استقبلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن 77,802 وافداً جديداً من القرن الإفريقي خلال عام 2009، وهو ما يشكل زيادة بنسبة 55 بالمائة مقارنة بعام 2008. ولأول مرة لا يشكل الصوماليون الغالبية العظمى من المهاجرين، حسب تصريح روكو نوري، مسؤول العلاقات الخارجية بمكتب المفوضية بصنعاء، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 16 يناير. وأوضح نوري أن الاختلاف الأكبر مقارنة بعام 2008 يتمثل في عدد الإثيوبيين الذين اختاروا المجازفة في البحر عبر خليج عدن، والذي تضاعف ليصل إلى 44,814 شخص في الوقت الذي وصل فيه 32,988 صومالياً إلى الشواطئ اليمنية.
وأشار نوري إلى أن "هناك العديد من العوامل وراء ارتفاع عدد الإثيوبيين بما فيها النزاع والمجاعة والجفاف وانعدام فرص العمل". وأضاف أن الأزمة الاقتصادية العالمية وما تلاها من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية "لعبت أيضاً دوراً كبيراً في دفع المزيد من الناس لمغادرة دولهم بحثاً عن فرص أفضل".
أكثر من 700 ألف مهاجر وهناك أكثر من 700,000 مهاجر إفريقي في اليمن، معظمهم من الصوماليين، حسب تصريح وكيل وزارة الخارجية، علي مثنى خلال ندوة عقدت في صنعاء يوم 12 يناير على هامش إطلاق مبادرة جديدة تحت عنوان " تعزيز جهود الحكومة والمجتمع المدني في اليمن لمواجهة تحديات الهجرة". وأوضح أنه "من بين مجموع المهاجرين الموجودين في اليمن، لا يتمتع سوى 200,000 شخص بوضع اللجوء... وقد بذلت الحكومة جهوداً جبارة لتقليص تدفق الأفارقة على أراضيها عبر المساهمة في تعزيز الاستقرار والأمن في أرض الصومال".
ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يتم منح كل الصوماليين الوافدين إلى اليمن وضع اللجوء تلقائياً في حين يضطر طالبو اللجوء غير الصوماليين لتقديم طلب خاص للمفوضية للحصول على وضع اللجوء.
رحلة محفوفة بالمخاطر ويرى مسؤولو المفوضية أن الرحلة البحرية المحفوفة بالمخاطر باتجاه موانئ شرق إفريقيا ومنها عبر خليج عدن في أيدي مهربين لا يعرفون الرحمة يزيد من معاناة أولئك الهاربين من الحرب والعنف والاضطهاد.
وأخبر نوري شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "هؤلاء المهاجرين يمشون أحياناً لأيام طوال ويسافرون في ظروف خطيرة قبل أن يصلوا إلى إحدى نقاط الانطلاق إلى الصومال وجيبوتي. وبعد أن يتم الوصول إلى اتفاق مع المهربين، يُكدَّس المهاجرون في مراكب بالية يتعرضون فيها لعنف نفسي وجسدي على أيدي المهربين الذين يتركونهم دون ماء أو طعام لأيام عديدة تحت الشمس الحارقة".
وأضاف أن المهربين عادة ما يقومون بضرب المسافرين لمنعهم من الحركة حتى لا يتسببوا في قلب مراكبهم الصغيرة. وأحياناً يتم إجبار الناس على القفز من المركب. "وعندما تنقلب المركب ينتهي الأمر بالعديد من المسافرين بالغرق وتتقلص إمكانيات العثور على أحياء منهم في عرض البحر".
ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، غرق 309 أشخاص على الأقل أو لقوا حتفهم خلال الرحلة في عام 2009. ولكن هذا لا يشكل سوى نصف عدد ضحايا عام 2008 تقريباً والذي وصل إلى 590 قتيلاً.