قالت مصادر محلية وعسكرية في محافظة صعدة شمالي اليمن أن زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك بدرالدين الحوثي لقي مصرعه مساء السبت في قصف للجيش اليمني استهدف منزلاً كان يتواجد فيه مع عدد من العناصر الحوثية في منطقة وادي الحبال بمديرية ساقين .. وأضافت المصادر ل"نشوان نيوز" أن عدداً من حراس عبدالملك الحوثي الشخصيين ومرافقيه قد قتلوا أيضاً خلال ذلك القصف في الساعة العاشرة والنصف من مساء يوم أمس السبت ومن بينهم أحمد يحيى غزان وفايز حسن عري وعبدالله العكبري. وقالت المصادر أن وحدات الجيش دمرت المركز الإعلامي للمتمردين الحوثيين في معهد التيسير بالإضافة إلى أربع سيارات تابعة لقيادات العناصر كانت متواجدة بالقرب من المركز. وحسب المصادر فقد لقي احمد دغسان وأبو شاجع مصرعهما في ضربات الجيش خلال الساعات الماضية. وكان متحدث باسم الجيش اليمني في تصريحات صحفية نقلتها ال "بي بي سي" البريطانية اليوم مقتل عبد الملك الحوثي في غارة جوية استهدفت المركز الإعلامي للحوثيين في مران وذلك بعد أيام من إصابته في غارة جوية سابقة استهدفته في منطقة مطرة التي كان الحوثيون يتخذونها مقراً لهم. وعلم "نشوان نيوز" أن يوسف المداني مسؤول التسليح لجماعة التمرد الحوثي وصهر عبدالملك تولى القيادة الميدانية للمتمردين. بينما تقول بعض المصادر أن شقيقه الأصغر عبدالكريم الحوثي تولى الزعامة السياسية مؤقتاً. ونفى يحيى الحوثي الأخ الأكبر لعبدالملك في تصريحات ل"بي بي سي" إصابة أخيه وقال إنه بصحة جيدة.. وأن هذه الأنباء لا أساس لها من الصحة. ويقود عبدالملك بدرالدين الحوثي المتمردين الشيعة منذ مقتل شقيقه الأكبر الأب الروحي للحوثيين حسين بدرالدين الحوثي الذي قاد تمردًا مسلحاً مدعوماً من إيران ضد السلطات اليمنية في محافظة صعدة لقي حتفه على إثره 10أيلول/ سبتمبر 2004. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أنه ولد في صعدة عام 1979، وتنقّل في طفولتهِ بين منطقتي مران وجمعة بن فاضل بمديرية حيدان الجبلية الوعرة، وتلقى تعليمه في المدارس الدينية الزيدية المنتشرة في تلك الربوع. وهو متزوج وصهر أحد أهم مراجع الزيدية مجد الدين المؤيدي وله عدد من الأولاد. ووزّع المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي صورة حديثة له في أواخر 2008 ظهر فيها بملامح واضحة ومغايرة لتلك الصورة التي كانت متوفرة من قبل. وظهر اسم عبد الملك الحوثي إلى جانب اسم عبد الله عيضة الرزامي الذي سرعان ما استأنف حركة التمرد في صعدة وخاض جولة ثانية من القتال مع الجيش اليمني بين شهري آذار/مارس وأيار/مايو 2005. لكن عبد الملك الحوثي مع بداية العام التالي مباشرة، وخلال نشوب جولة الحرب الثالثة مع السلطات اليمنية، لم يلبث أن نجح في تأكيد زعامته للتيار الحوثي، متجاوزًا الرزامي وشخصيات بارزة أخرى في التيار، من بينها عدد من أشقائه الذين يكبرونه سنًا. ومع أخذ عبد الملك الحوثي، الشقيق الأصغر لحسين، زمام قيادة حركة التمرد بدءًا من عام 2006، حدث تطور نوعي في أداء التمرد، عسكريًا وتنظيميًا وسياسيًا وإعلاميًا، فضلاً عن أنه أصبح أكثر عنفًا وشراسة. وبات عبد الملك الحوثي هو من يختار ممثليه في جولات التفاوض مع الحكومة ولجان الوساطة، بما في ذلك اتفاق الدوحة الذي وقّع رسميًا في شباط/ فبراير 2008 برعاية قطر، ولم تدم مفاعيله كثيرًا. وظهر عبدالملك الحوثي خلال الحرب الأخيرة بتسجيلات فيديو وأجرى العديد من المقابلات الصحيفة عبر الهاتف والبريد الإلكتروني. ولكنه اختفى واكتفى بتسجيلات صوتية وبيانات مكتوبة منسوبة منذ منتصف أكتوبر الماضي، وتناقلت الأوساط الإعلامية والشعبية اليمنية شائعة إصابته في غارة جوية يمنية.