الذكرى الثانية لرحيل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، ودعوة الرئيس للحوار الوطني، وتوديع اليمنيون 2009 مخلفاً وراءه الدماء والخراب والفوضى التي شهدتها البلاد خلاله، ولم تطوى تلك الأزمات بعد بل رحُلت إلى العام الجديد. ذلك أبرز ما تناولته الصحافة الأسبوعية الأسبوع المنصرم. النداء "عام المريض اليماني" تحت هذا العنوان كتب سامي غالب رئيس تحرير النداء عن وداع اليمنيين لعام 2009 واستقبالهم المجهول داخل بيت يكاد أن ينقض. وتحدث سامي في مقاله عن تصدع جدران وتهاوت سقوف وتدمير مآذن، بنار القصف احترقت وشائج وترمدت تواريخ وتبخرت حيوات ووعود ومواعيد:" وفيه نزف اليمنيون دماً كما لم ينزفوا من قبل، حتى يصدق وصفه بأنه العام اليمني الأكثر دموية منذ عقود". وقال إن "عام 2009 عام الأشلاء المتطايرة في غير مكان، و«البراءة» التي تصيرت هدفاً للقاذفات من كل جنس وجنسية:" إنه عام «المريض اليماني»، المريض المستباح لصُنَّاع السلاح ومستخدميه، وفيه تصدرت أشلاء أطفال ونساء اليمن الأبرياء شاشات الفضائيات، مثلما تصدرت اليمن قائمة أولويات منظمات الإغاثة والعون الطبي في العالم". وأضاف "هو عام النزوح. النزوح القسري جراء الحرب في صعدة ضد الحوثيين. والنزوح الرحيم في الجنوب والشرق بفعل الحرب المستجدة ضد «القاعدة»، حسب آخر «صرعات» القادة الأمنيين الذين وزعوا بيانات تنصح سكان القرى بالابتعاد عن أماكن تواجد عناصر القاعدة. (متى كانت «القاعدة» مرئية؟!)". الميثاق "الميثاق" لسان حال الحزب الحاكم -الصادرة الاثنين- تحدثت في افتتاحيتها عن إعلاء قيم الحوار، وقالت إنه كان وسيبقى المسار الصائب الذي به يتصدون أبناء اليمن للتحديات. وأضافت: هذه هي رؤية فخامة الأخ الرئيىس علي عبدالله صالح وقناعة المؤتمر الشعبي العام المتكونة من تراكم التجارب والخبرات التي جعلتهما يستوعبان التلاقي والتحاور بين القوى الحية وفي طليعتهم شركاء الحياة السياسية. وتابعت "الدروب الأخرى مسالكها وعرة وتنتهي إلى مهاوي الفرقة والتمزق والصراعات والفوضى وحان الوقت لنقول لكل هذا كفى ونضع كل أجندة قضايانا على طاولة الحوار.. فيكفي هذا الوطن مذابح ومقابر.. إما أن نكون أو لا نكون والمسئولية في النهاية تقع على عاتق الجميع السيرفي سياق مغاير للحوار سيتحمل أيضاً أوزارها الجميع ولن يستثنى منها أحد". الوسط في الوسط كتب المحرر السياسي عن ما أسماها مشاريع غير وطنية تنتجها تحالفات فساد ومراكز قوى وتيارات أصولية متطرفة ، وعن تراجع قيم المدنية وضعف قوة القانون. وقال إن غياب الدولة غير المبرر في مناطق الفوضى أغرى قطاع الطرق والخارجين عن القانون ليصبح زي الدولة العسكري سبباً للخوف لا مانحا للطمأنينة، ورأى ان السلطة تقف على رمال متحركة، متحججة برفض المعارضة السير معها لحل معضلات البلاد وبدلا من أن تسعى لحلها باعتبارها المعنية بحل قضايا مواطنيها تسحب المعارضة إلى ذات المكان للتجادل حول كيفية الحل ويمر الوقت والطرفان واقفان بينما الرمال وحدها هي التي تتحرك لتبتلع الجميع. وحمل المحرر السياسي النظام مسؤولية حل الأزمات، وقال "يتوجب عليه حلحلتها بالمعارضة أو بدونها، لأن إصلاح أحوال الناس لا يحتاج إلى توافق سياسي بقدر حاجته إلى إرادة وإعمال قانون".
الصحوة كرست الصحوة مساحة كبيرة من صفحاتها في عددها الصادر الخميس للحديث عن الذكرى الثانية لوفاة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، كما نشرت كتابات لشخصيات ومفكرين يمنيين وعرب حول شخصية الراحل الأحمر. وتحت عنوان" الشيخ الذي فقدناه" كتب د. عبد العزيز المقالح مقالا جاء فيه:" إنه الشيخ الذي جمع المجد من أطرافه، واستطاع بفطرته، وحنكته، وذكائه ان يكون وسطا وسيطا في كثير من المواقف الملتهبة". وأضاف " هذا هو الشيخ الذي فقدناه، وفقدته اليمن في وقت هي بحق أحوج ما تكون إليه وإلى أمثاله من الركائز الوطنية ممن يعرفون كيف يطفئون الحرائق في مهدها ويواجهون المشكلات بحكمة وصبر" كما كتب المفكر الإسلامي راشد الغنوشي مقالا تحت عنوان" ما أحوج اليمن إلى حكيمها الشيخ عبد الله" وقال:" الدرس الذي ينبغي ألا ينسى أبدا في مثل هذه الأوضاع، وشهدتها مسيرة الشيخ عبد الله ان القوة في غياب الحكمة لا يمكن إلا أن تفضي إلا لمزيد من الكوارث". أما المفكر فهمي هويدي فقد كتب في هذه الذكرى مقالاً بعنوان" صوت القوة والعقل" وقال فيه "إن مرور سنتين على غياب الشيخ عبد الله أكد انه كان صمام أمن لليمن وعامل توازن مهم، وحلقة وصل بين السلطة والشعب والمعارضة". كذلك كتب" عصام العريان تحت عنوان "بدر الحكمة"، ومحمد سالم باسندوه تحت عنوان" علو في الحياة وفي الممات"، وعلي الواسعي تحت عنوان" وكيف لا نذكر الشيخ عبد الله؟"، وعبد الملك الشيباني" من مسيرة الخالدين" وعبود الشعبي تحت عنوان" من هذا التراب"، ومحسن محسن صلاح، وكمال الريامي، والشيخ محمد حسن دماج، والدكتور مختار محرم. حديث المدينة وفي حديث المدينة الصادرة من تعز كتب رئيس تحريرها فكري قاسم تحت عنوان (اليمن أقرب الطرق إلى الجنة) ساخراً من بعض الظواهر التي تلهم أصحابها أنهم بأفعالهم تلك سيدخلون الجنة، واعتبر السلطة السبب الرئيسي التي تقف خلف مثل تلك الظواهر. وقال "إن هذه السلطة التي لهفت كل مساحة أرض كان يتدرب عليها أطفال الحواري وهم يلعبون كرة القدم وحولتها إلى أسوار لفلل عامرة، كانت في المقابل توفر للقاعدة والجماعات السلفية معسكرات للتدريب وظلت تدعمهم وتربيهم مستغلة حماسهم وعاطفتهم الدينية للقيام بمهام قذرة وكل ذلك يحدث تحت مبرر تطهير الإسلام من خصومه اليساريين ومن العناصر الخارجة عن طاعة ولي الأمر". وأضاف فكري قاسم قائلا: لكن يا للأسف، لم يعد بوسع ولي الأمر إن كان يخجل من نفسه أساسا إلا أن يدفن رأسه في كوم الجماجم والجثث البريئة التي سقطت في قصف الطيران لمناطق أرحب والمحفد وشبوة وقبلهم جميعا جثث وجماجم المدنيين من ضحايا حرب صعدة المشئومة". 26 سبتمبر صحيفة 26 سبتمبر الناطقة باسم الجيش قالت في افتتاحيتها "إن مجلس الشورى يواصل جهوده الحثيثة المتسارعة للإعداد والتحضير لإجراء الحوار الوطني الشامل الذي دعا إليه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح كافة القوى والأحزاب والتنظيمات السياسية والعلماء والفعاليات الثقافية والفكرية ومنظمات المجتمع المدني لينعقد في موعده المحدد في ال9 من يناير القادم كضرورة وطنية تقتضيها معطيات ومتطلبات المرحلة الراهنة". وأشارت إلى أن "أهمية الحوار تكمن في انه يجسد تطلعات شعبنا في مواجهة شدائد الفتن" داعية المتحاورين إلى السمو بأنفسهم والترفع فوق صغائر الأمور وترهاتها". وأضافت "في طاولة الحوار يمكن طرح كافة الموضوعات مهما كانت تعقيدات اشكالياتها فكل شيء قابل للنقاش مهما كان الاختلاف والتباين فيه، عدا كل ثابت وطني". ودعت الجميع الى التعاطي مع دعوة الحوار بوعي وروح منفتحة نابعة من شعور صادق بالمسؤولية تجاه الوطن وأبنائه في الحاضر والمستقبل. وختمت افتتاحيتها بالتحذير:" علينا أن ندرك أننا جميعاً نبحر على سفينة واحدة ومسوؤليتنا امام الله والتاريخ والاجيال القادمة أن نوصلها إلى بر الأمان، لأنه اذا ما عصفت بها أعاصير التحديات والأخطار التي نجابهها فستغرق في بحر الفرقة والتمزق والصراعات والفوضى التي ليس لها قرار، ولهذا نقول مرة اخرى: لا بديل إلاًّ الحوار من أجل الوطن وغد أجياله القادمة".