شهدت عدد مدن المحافظات الجنوبية اليوم السبت مسيرات حاشدة استجابة لدعوة الحراك الجنوبي التي وجهها لأنصاره بتصعيد الاحتجاجات قبيل مؤتمر لندن الخاص باليمن والمزمع انعقاده الأربعاء المقبل. ففي الحوطة عاصمة لحج (جنوب اليمن) أنتشر الأمن العام والأمن المركزي في شوارع المدينة منذ ساعات الصباح الأولى تحسباً لخروج المسيرات كما شوهدت معظم المحلات التجارية مغلقة وكذا مدارس المدينة التي أصابها الشلل التام. وتمكن المئات من أنصار الحراك في الحوطة من التجمع والخروج في مسيرة، لكن سرعان ما فرقها الأمن بإطلاق الأعيرة النارية من الأسلحة المتوسطة والخفيفة وإطلاق مسيلات الدموع واعتقال 10 من المشاركين بينهم القيادي في الحراك بالحوطة عبدالفتاح صدقة وآخر اسمه معتز صلاح سالم الخواجة. وقالت مصادر في الحراك بالحوطة ل"المصدر أونلاين" إن عدد المعتقلين بسبب الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة خلال الثلاثة الأيام الأخيرة بلغ حتى الآن 75 معتقلاً. غير أن وزارة الداخلية اعترفت باحتجاز 36 فقط قالت إنهم من "الخارجين عن القانون ومثيري أعمال الشغب والفوضى وتخريب الممتلكات العامة والخاصة". وأوضحت الداخلية اليمنية "إن المتهمين قاموا مع آخرين بمحاولة إقلاق السكينة العامة بمدينة الحوطة ومحاولة إحراق متجر لبيع العبايات , وكذا إحراق سيارة صاحب المحل , والاعتداء على 2 من عمال المتجر". وأضافت "إنهم أيضاً حاولوا مع آخرين من الخارجين على القانون القيام بمسيرة غير مرخصة , وعندما حاول رجال الأمن تفريقهم رشقوهم بالحجارة , ما أدى إلى إصابة 14 من رجال الأمن بإصابات مختلفة , وكذا تحطيم سيارة تابعة للشرطة بالمدينة, بهدف زعزعة الأمن والإستقرار وإقلاق السكينة العامة بمدينة الحوطة محافظة لحج". وكانت الحوطة قد شهدت مساء أمس الجمعة مظاهرات فرقها رجال الأمن مما أدى إلى إصابة كل من عوض نبيل عوض باشاذي، ووعبدالله فتحي عبده محمد. وبينما ذكرت خدمة "الصحوة موبايل" اليوم أن عبدالله فتحي – 10 سنوات- توفي متأثراً بجراحه، قالت مصادر في الحراك بلحج ل"المصدر أونلاين" أنه مازال يتلقى العلاج في مستشفى النقيب بعدن وقد أجريت له عملية جراحية وحالته مستقرة . إلى ذلك، خرجت مسيرة حاشدة في ردفان صباح اليوم السبت حاملين لافتات تطالب مؤتمر لندن بتبني القضية الجنوبية، وأخرى تدعو لتنفيذ التوصيات الواردة في تقرير أطلقته منظمة "هيومن راتيس" في وقت سابق بشأن حقوق الإنسان جنوب اليمن. كما حمل المشاركون في المسيرة صوراً للبيض وقتلى ومعتقلي الحراك الجنوبي. وشهدت مدينة الضالع وطور الباحة في لحج هما أيضاً مسيرات لذات الغرض. يشار إلى أن هذه الفعاليات تأتي استجابة لدعوة فصيل من الحراك بقيادة الخبجي والشنفرة إلى تصعيد الفعاليات قبيل انعقاد مؤتمر لندن الأربعاء القادم وبمباركة من نائب الرئيس السابق علي سالم البيض. غير أن فصيل آخر يتزعمه الشيخ طارق الفضلي لم يتجاوب مع تلك الدعوة وذلك احتجاجاً على قرارات اتخذها الأولون وقيادات أخرى في اجتماع بياقع عقد الأسبوع الماضي، وتجاهلت قراراته الفضلي وقيادات أخرى في الحراك. وبحسب البرنامج الزمني لتصعيد الاحتجاج الذي أعدته قوى الحراك، فإنه من من المقرر أن تتواصل المسيرات غداً الأحد، بينما سيكون الأثنين القادم إضراباً شاملاً من الساعة السادسة صباحاً وحتى الثانية عشر ظهراً، ويشهد يوم الثلاثاء مسيرات ومهرجانات في كل من ردفان يشارك فيه أنصار الحراك من لحج والضالع، ومهرجان آخر في منطقة أمعين بأبين، وينظم أنصار الحراك في شبوة وحضرموت والمهرة مهرجانات مستقلة. طبقاً لبيان صادر عن الحراك بهذا الخصوص في وقت سابق.