قالت مصادر عسكرية في حرف سفيان شمال اليمن إن الوضع داخل اللواء 29 ميكا المعروف باسم «لواء العمالقة» تطور - بعد رحيل العميد حفظ الله السدمي- «إلى مستوى خطر». لكن الناطق الرسمي باسم اللواء 310 في عمران نفى ذلك. وقال الأخير إن «الوضع مستقر ولا يوجد أي مشكلة حاليا». وقالت المصادر ل«المصدر أونلاين» إن العميد حميد القشيبي قائد اللواء 310، قائد محور حرف سفيان، لا يزال متواجداً داخل قيادة لواء العمالقة منذ مساء الأربعاء الفائت.
وأكدت أن القشيبي، محاصر داخل قيادة لواء العمالقة وأن قرابة 50 فرداً من جنوده يحرسونه بإحكام، بعد ان انقلب الوضع صباح أمس فجأة عندما خرجت مجموعات من جنود العمالقة في مظاهرة مضادة وهم يهتفون بعودة قائدهم؛ حفظ الله السدمي الذي طردوه يوم الأربعاء ونكلوا به. لكن ضابطاً رفيعا في لواء القشيبي (310) في عمران، نفى كل هذا الكلام، وقال: «إن هذا غير معقول اطلاقا، ولا يمكن ان يحصل». وأكد بأن الحديث عن خلافات بين اللواء علي محسن والقشيبي وبين وزارة الدفاع «ماهي إلا إدعاءات كاذبة». حد تعبيره.
وأكد المسؤل العسكري في لواء عمران، بأن العميد القشيبي على تواصل مستمر مع قيادة وزارة الدفاع «.. وغير صحيح القول بأنه كان يقف وراء الاحتجاج الذي أطاح باللواء السدمي الأربعاء الفائت». وأضاف: «يعلم الله أن العميد القشيبي سمع الخبر مني أنا، يوم الاربعاء بشأن السدمي».
وعلم «المصدر أونلاين» ان لجنة من وزارة الدفاع قد تصل الى حرف سفيان لحلحلة المشكلة الناشبة هناك منذ يوم الأربعاء. وسأل الموقع المسؤول الرفيع في اللواء 310، الذي يقوده القشيبي عن هذه اللجنة، فأفاد بأن لا معلومات لديه في هذا الشأن، مضيفاً: «الوضع هناك مستقر ولا يستدعي أي لجنة، والفندم حميد القشيبي، هو حالياً يقود اللواء عملياً بنفسه باعتباره قائد محور سفيان». وسألناه عن دوافع تحرك القشيبي الى لواء العمالقة، فقال: «طبيعي ان يذهب الى هناك، طالما وكان الوضع بتلك الطريقة، وأي قائد ضروري أن يتصرف بمسؤولية لاحتواء المشكلة». حسب قوله.
وأفادت مصادر إن حميد القشيبي، كان قد شرع في تهدئة الجنود، عقب مغادرة السدمي أرض «سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران، وشرع في حلحلة بعض مشاكلهم، باعتباره قائداً لمحور سفيان ومكلف على رأس لجنة من وزارة الدفاع. وأكد مصدر من داخل اللواء بأن الوضع استقر بعد رحيل السدمي الخميس وكاد أن ينفجر أمس الجمعة، بعد ان قام عدد من الضباط خلال اليومين الفائتين بحملة تحريضية وتوزيع أموال داخل الكتائب ضد القشيبي الذي يتواجد هناك، زاعمين أنه يقف وراء العملية الاحتجاجية، التي طردت حفظ الله السدمي هو وعلي محسن.
وظهر أمس الجمعة، اندفع مجموعة من الجنود الى أمام مقر القيادة ومنعوا حميد القشيبي من الخروج لصلاة الجمعة في المسجد. وأفاد مصدر عسكري داخل اللواء بأن الوضع لحظتها توتر لدرجة «خطيرة جداً، حيث فتح الطرفين بنادقهم ووجه كل طرف بندقيته الى بطن الثاني؛ مرافقي القشيبي من جهة وجنود يرفضون خروجه إلا بعد عودة السدمي».
ووفقا لهذا المصدر، فقد تحاشى العميد حميد القشيبي أن ينفجر الوضع، وبقي في مكانه، حيث صلى الجمعة داخل مقر قيادة لواء العمالقة. وأفاد المصدر بأن صلاة الجمعة أقيمت داخل مقر القيادة «وجاء الخطيب الى هناك وصلى القشيبي ومعه عدد كبير من الجنود الجمعة في هذا المكان». وعقب الصلاة اجتمع القشيبي بضباط كبار في اللواء وطرحت مقترحات للحل.
وتفيد المعلومات الميدانية، بأن القشيبي، عقب ذلك اللقاء خرج إلى كتيبة المدرعات (الكتيبة الأولى) التي قادت الاحتجاج ضد السدمي، وهددت باستخدم السلاح الثقيل وتحريك الدبابات «إذا عاد العميد حفظ الله السدمي لقيادة العمالقة مجدداً». وسرت في أوساط الجنود والضباط بعد العصر أخباراً تفيد بأن العميد السدمي سيعود غدا الى اللواء، كأحد المقترحات للخروج من هذه «المشكلة الخطيرة»، التي قسمت لواء العمالقة الى نصفين.
وطبقا لمصدر آخر من داخل اللواء، ولكن من موقع بعيد عن مقر القيادة، فإن مجاميع مدنية هرعت الى موقع اللواء 29 (لواء العمالقة) عقب علمها بأن العميد القشيبي محاصر، وأن هذه المجاميع، هم عبارة عن قبائل وجنود قاتلوا الى صف الدولة في الحربين الخامسة والسادسة ضد جماعة الحوثيين، وقال إن لدى القشيبي سيارة مصفحة هناك وتحرسه عدد من الأطقم.
وعلم «المصدر أونلاين» من مصدر قريب أن العميد القشيبي قدم عدداً من المقترحات للحل، فقد ذهب الى مقر الكتيبة الأولى وألقى محاضرة استطاع فيها أن يقنع ضباطها وأفرادها بعودة القائد السابق العميد حفظ الله السدمي «ونقل هذه الكتيبة إلى مكان مجهول». لكن مصادر أخرى أوضحت أنه «سيتم توزيع هذه الكتيبة على أكثر من لواء عسكري».
وتوقع أن يعود السدمي الى حرف سفيان لقيادة لواء العمالقة (29 ميكا) ليس غدا وإنما بعد أيام «بعد أن يتم توزيع هذه الكتيبة» (الكتيبة الأولى) على وحدات عسكرية خارج لواء العمالقة. وأكدت مصادر عديدة أن الوضع داخل لواء العمالقة لا يزال متوتراً حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس الجمعة.