أعطني وطناً قوياً أعطك مواطنين أحراراً بالداخل ويتمتعون بالكرامة وتصان حقوقهم بالخارج، هذه إحدى رسائل خطابات الفقيد فيصل بن شملان –رحمة الله عليه- خلال مهرجاناته الانتخابية عام 2006، وهي أمر لازال مئات الالآف من الطيور اليمنية المهاجرة بحاجة إليه خاصة في دول الجوار العربي. ورغم أن صنعاء تحتضن مؤتمراً لحوار يتمخض عنه صناعة المستقبل لليمنيين داخل وطنهم وخارجهم، أستورد «المخرج» أسوأ ما يمكن من لقطات بمسرحية معاناة مغتربينا، حيث استنجد بممثل أكل عليه الفساد وشرب، ويفرض لسنوات مديدة رئيساً للجالياتنا بالمملكة لأسباب قد تتعلق بوسامته وإتقانه ربطة العنق في بعض الأحيان وليس لأي مؤهلات أخرى.
وفيما كان الشيخ طه كما يرغب بمناداته (كعضو في «اللعنة الدائمة») يتحدث و«يلت» و«يعجن» بمؤتمر الحوار في صنعاء كممثل زائف عن مئات الآلاف من مغتربينا في السعودية التي تحتضن أكبر جالية يمنية في العالم، كان مجلس الوزراء هناك يصدر قراراً يقضي على ما تبقى من حقوق واستثمارات وآمال وفرص لتسديد قيمة فيزا العمل بالمملكة.
طه هذا هو العنوان الأوضح لحال اليمنيين كمغتربين ومعاناة وحقوق مسلوبة وكرامة مهدرة وحكومتهم التي يبحث مسؤولوها عن مصالحهم الشخصية والسياسية، ويساهمون في تغول الشقيقة وظلم الجيران على اليمنيين بصور شتى.
في عهد الرئيس السابق ودعم وعشق بطانته كالشاطر علي والبورجي عبده والآنسي علي، كان الحميري وفريقه ذاته مع بعض التعديلات الطفيفة، يُفرض في كل مرة رئيساً لمجلس الجاليات اليمنية في المملكة، فيما منتسبو مجالس الجاليات يكونوا قد انتخبوا آخرين ويحظى بالاعتراف والدعم والرعاية والتصريحات الصحفية.
ورغم أننا في عهد رئيس أعلن قطيعة تامة مع نظام ارتكب مجزرة جمعة الكرامة، إلا أنه يبدو ان الأدوات التي كانت تجعل من طه ذا حظوة وقبول لدى سلفه هي ذات أدوات الرئيس هادي، حيث داست على كرامة مليون مغترب داعم لهادي بجلب ممثل كومبارس تابع للرئيس السابق ممثلاً عنهم في مؤتمر يرأسه هادي ذاته.
حكومة المملكة تضيق الخناق على المغتربين اليمنيين وتدمر أحلامهم وتضاعف همومهم ومعاناتهم وتقضي على آمال الكثيرين منهم بإمكانية تسديد ثمن فيز العمل التي اشتروها بعد أن باعوا ما يملكون من مصوغات ذهبية وممتلكات أو استدانوا من آخرين، وتكون صدمتهم ليس بالقرارات الجائرة ولكن الصمت المريب حتى في مؤتمر قيل انه لصناعة المستقبل لليمنيين في الداخل والخارج.
سفير اليمن هناك يقضي أجمل فترات الراحة والنوم ولا يشغل نفسه بما يحدث قريباً من منزله وحول مبنى سفارتنا بالرياض، فهو مثل شقيقه محافظ المحويت يجد له قبولاً لدى أدوات الرئيس هادي رغم ان منزله كان مركز التخطيط والتنفيذ لمجزرة جمعة الكرامة وأنجاله لهم دور كبير فيها وحصدوا المكافآت نقداً وقرارات تعيين.
على المغتربين اليمنيين ان يبحثوا لهم عن وسيلة أخرى للتعبير عن احتجاجهم ورفضهم، مثلاً عبر واحد يشبه الاستاذ جمال بن عمر، ليس لأجل تخفيف المعاناة عنهم وإيقاف الكارثة التي ستنال منهم مع بدء تنفيذ قرار مجلس الوزراء السعودي الأخير.
عليهم ان يستنجدوا برجل كجمال بن عمر او حتى السفير المستفز جيرالد، لإقناع الرئيس هادي وأدواته ومؤتمر الحوار كله ان طه إياه يمثل نفسه وولي نعمته الزعيم حسب آخر تقليعات فرعون وورثته من حكام العرب.