصحة ستوفر كل الاحتياجات اللازمة من الأدوية للمصابين، مشيراً إلى هذا الفيروس، يعتبر من الفيروسات الموسمية "التي تحصل أيام البرد".
وأضاف معدداً الأعراض المرضية لهذا الفيروس: "زكام، حمى شديدة، ألم في الحلق، نزول من الأنف، سعال متواصل".
يأتي تسجيل هذه الحالات في اليمن، في وقت ينتشر فيه المرض في دول مجاورة فقد كشفت السلطات السعودية أمس عن وفاة طفلة في منطقة "الخبر" متأثرة بهذا الداء H1N1.
أعلنت وزارة الصحة السعودية عن هذه الحالة، وشكلت المديرية العامة للشئون الصحية في منطقة الحدود الشمالية، فريقاً طبياً "للوقوف على الخطة العلاجية التي وضعت للطفلة غلاء، التي توفيت في مستشفى رفحاء المركزي، نتيجة أصابتها بأنفلونزا الخنازير". وتناقلت وكالات الأنباء عن مدير عام الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الفلسطينية أسعد الرملاوي، أن الوزارة "وثقت 9 وفيات و 187 حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير".
وأوضح وزير الصحة الفلسطيني أن جميع الأشخاص التسعة الذين توفوا كان لديهم جميعاً نقص بالمناعة وكانوا يعانون أمراضاً مزمنة كالقلب والكلى والسرطان". مشيراً إلى أن غالبية الإصابات تم معالجتها وشفاءها من الأنفلونزا".
وفي تركيا، أعلنت وزارة الصحة لمواطنيها عن اكتشاف حالة إصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير في مدينة "أورفه" جنوب شرق تركيا، إثر أعراض أصابت سيدة بالغة من العمر 38 عاماً، وذكرت صحيفة (حريت) التركية أمس السبت، أنه تم نقل السيدة المصابة إلى المستشفى للعناية المركزة لاتخاذ التدابير اللازمة لمنع انتشار المرض بالمدينة.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أنه تم الإبلاغ من حين لآخر، عن "وقوع فاشيات وحالات متفرقة من العدوى البشرية بأنفلونزا الخنازير، وتتشابه الأعراض السريرية لهذا المرض، عادة مع أعراض الأنفلونزا الموسمية، غير أن نطاق السمات السريرية المبلغ عنها يتراوح بين عدوى عديمة الأعراض والتهاب رئوي وخيم يؤدي إلى الوفاة".
وفي 2009 ، 2010 أعلنت منظمة الصحة العالمية عن هذا الصنف من الأنفلونزا، كوباء عالمي، بعد أن اجتاح معظم دول العالم مسجلاً رقماً قياسياً في أمريكا والبرازيل.
وسجلت وزارة الصحة اليمنية يومها 643 حالة مرضية مصابة بداء H1N1 وكانت الوفيات من هذا الرقم 33 حالة وفاة، والبقية تعافوا منه.
وعلم «المصدر أونلاين» أن وزارة الصحة اليمنية، هذه الأيام في حالة استنفار غير معلن، حيث وزعت الوزارة الأدوية اللازمة إلى المستشفيات الحكومية " وأدوات جمع العينات التي وزعت على المستشفيات ومكاتبها المختلفة وعممت على منسقيها المتواجدين في كل المديريات بالتنبه والإبلاغ عن أي حالة يثبت إصابتها بسرعة". كما أن المختبر المركزي وضع تحت تصرف غرفة العمليات لفحص الحالات المشتبه إصابتها بهذا الفيروس، وعلمت الموقع أن غرفة العمليات المناوبة، التي شكلت لهذا الغرض هي برئاسة الدكتور المحاقري.
طبيب على علم بالموضوع اتهم وزارة الصحة بالتقصير وتساءل راجياً عدم الكشف عن هويته: "كيف أن الحالات الأربع أسعفت قبل أيام وتوفيت داخل المستشفيات ولم توليهم الوزارة الاهتمام اللازم، حيث أن هذا الدواء غالي الثمن". واستغرب الطبيب، أن الوزارة لم تقوم بإعداد أية خطط وقائية في حال تحول هذا المرض إلى وباء في المجتمع اليمني. مشيراً إلى أن التقليل من خطورة هذا المرض خطأ كبير، كما أن التهويل المبالغ فيه خطأ في ذات الوقت "لكن ما هي الإجراءات على المستوى المركزي الذي عملتها الحكومة"؟ يتساءل الدكتور.
ومع ثبوت حالات مصابة بهذا الفيروس و5 وفيات، فإن أخطر ما في الموضوع، أن وزارة الصحة لم تقدم التنبيهات الاحتياطية اللازمة للمواطنين، من خلال التثقيف الصحي وحملات التوعية المدروسة، حيث لا أحد يعلم بهذا الموضوع حتى الآن سوى وزارة الحصة وبعض الأطباء المعدودين حتى أولياء الأمور أنفسهم وأقارب المتوفين لم يعرفوا أسباب الوفاة الحقيقية حتى اللحظة، كما يفيد مسؤول رفيع في وزارة الصحة العامة والسكان.
علماً بأن هذا الدواء متوفر في السوق الدوائي في البلاد لكن باهظ الثمن، حيث يصل سعر الجرعة الواحدة إلى 10000 ريال لكن مصدر رسمي في وزارة الصحة أكد أنه متوفر مجاناً لدى الوزارة.