- قال الإمام الزمخشري عند الكلام عن ياجوج وماجوج،تلك القبائل البربرية التي أبرز القرآن صورتها المتوحشة، قال الزمخشري : قيل كانوا يأكلون الناس ، وقيل كانوا يخرجون أيام الربيع فلا يتركون شيئاً أخضر إلا أكلوه ، ولا يابساً إلا احتملوه ، وكانوا- الناس- يلقون منهم قتلاً وأذى شديداً.. وكلام الزمخشري السابق قيل قبل أكثر من ألف عام ،ومع ذلك يبدو وكأنه وصف مخصص لياجوج وماجوج هذه الأيام .. فهو يصدق إلى حد كبير على المجاميع القبلية المسلحة التي استجلبتها أطراف الأزمة من مناطق القبائل إلى العاصمة صنعاء وأسكنتها في خيام .. تأكل وتشرب وتخزن وهي في حالة بطالة، فإذا غلبها السأم ، وخرجت من الخيام في غارات طائشة تقطع الطريق وتكسر وتعتدي على المواطنين وممتلكاتهم الخاصة .. الفارق بينهم وبين ياجوج وماجوج الزمخشري أن الأخيرين يأكلون الناس ، وياجوج و ماجوج صنعاء تسلخ اللحوم البشرية ولا تأكلها وتعتدي لإشباع شهوة العدوان لديها ، وتصوروا عدوان ياجوج وماجوج كيف هو عندما يكونون مزودين بالآر بي جي والرشاشات إضافة إلى الفؤوس والعصي والحراب التي كانت أسلحة أسلافهم ، ياجوج وماجوج الزمخشري. - أتصور أن الأزمة السياسية التي حاقت بالبلاد منذ قرابة عام كامل ما كانت ستؤدي إلى هذا القتل والخراب والفوضى لو تجنبت أطراف النزاع إشراك ياجوج وماجوج في الأزمة والفتنة ، ولكن يبدو أن أطراف النزاع تعمدت مشاركة ياجوج وماجوج لأن الجمع الكثير المتعدد المختلف هو شيء واحد .. يا جوج وماجوج ولذلك نحن نعيش أهوال القيامة اليوم قبل الأوان الذي ضربه الله للساعة أو يوم الدينونة .. وبالمناسبة يذكر القرآن أن ياجوج وماجوج.. سيرتكبون فظائع أثناء قيام الساعة! منذ وقت مبكر وعندما كانت أطراف النزاع أو الأزمة تجهد لحشد يا جوجها وماجوجها وتحركها في مراكز إستراتيجية داخل العاصمة ، كنت أقول إنها قنابل موقوتة ستنفجر ذات يوم في وجوه الجميع بمن في ذلك أصحابها.. وقلت وقلت كفوا عن هذه المغامرة غير المأمونة مسبقاً .. ولكن لا يطاع لقصير أمر.. - لم تكن تلك نبوة.. فثقافة وسلوك القبيلة عبر التاريخ يساعد على التنبؤ بما ستحدثه دون حاجة لنبي أو رسول مرسل .. القبيلة عندنا لا تعني سوى الإغارة والفيد والنهب واستخدام أو قل استغلال التناقضات لتحقيق مكاسب ومصالح وبطرق غير مشروعة. المجاميع القبلية اشتغلت أيام الحرب بين الجمهوريين والملكيين في الشمال.. اشتغلت مع هذا وذلك في نفس الوقت.. تجمهر بالنهار وفي الليل تقاتل مع الملكيين ضد الجمهوريين .. تستلم من السلال ريالات وبنادق ومن الحسن رشاشات وجنيهات ذهب.. تكسب من هذا وذاك وهي الكاسب الوحيد دائماً .. وهذه قواعدها السلوكية المتبعة اليوم في ظل هذه الأزمة.. أحد الزملاء استشهد أمامي بشيخ قبيلة يقود مجاميع قبلية تحت الخدمة لمن يدفع أكثر ، بل أنه ومجاميعه يكسبون من هنا وهناك ، بندق من هذا وبندق من ذلك .. يوم في الحصبة ويوم في عصر ويوم مع صادق ويوم مع محسن ويوم مع الصالح ويوم مع الطالح .. والقبيلي المحترم متهم بأخذ الغنائم ويرجع إلى ( البلاد) والعاصي والجشع وكذلك قليل الحيلة يستمر في نهج ياجوج وماجوج .