أكدت مصادر محلية وعسكرية في محافظة صعدة شمالي اليمن أن زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي لقي مصرعه في قصف للطيران اليمني استهدف منزلاً كان يتواجد فيه مع عدد من العناصر الحوثية في منطقة وادي الحبال بمديرية ساقين .. وأضافت المصادر أن عدداً من حراسه الشخصيين ومرافقيه قد قتلوا أيضاً خلال ذلك القصف في الساعة العاشرة والنصف من مساء يوم أمس السبت ومن بينهم الإرهابي أحمد يحيى غزان والإرهابي فايز حسن عري والإرهابي عبدالله العكبري. وقالت المصادر أن وحدات الجيش دمرت المركز الإعلامي للمتمردين الحوثيين في معهد التيسير بالإضافة إلى أربع سيارات تابعة لقيادات العناصر الإرهابية كانت متواجدة بالقرب من المركز. وحسب المصادر فقد لقي الإرهابيان احمد دغسان وأبو شاجع مصرعهما في ضربات الجيش خلال الساعات الماضية. وعلم "نشوان نيوز" أن يوسف المداني مسؤول التسليح لجماعة التمرد الحوثي وصهر عبدالملك تولى القيادة الميدانية للمتمردين، بينما تولى شقيق عبدالملك الأصغر عبدالكريم الحوثي الزعامة السياسية بشكل مؤقت. ويقود عبدالملك بدرالدين الحوثي المتمردين الشيعة منذ مقتل شقيقه الأكبر الأب الروحي للحوثيين حسين بدرالدين الحوثي الذي قاد تمردًا مسلحاً مدعوماً من إيران ضد السلطات اليمنية في محافظة صعدة لقي حتفه على إثره 10أيلول/ سبتمبر 2004. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أنه ولد في صعدة عام 1979، وتنقّل في طفولتهِ بين منطقتي مران وجمعة بن فاضل بمديرية حيدان الجبلية الوعرة، وتلقى تعليمه في المدارس الدينية الزيدية المنتشرة في تلك الربوع. وهو متزوج وصهر أحد أهم مراجع الزيدية مجد الدين المؤيدي وله عدد من الأولاد. ووزّع المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي صورة حديثة له في أواخر 2008 ظهر فيها بملامح واضحة ومغايرة لتلك الصورة التي كانت متوفرة من قبل. وظهر اسم عبد الملك الحوثي إلى جانب اسم عبد الله عيضة الرزامي الذي سرعان ما استأنف حركة التمرد في صعدة وخاض جولة ثانية من القتال مع الجيش اليمني بين شهري آذار/مارس وأيار/مايو 2005. لكن عبد الملك الحوثي مع بداية العام التالي مباشرة، وخلال نشوب جولة الحرب الثالثة مع السلطات اليمنية، لم يلبث أن نجح في تأكيد زعامته للتيار الحوثي، متجاوزًا الرزامي وشخصيات بارزة أخرى في التيار، من بينها عدد من أشقائه الذين يكبرونه سنًا. ومع أخذ عبد الملك الحوثي، الشقيق الأصغر لحسين، زمام قيادة حركة التمرد بدءًا من عام 2006، حدث تطور نوعي في أداء التمرد، عسكريًا وتنظيميًا وسياسيًا وإعلاميًا، فضلاً عن أنه أصبح أكثر عنفًا وشراسة. وبات عبد الملك الحوثي هو من يختار ممثليه في جولات التفاوض مع الحكومة ولجان الوساطة، بما في ذلك اتفاق الدوحة الذي وقّع رسميًا في شباط/ فبراير 2008 برعاية قطر، ولم تدم مفاعيله كثيرًا. وظهر عبدالملك الحوثي خلال الحرب الأخيرة بتسجيلات فيديو وأجرى العديد من المقابلات الصحيفة عبر الهاتف والبريد الإلكتروني. ولكنه اختفى واكتفى بتسجيلات صوتية وبيانات مكتوبة منسوبة منذ منتصف أكتوبر الماضي، وتناقلت الأوساط الإعلامية والشعبية اليمنية شائعة إصابته في غارة جوية يمنية.