تشهد الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة في كأس أمم إفريقيا المقامة بجنوب إفريقيا، اثنين من أهم واقوى اللقاءات، يجمع الأول الجارين العربيين تونسوالجزائر، والثاني كوت ديفوار مع توغو. في المباراة الأولى، تسعى المنتخبات المغاربية الثلاثة عموما إلى الثأر والتعويض، تونس خصوصا بعد خروجها من النسخة الثامنة والعشرين في الغابون وغينيا الإستيوائية من الدور ربع النهائي على يد غانا القوية بخسارتها 1-2 بعد التمديد، وينوي المغرب الذهاب إلى أبعد من الدور الأول في المجموعة الأولى، بينما ستحاول الجزائر إثبات أن غيابها العام الماضي كان استثنائيا وأنها قادرة على مقارعة الكبار. وشاءت الصدفة أن تضع تونس بطلة 2004 على أرضها في مواجهة المغرب بطل 1976 في إثيوبيا في المرة السابقة وتأهلت على حسابه مع الغابون المضيفة والغائبة عن البطولة الحالية، فخرج من الدور الاول خالي الوفاض. وتكررت الصدفة مجددا بعد عام فأوقعت القرعة تونس في المجموعة الأصعب ومع الجزائر بطلة 1990 على أرضها وجها لوجه، وبات مشروعا للمدرب سامي الطرابلس أن يتمنى أو يحلم بتكرار ما حققه "نسور قرطاج" لكن هذه المرة على حساب الجزائريين. وعلى الجانب الآخر، يرى البوسني خليلودزيتش أن "المباراة الأولى ضد تونس ستحدد مصيرنا في البطولة"، مستبعدا فكرة الثأر من جانب كوت ديفوار لخسارتها تحت إشرافه أمام الجزائر في ربع النهائي عام 2010 وقبل أن يقال من منصبه بعد المونديال في العام ذاته. ويقر خليلودزيتش بأن عناصر المنتخب الجزائري "لا يملكون الخبرة الكافية لكن لديهم رغبة عارمة في الذهاب بعيدا. إذا ما بلغنا ربع النهائي فلا يمكن لأحد أن يعرف ماذا سيحصل لأن كل شيء ممكن في أمم افريقيا ولم يكن أحد يراهن على فوز زامبيا باللقب في الدورة السابقة". ويقول اللاعب هلال سوداني "وصلنا إلى جنوب افريقيا مبكرا وهذا ليس من أجل السياحة ، فالمدرب لديه أسلوب عمل خاص وقد تبنينا ذلك. وبعد أكثر من 10 أيام بدأنا نتأقلم مع المناخ و الحرارة، وهو الأمر الذي لن يكون إلا مفيدا لبقية البرنامج. التحضير البدني الذي أنجزناه سيؤتي ثماره". توغو تنازل الفيلة تبدأ رحلة الظفر باللقب بالنسبة إلى منتخب "الفيلة" المصنف أول افريقيا و14 في العالم من الفوز على توغو المحسوبة "خطأ" أنها قد تكون الحلقة الأضعف في السلسلة والجسر الذي يعبر عليه أحد المنتخبين العربيين إلى ربع النهائي نظرا إلى أنها خرجت من الدور في مشاركاتها الست السابقة. ويخوض منتخب كوت ديفوار القادم من اقاصي الغرب البطولة القارية وهو كل مرة في طليعة المرشحين لإحراز اللقب الثاني بعد الأول في السنغال عام 1992، لكنه لم يقترب منه في مشاركاته ال18 الأخرى إلا مرتين عامي 2006 في مصر عندما خسر أمام الدولة المضيفة، و2012 مع الجيل الذهبي الحالي، حين سقط بركلات الترجيح أمام زامبيا بعد أن حقق الفوز في 5 مباريات متتالية.
ويملك المدرب الفرنسي من أصل تونسي صبري لموشي لاعبين قد لا يتكرروا وقد لا تتكرر الفرصة أمامهم، أمثال دروغبا والشقيقين يايا وكولو توريه وآرثر بوكا وايمانويل إيبويه وجيرفينيو وشيخ تيوتيه وسياكا تينيه وأرونا كونيه وسالومون كالو وديدييه زوكورا، الذين فاقت اعمار معظمهم الثلاثين.