تضاربت المعلومات حول حقيقة مقتل القائد الميداني لحركة تمرد الحوثي عبدالملك الحوثي متأثرا بجروح أصيب بها إثر غارة جوية استهدفت منطقة مطرة المعقل الرئيسي للحوثيين في محافظة صعدة قبل نحو أسبوعين. وعلى الرغم من نفي مصادر مقربة من حركة الحوثي ل "المستقبل" ما تردد عن مقتل زعيم الحركة عبدالملك الحوثي متأثرا بشظايا أصيب بها خلال قصف صاروخي جوي استهدف مواقع متفرقة في منطقة مطرة وتأكيدها أنه تعرض لإصابات غير خطرة وأنه لا يزال على قيد الحياة وأوكل مهام القيادة الميدانية بشكل موقت لشقيقه عبدالكريم الحوثي وصهره يوسف المداني، إلا أن مصادر محلية وقبلية مطلعة ومتطابقة في صعدة أكدت ل "المستقبل" أن عبدالملك بدرالدين الحوثي البالغ من العمر 28 عاما لم يقتل خلال الغارة الجوية التي تسببت في إصابته بشظايا متفرقة في أنحاء جسمه حيث تم نقله من قبل أتباعه من الموقع الذي تم قصفه من قبل طائرات تابعة لسلاح الجو اليمني قبل أن يقضي متأثرا بجروحه أول أمس، وتم دفنه في مسقط رأسه بمنطقة مران التابعة لمديرية حيدان.
وعزت المصادر تكتم جماعة الحوثيين على نبأ مقتل عبدالملك الحوثي إلى اعتبارات تتعلق بمخاوف من تأثير الإعلان عن مقتل الحوثي على معنويات المقاتلين في جبهات القتال، منوهة إلى أن أشقاء الحوثي والقيادات البارزة في الجماعة أحاطوا كافة القيادات الميدانية للحوثيين بنبأ إصابة القائد الميداني للجماعة وتخويل شقيقه وصهره مهامه تمهيدا لإعلان لاحق لمقتله.
وكان عبدالملك الحوثي النجل الأصغر للشيخ بدر الدين الحوثي قد تولى مسؤولية قيادة حركة تمرد الحوثي عقب مقتل شقيقه الأكبر مؤسس الحركة الشيخ حسين الحوثي في 10 ايلول (سبتبمر) العام 2004 وعرف بحدة طباعه وقدرته على اتخاذ القرارات الصعبة.
ومثلت قيادته جماعة الحوثيين تطورا دراماتيكيا لافتا في مسار وتوجهات الجماعة التي كانت تمثل نواة لتنظيم الشباب المؤمن الذي أسسه شقيقه الراحل حسين الحوثي في العام 1997 بانسلاخه مع ثلاثة آلاف عضو من حزب الحق ذو التوجه الشيعي وأصغر الأحزاب الإسلامية في اليمن حيث قاد عبد الملك الحوثي مقاتلي الحركة في حرب ضارية امتدت منذ العام 2006 تصدر خلالها اسمه قائمة المطلوبين للحكومة اليمنية ليعرف ومنذ ذلك التاريخ بكونه القائد الميداني لحركة التمرد الحوثية المسلحة.
ويتساءل المراقبون عما إذا كان مقتل الحوثي سيكون بداية النهاية للتمرد الحوثي الذي بدأ مع منتصف شهر حزيران (يونيو) من العام 2004، او أن ذلك سيدفع بأنصار الحركة إلى المزيد من التصلب والتشدد؟، وخاصة أن الحركة صارت تتمدد على أكثر من محافظة بعد دخول محافظة الجوف دائرة المعارك بين الجيش والحوثيين ورجال القبائل.
ويدفع مقتل عبد الملك الحوثي، في حال تأكدت أنباء مقتله شقيقه عبد الكريم الحوثي قيادة الحركة في فترة صعبة من الحرب السادسة التي تخوضها الحركة ضد الدولة منذ الحادي عشر من آب (اغسطس) الفائت إلى الواجهة لقيادة الحركة. ويعتبر مراقبون أن عبد الكريم الحوثي ليس بقوة شخصية عبدالملك، إلا أنه على ارتباط كبير بالمقاتلين في الميدان، وهو ما سيتيح له فرصة التأثير على المقاتلين وتوجيههم على عكس عبدالملك الذي كان يدير المعارك من مقر قيادته.