علي سالم البيض رجل أصبح خارج التاريخ والجغرافيا...خالي الرصيد ..لم يقدم لشعبه سوى مهرجانات السحل والقمع مقابل القليل مما يسد رمق الحياة. .لدية رغبة جامحة في العودة بطريقة مثيرة للاشمئزاز على جثث ودماء شباب أبرياء يرمي بهم إلى الموت. يجلس اليوم على مكتبة الفاخر في الضاحية الجنوبية (بيروت) متلقيا تقارير منتظمة من عناصره وهو يتابع عبر شاشة الفضائيات (عدن لايف ) ما يحدث في عدن.
ليس مقبولا ان يسقط ضحايا من أي أطراف في احتفالية سلمية ..بمناسبة ثورة سلمية قامت تطالب بصون الحريات وضمانتها , لكن ليس مقبولا أيضا أن يرمى بشباب إلى المواجهة قد تسقط العشرات بل مئات من الضحايا في حال كان الحراك وصل اليوم لقلب ساحة العروض!!!
نحن مع محاسبة من أطلق النار من الجنود لكن من سيحاسب من دفع بهؤلاء! ليس من حق احد أن يترافع عن الجنوب ويقرر مصيره ..كما انه ليس من المقبول أيضا ان تفرض الوحدة بالقوة ..هذا أمر بديهي جدا....لا خلاف علية جماهير اليوم في ساحة العروض لم تكن سوى من أبناء الجنوب...لم ترفع شعار الوحدة او الموت..حتى تستفز الطرف الاخر...حتى.اذا افترضنا جدلا ان التوقيت وحساسية المرحلة تقتضي عدم إقامة هذه الفعالية مراعاة لطيف من أبناء الجنوب الذي يفضل الحديث عن فك الارتباط .
فماذا عن الطيف الآخر من أبناء الجنوب الذي يرى ان 21 فبراير هو بداية انطلاقة لدولة يمنية مدنية قويه وموحدة! إذا كان البيض وعناصره يرون في أنفسهم السواد الأعظم من أبناء الجنوب..فلماذا يستفز من تجمهر سلمي..بمقدوره غدا ان يحشد من أنصاره أضعاف ان كان يرى في نفسه الأغلبية.
ليس من قبيل الصدفة أن يكون السيد ياسر اليماني أحد أبواق النظام السابق وعبد الكريم شايف رئيس المؤتمر الشعبي العام قد تحولا في ليلة وضحاها إلى حراكيون بعد ان كانوا من إقطاعي النظام في الجنوب، وليس من قبيل الصدفة أيضا أن صحفا وفضائيات وأقلام (معروفة) كانت جاهزة من الصباح الباكر ..تتباكى، مصورة ما يحدث في عدن هو احتلال من قبل قوم يأجوج ومأجوج!
ليس من مصلحة المجلس الأعلى للقوى الثورية الجنوبية والمنظمين لتجمهر اليوم ان يصاب أحد أي كان او ان تطلق رصاصة في الهواء، ولم يعد خافيا لكل العقلاء في هذا الوطن أن هناك أطراف لفظهم التاريخ وخلعهم الشعب وآخرين منبوذون يشكلون حلقة واحدة، يعملون في تناغم من أجل إفشال الثورة التي أسقطت الأقنعة وأظهرت كثيرا من الحقائق التي كانت غائبة عن وعي هذا الشعب.
لم يكن شباب الثورة في صنعاء وتعز هم وحدهم من أسقط النظام بل كانت ساحات الجمهورية في عدن وحضرموت رافدا حقيقا وقوة للثورة ، كدالة مرت بمنعطف حرج كان أبناء الجنوب هم القوة الدافعة للوصول إلى غاياتها.