لأني لا أشاهد نجوم الفضائيات المصرية لأسباب كثيرة إلا أني أصبت بالصدمة من التقارير التي أعدها الزميل ماجد عبدالهادي وبثتها قناة الجزيرة عن تغطيتهم للمد الثوري القائم في مصر الداعم للشرعية ضد الانقلاب العسكري والانقلابيين، حيث تخلوا ليس عن مهنيتهم فهذه تخلوا عنها من قديم ولكن عن إنسانيتهم، فخطابهم كله تحريض على القتل، يعاقب عليه القانون وإذا كانوا الآن يعتبرون أنفسهم في مأمن لأنهم حلفاء للانقلابيين أو بالأحرى شركاء معهم فإن مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم لاسيما وقد سقط عشرات الشهداء والجرحى بعد خطاباتهم الملوثة بالدماء وتحريضهم لقوات الشرطة والجيش أن تفض الأعتصامات السلمية بالقوة دون اعتبار للضحايا، كما لوحظ التماهي بين الضيوف ومقدمي البرامج محترفي الردح ولم يقفوا عند حد التحريض وإنما تجاوزوا التحريض إلى وضع الخطط العسكرية التي تساعد على الهجوم على المعتصمين السلميين بالدبابات والمدرعات والأسلحة وإبادتهم، فحينما يظهر أحدهم ويتهم دون أدلة ودليل التليفزيون دائما هو الصورة المعتصمين بأنهم مجرمون يؤوون هاربين من العدالة وأن اعتصامهم مسلح وليس سلميا بينما المعتصمون الذين قضيت أياما بينهم وكذلك كثير من الصحفيين المصريين والأجانب المحترمين ليسوا سوى تجمعات سلمية تضم خيرة أبناء الشعب المصري علما وإنسانية وخلقا بينهم أستاذ الجامعة والطبيب والعالم والمهندس والمدرس والعامل والفلاح والحرفي والطالب والأم والزوجة والأخت والبنت بل وجدت بعضهم موجودين بكامل عائلاتهم الأب والزوجة والأبناء والجد والجدة في كثير من الأحيان ومن أتكلم عنهم أساتذة جامعات وأطباء افترشوا الأرض وعاشوا في الخيام ليس دفاعا عن محمد مرسي أو نصرة للإخوان ولكنهم جاؤوا من أجل مصر ومن أجل الديمقراطية الوليدة وثورة 25 يناير التي أحدثت تحولا هائلا ليس في مصر وإنما في العالم كله، ومن أجل صناديق الاقتراع التي ذهبوا إليها خمس مرات ومن أجل الدستور الذي صوتوا عليه ثم وجدوا العسكر وضعوه تحت البيادة، حينما أجد جاهلا يتقاضى ملايين الجنيهات حتى يزيف الحقائق ويتطاول على هؤلاء الشرفاء ويصفهم بأنهم قتلة ومجرمون أقول له أنت المجرم المحرض على القتل، وحينما يخرج آخر يفيض صدره بطوفان من الحقد والغل والكراهية يصف الاعتصامات والمسيرات بأنها مسلحة وأنهم قطاع طرق مسلحون وأن رابعة العدوية حسب وصفه هي مستوطنة مشبها إياها بالمستوطنات الصهيونية وحينما يصل الأمر إلى السؤال عن التكلفة لفض هذه الحشود نجد هذا النجم يقول إن التكلفة هنا ينظر إليها في إطار استرداد مصر وكأن مصر رهينة أو مختطفة من الشعب المصري في رابعة والنهضة وباقي ميادين مصر؟ فالدماء التي تسيل من أبناء الشعب المصري في رابعة والنهضة وغيرها لا قيمة لها عند هذا النجم الذي تفيض نفسه بالسموم وليس كلامه فقط، ويضع دموي آخر خطة على الهواء مباشرة يقول فيها المدرعات والدبابات تحاصر المكانين رابعة والنهضة ممنوع دخول أحد أو دخول طعام فيظهر آخر يزايد عليه ويقول هذا الاعتصام لا يفض إلا بالسلاح وليس حتى بالخرطوش، دخلت على الخط سيدة من خادمات سوزان مبارك كانت تحمل لها حقيبتها وتمشي ذليلة خلفها لتتهم من في رابعة والنهضة أنهم يتخذون النساء والأطفال دروعا ثم تتهمهم بأنهم يأتون بالأطفال من الملاجئ لاستخدامهم دروعاً، اتهامات لا تحترم العقول ولهذا تركها الصحفيون الأجانب تهذي وانصرفوا، لكن أحد هؤلاء النجوم اختصر المشهد وأجمل الأداء لهؤلاء جميعها حينما اقترح الهجوم على المعتصمين وتفريقهم بمخلفات الصرف الصحي، هذا للأسف ما يخرج من هؤلاء النجوم.. نجوم الصرف الصحي. نقلاً عن صحيفة الوطن القطرية.