شهدت مناطق في محافظة ذمار المحاذية لمدينة رداع تسرب بعض من عناصر القاعدة الفارة من مديرية قيفة بعد تعرض معاقلها للقصف والتدمير من قبل وحدات الجيش والتي استخدم فيها الأسلحة الثقيلة مع اشتراك الطيران الحربي في القصف الذي طال تلك المعاقل. وقالت عناصر محلية إن بعضاً من عناصر القاعدة التي فرت من قيفة بعد أن تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد فرت إلى مديرية ميفعة عنس في منطقة اسبيل قبل أن تختفي من تلك المناطق مع شروق شمس اليوم التالي، الطيران الحربي اليمني كثف من طلعاته الجوية فوق سماء مدينة ذمار وفوق مديرية ميفعة عنس بحثاً عن مطلوبين من عناصر القاعدة والتي تقول بعض المصادر انها أصبحت في مدينة ذمار الأمر الذي ينفيه سكان المدينة.
صباح الثلاثاء تعرضت قرية العلانة بمديرية ميفعة عنس لعدة غارات جوية من قبل الطيران الحربي اليمني في محاولة لاستهداف عناصر القاعدة، الأمر الذي قوبل باستياء شديد من قبل أهالي المنطقة الذين نظموا مسيرة إلى المجمع الحكومي للمطالبة بوقف الضربات الجوية
قد يبدو غريباً بعض الشيء أن محافظة ذمار تصبح في يوم وليله مساحة جديدة يتحرك فيها عناصر ما يسمون أنصار الشريعة.
شهود عيان من أهالي قرية العلانة الذين قابلناهم، في نزولنا الميداني عقب تعرض القرية للضربات الجوية، قالوا في حديثهم مع المصدر أونلاين بأن طائرة من نوع سخواي كانت تحلق في سماء القرية بعد صلاة الفجر تحديداً في الساعة السادسة والنصف صباحاً حيث كانت تحلق فوق قريتهم "العلانة" وقرية "ورقة" القريبة من قريتهم، بالإضافة إلى تحليقها فوق بعض القرى القريبة منهم "الجرشة" و "ذي منكر" بحثاً عن مطلوبين إرهابيين من عناصر القاعدة.
يتحدث معنا أهالي القرية وعلامات الخوف بادية على وجوه الرجال، فضلاً عن الأطفال، يقول أحد الأهالي أن الطيران استمر في التحليق فوق القرى بعض الوقت قبل أن تقوم الطائرة بالقصف عليهم بثلاثة صواريخ في تمام الساعة السابعة صباحاً، يضيف وعيناه تحدقان الى الأعلى وكأنه يترقب تحليق طيارة جديدة "كنا في أعمالنا وجربنا نطلب الله على انفسنا وجهالنا، عيالنا في البيوت نايمين في أمان الله، والعجاوز في البيوت تفاجأنا بالطائرة تضرب ثلاثة صواريخ ارعبتنا وارعبت عيالنا ونسواننا".. مشاعر الرعب تبدو مسيطرة على سكان القرية خوفاً من أن حرباً قد نشبت أو أن أنصار الشريعة كما أضحوا يلقبون أنفسهم قد سيطروا على ذاك الحصن المتربع فوق جبل القرية.
هرع الناس إلى مكان الانفجار وتفاجوا بحجم الدمار والكارثة التي حلت، حيث شاهدوا آثار الدمار في تلك المزارع التي تعرضت للقصف والدمار الذي حل بسور مقبرة القرية، أعمدة من الغبار والأتربه ارتفعت فوق القرية وتحطمت نوافذ البيوت وزجاجاتها، بينما تعرض بعض البيوت القريبة من مكان الانفجار إلى بعض الشقوق في جدرانها. الفزع والخوف سيطر على الاطفال الذين كانوا يتأهبون للذهاب إلى المدرسة والتي في محيط المكان الذي تعرض للقصف.
في حديث مع سكان المنازل المتضررة قالوا أنهم تفاجؤوا بأصوات الانفجارات التي كانت قريبه من منازلهم وعلى إثرها تعرضت منازلهم لأضرار بليغة نسبياَ، محملين الأجهزة الأمنية مسؤولية الحادث مؤكدين أنهم في صف الدولة ضد أي مخرب أو أي خارج عن القانون وأنهم سيقفون مع الدولة في وجوه كل الإرهابيين وأنهم لن يسمحوا لأي مسلح بالدخول إلى قريتهم مهما كان الثمن، "الغارة الجوية أرعبت النسوان والجهال في البيوت زيغت عقولهم فجعتنا الطائرات هذه ، على فخامة الريس أنه يرفع الطائرات من فوق قريتنا اليوم جنب بيتي بكرة في بيتي "، هكذا تحدث أحد سكان المنازل القريبة من موقع الانفجار، يشاطره الرأي أحد جيرانه الذي حمل كل المسؤولين في المحافظة المسؤولية الكاملة حول ما تتعرض ويتعرض له السكان الأبرياء موضحاً بأن الجميع في هذه القرية مجمعون على عدم إيواء أي شخص ينتمي لهذا التنظيم الخبيث، وناشد الرئيس "لا نريد أن تكون قريتنا جعار الأخرى، نحن في صفك يا فخامة الرئيس فكن في صفنا".
اتصلنا بمدير أمن ذمار العميد عبد الكريم العديني طالبين إعطاءنا بعض التصريحات حول القصف الذي استهدف القرية إلا انه اعتذر عن الإدلاء بأي تصريح ووعد بمدنا بكافة المعلومات لاحقاً .
أهالي القرية نفذوا مسيرة من قريتهم إلى أمام المجمع الحكومي للمطالبة بالتعويض جراء الخسائر التي تعرضوا لها ومطالبين بوقف تحليق الطيران فوق قراهم، المتظاهرون الذي التقوا نائب رئيس هيئة الأركان اللواء محمد علي المقدشي في مقر المجمع الحكومي قالوا بأنه وجه الجهات المختصة بالتحقيق في الحادث وأمر بتشكيل لجنة لفحص الأضرار - حسب قولهم.
وإذا ما عدنا إلى القرية التي أخبرنا فيها بعض السكان بأنهم شاهدوا مساء يوم الاثنين في وقت متأخر من الليل سيارات تقل مجموعات مسلحة على متنها لم يتم التعرف إلى أين ذهبت بهم تلك السيارات، شاهد عيان يقول "شاهدت مجوعة من السيارات من نوع "شبح وهيلوكس" وعلى متنها مجموعة من المسلحين ملثمين من المؤكد أنهم من القاعدة مروا من الخط الرئيسي أمام القرية ولا ندري أين استقروا، بينما قالت مصادر محلية إن امجموعة من القاعدة فروا إلى منطقة جبل إسبيل بمديرية ميفعة عنس المحاذية لمنطقة قيفة قبل أن يفروا فيما بعد إلى أماكن مجهولة لم يتم التعرف عليها.
وتطل قرى "حورور" و"العساكره" و"الأقمر" و"الجرف" على ذلك الجبل ويسيطر عليها الشيخ حسين محمد المقدشي.
وبحسب مصادر قبلية فإن الشيخ حسين المقدشي لديه خلافات قبلية مع أسرة علي أحمد صلاح المقدشي التي ينتمي إليها قائد الحملة اللواء محمد علي المقدشي نائب رئيس هيئة الأركان.
وتأتي هذه التحركات فيما تشهد منطقة قيفة في رداع مواجهات متقطعة بين مسلحين متشددين يعتقد انتماؤهم للقاعدة وبين قوات من الجيش، اندلعت الاثنين الماضي عندما شن الجيش هجوما على المسلحين في مديرية ولد ربيع المجاورة لمدينة رداع، بعد أن رفض المسلحون الإفراج عن ثلاثة سياح غربيين يحتجزونهم منذ أسابيع.