حضر قائد الشرطة العسكرية العميد الركن مجلي أحمد مجيديع، أمس الأحد، إلى مؤتمر الحوار الوطني، تلبية لدعوة وُجِّهت إليه من قبل فريق «قضية صعدة» على خلفية المشكلة التي نشبت، السبت، بين جنود من الشرطة العسكرية والبرلماني عبد الكريم جدبان، عضو الفريق عن جماعة الحوثي في مؤتمر الحوار، وانتهت بمصادرة سيارته. وكان أفراد من الشرطة العسكرية أوقفوا، السبت الماضي، عضو مؤتمر الحوار عبد الكريم جدبان في إحدى النقاط العسكرية القريبة من فندق موفنبيك، بينما كان بسيارته متجهاً إلى مؤتمر الحوار الوطني، وذلك بحُجة عدم حمل سيارته لوحة أرقام، ليقوموا بمصادرتها.
وإثر ذلك، نفذ أعضاء فريق صعدة، السبت الماضي، وقفة احتجاجية وتضامنية معه، معتبرين الحادثة «من الأعمال التي تستهدف إعاقة عمل مؤتمر الحوار الوطني الشامل».
وبعد خروج قائد الشرطة العسكرية من غرفة فريق «قضية صعدة»، تلقفه الصحفيون المتواجدون في الفندق، ليُدلي لهم بتصريحات توضّح أسباب حضوره، وما الذي دار في الداخل.
وأوضح مجيديع للصحفيين أن حضوره لم يكن للاعتذار بما تحمله هذه الكلمة، وإنما لتطييب خاطر عضو مؤتمر الحوار «جدبان» بسبب ما تعرّض له من إجراءات قانونية، منوها أن توقيف جنوده لجدبان لم يكن اعتباطاً، وإنما جاء بسبب «عدم وجود لوحة أرقام على سيارته..».
وبحسب ما نقله مراسلنا، الذي حضر جزءاً من تلك التصريحات، خاطب مجيديع الصحفيين بالقول: «ضعوا أنفسكم مقام جنود الشرطة الذين كانوا يؤدون واجبهم، ووجدتم سيارة لا تحمل لوحة أرقام..»، متسائلاً «حينها ما الذي كان سيتوجب عليكم القيام به لتنفيذ الواجب المُوكل إليكم..؟».
وبحسب المراسل، أشار قائد الشرطة العسكرية إلى أن عضو المؤتمر عبد الكريم جدبان برر مروره بسيارة لا تحمل لوحة أرقام بقوله «إن سيارته ما تزال جديدة.. وأنها وصلت حديثاً من الميناء..»، ولم يتسنّ له إكمال المُعاملة.
فيما كانت الصحافة نقلت تصريحات لجدبان أطلقها، السبت، على هامش الوقفة الاحتجاجية المتضامنة معه في مؤتمر الحوار، والتي أكد فيها أن «الجنود أوقفوه وسحبوا منه سيارته بحُجة عدم وجود رقم للسيارة برغم وجود الوثائق التي تثبت أن معاملة إصدار رقم اللوحة جارية، ورغم إبرازه بطاقة عضوية مجلس النواب، وعضوية مؤتمر الحوار».
وأضاف «منعوني من إيقاف سيارة أجرة للوصول إلى المؤتمر، واضطررت للسير مسافة طويلة للحصول على سيارة أجرة تقلّني».
وتناقلت بعض وسائل الإعلام، أمس، بعض ما جاء في تصريحات قائد الشرطة العسكرية، ومن ضمنها التأكيد بأنه يعرف النائب البرلماني عبد الكريم جدبان منذ زمن "واحترمه وأقدره.."، غير أنه تساءل: "لكن عندما يتم توقيف سيارة بدون أرقام هل في ذلك إهانة..؟"، مضيفاً "وعندما أقول لشخص أياً كان حتى لو كان وزيراً جنّب سيارتك.. هل في ذلك إهانة..؟".
وأجاب: «لا أعتقد بأن أحداً سيوافق على أن تمر سيارة بدون رقم من أمام النقاط العسكرية دون أن يتعرّض للمساءلة على الأقل».
ولفت إلى أن «الجميع يعاملون بمعيار واحد تحت سلطة القانون..، والناس عندما تشاهد أن جميعهم يعاملون بنفس المعاملة يخضعون للقانون..».
وأضاف «وإن كان الجندي قد أخطأ على جدبان فأنا مسؤول عن إحضار جميع الجنود في النقطة إلى مؤتمر الحوار الوطني، وعليكم أن تسألوهم بأنفسكم». إلا أنه عاد وأستدرك «أنا أعرف تربية أفرادي .. لا يُمكن أن يتلفظوا على أي أحد، حتى لو أحد شتمنا نقول لهم شكراً، ونبتسم لأجل تطبيق القانون». بحسب ما نقل على لسانه عبر الصحافة، أمس، التي نقلت عنه قوله أيضا: "وكلكم تعرفون الشرطة العسكرية.. ومع ذلك فالخطأ وارد، لكننا جنود هذا الوطن».
وطبقاً لما نقل عنه، أيضا، أكد مجيديع بالقول: «نحن نواجه قضايا كبيرة من أجل الوطن، جالسين نتحدث عن مسألة شخصية يجب علينا أن نكون أكبر من ذلك».