قديماً قيل «أن تصحو متأخراً خيراً من ألاً تصحو».. هذا هو حال محافظ تعز. مرت أكثر من سنة ونصف على تولي شوقي هائل محافظاً لمحافظة تعز ولم نلحظ إلا انفلاتاً أمنياً متزايداً. ضجت الأصوات وبحت الحناجر منادية تارة بتلافي الوضع حتى لا ينزلق إلى مربّع يصعب السيطرة عليه، وتارة بتنحي المحافظ، لكن دون جدوى.
إلى أن وصل الأمر إلى شبه انفلات أمني تشهده المحافظة على كل المستويات في الأحياء الرئيسية والأسواق إلى أن وصل إلى القرى.
عندما كان يصل الصوت إلى المحافظ يلقي باللائمة على آخرين وخاصة حزب الإصلاح، دون أن نشهد له قراراً بحجم محافظة تعز يعري من يتسترون بالوطنية والالتزام وهم على العكس من ذلك تماماً.
إلى أن جاء قرار تدشين الانتشار الأمني على كافة المستويات في المحافظة، في غياب مدير الأمن طبعاً، والسؤال الأهم هو: ما سبب غياب مدير الأمن عن هذا التدشين، لأن في وجوده دعماً ومصداقية كبيرة لدى المواطنين؟
وإلا كيف لنا أن نثق بالانتشار الأمني ومدير الأمن المناط به حفظ الأمن في المحافظة غائب عن مثل هكذا حدث؟ إلا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها؟!!
فأبناء تعز مستعدون للتعاون مع من يعمل بصدق وإخلاص من أجل إنهاء المظاهر المسلّحة الدخيلة على محافظة كتعز التي تفخر بمدنيتها وسلمية أبنائها.
على المحافظ شوقي أن يوضح لأبناء المحافظة سر تغيّب مدير الأمن، ومن كان يقف وراء الانفلات الأمني.. وأن نشهد تطبيق ما قاله في تدشين الانتشار الأمني ماثلاً على الأرض، لأن التطبيق هو المهم، أما الكلام فقد سئم المواطن منه طيلة الفترة السابقة.
وللتذكير نورد مما قاله المحافظ شوقي وهو يدشن الانتشار الأمني في المحافظة: «الدولة في تعز موجودة وأثبتنا خلال الانتشار الأمني في المرحلة الأولى أننا قادرون على التصدي لكل من يحاول إثارة الفوضى وإقلاق السكينة العامة».
«ودعا الوحدات الأمنية إلى المشاركة في الحملة لضبط كل المخالفين لقانون حمل السلاح وحيازته والتجول به بالزي المدني في الأسواق والشوارع». وقال أيضاً «على رجال الحملة الأمنية والانتشار الأمني أن يكونوا أقوياء بقوة القانون في ضبط المخالفين».
وبعد كل ما ورد على لسانه سنرى ما سيعتمل على الأرض ولنا في كل فترة تقييم للوضع على أرض الواقع، حتى نكون عوناً لكل من يريد خيراً ويريد أن يفعل، وبالمقابل نكون خير رقيب ومحاسب لكل من أراد أن يرمي أخطاءه وفشله على الآخرين، بأن نقف له بالمرصاد.
وأظن أن الجميع رحّب بهذا الانتشار وأبدى استعداده لإنجاحه.. خاصة بعد ما عانى أبناء المحافظة أشد المعاناة وخاصة في الجانب الأمني، حتى غدا بعض الناس يخاف من أن يحمل معه شيئاً فقد يأتي إليه مسلّح ويأخذه وسط السوق دون أن يخشى أحداً.. وكل ذلك لعدم وجود دولة تحمي المواطنين وممتلكاتهم.
لا نريد هنا المعاتبة على ما سبق من تسيب في المحافظة وإهمال على كافة الصعد، بل نقول: ما دامت الدولة موجودة فلماذا حجبت عنّا كل هذا الوقت؟!
الحمد لله أن الدولة أعيدت لنا، ولا نريد أن تكون عودتها عبئاً علينا، بل نريدها عودة فعالة حتى يأمن الناس وتدب الحياة من جديد وتعود تعز لمدنيتها التي كانت مثلاً يحتذى به في جميع محافظات الجمهورية. وإن شاء الله، الانتشار الأمني يكون فعالاً على كل المستويات، رادعاً كل من تسول له نفسه المساس بأمن المحافظة وأبنائها.