تجمع رجال قبائل في مديرية رازح بمحافظة صعدة شمال اليمن يوم الثلاثاء بعد اعتداء مسلحين من جماعة الحوثيين على شخصين في المنطقة الواقعة تحت سيطرة الجماعة شمال اليمن. وتظاهر العشرات ضد الحوثيين المنطقة بعد دقائق من الاعتداء الذي وقع في رازح ورددوا هتافات مناهضة للجماعة.
ويسيطر الحوثيون على محافظة صعدة وأجزاء من محافظات مجاورة بعد جولات معارك مع القوات الحكومية استمرت عدة سنوات تمكنت خلالها الجماعة من السيطرة على مساحات واسعة من شمال البلاد.
وقالت مصادر محلية وشهود ل«المصدر أونلاين» إن مسلحين حوثيين اعتدوا على شخص كان يقود باصاً ويدعى «نواف جبران هادي» وضربوه مستخدمين أعقاب البنادق.
وأضافت ان شخصاً آخر كان بالقرب من المكان يدعى «مصطفى سمير» حاول التدخل لإيقاف الاعتداء وكان يهتف مستغيثاً بالسكان القريبين قبل أن يضربه المسلحون هو أيضاً.
وأصيب الشخصان بجروح، حيث أظهرت صور «هادي» والدماء تنزف من رأسه.
وتجمع العشرات من أبناء المنطقة عقب الحادث وأغلقوا طريقاً في سوق رئيسي بالمنطقة، كما رددوا هتافات مناهضة للحوثيين من بينها «لا حوثي بعد اليوم».
وبحسب المصادر المحلية، رفض المصاب نواف جبران هادي الذهاب إلى المستشفى لمعالجة جروحه مفضلاً البقاء بين المتظاهرين ومردداً تلك الهتافات.
وطالب المتظاهرون وذوي المعتدى عليه بتسليم الجناة ومحاسبتهم.
وقال شاهد إن رجلاً من الحاضرين من أبناء المنطقة كان يلبس قميصاً مرسوم عليه شعار الحوثيين، لكنه خلعه ومزقه، بينما أحرق ثلاثة من أفراد عائلة هادي قطعاً من ملابسهم كنوع من الاستغاثة بقبيلتهم طلباً للنصرة.
وقالت المصادر ل«المصدر أونلاين» إن المسلحين الحوثيين لا ينتمون إلى المنطقة، وكانوا على متن سيارة مكشوفة (طقم).
وأضافت ان شيخاً قبلياً تدخل في الحادثة لاحتواء الاحتجاجات وحولها إلى قضية قبلية قبل تصاعد الخلاف بين الطرفين.
وأشارت المصادر إلى ان الحوثيين قدموا بندقيتين وجنبيتين للتحكيم في القضية، وانه تم تحكيم أربعة أشخاص سيبتون في القضية يوم الأربعاء، أو الخميس.
وهذه أول مرة يتجمع فيها مناهضون للحوثيين في مظاهرة، بينما حاول مصور يتبع قناة المسيرة التابعة للجماعة تصوير المظاهرة لإظهارها على أنها أحداث شغب قبل أن يطرده المحتجون. حسب ما ذكره شهود.
ويتهم ناشطون يدافعون عن حقوق الإنسان جماعة الحوثيين بارتكاب انتهاكات ضد مواطنين في المناطق التي يسيطرون عليها، خاصة الذين ينتمون إلى جماعات أو أحزاب مخالفة للحوثيين.
وقالت منظمة وثاق في تقرير لها صدر مؤخراً إن الحوثيين ارتكبوا أكثر من 12 ألف انتهاك بحقوق الإنسان، وقالت إن للجماعة سجون خاصة يحتجزون فيها مناهضيهم لأوقات طويلة. لكن الحوثيين ينفون ذلك.