يُجمع اليمنيون في الغالب، على أنهم ضد استهداف أي مواطن يمني أو قتله خارج القانون حتى الذين يختلفون معهم كليةً والمتهمون بالانتماء إلى تنظيم القاعدة، ما لم يخضعوا إلى محاكمات عادلة أمام القضاء اليمني ليقول كلمته فيهم. وهناك شبه إجماع شعبي في البلاد بضرورة وقف الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات الأمريكية دون طيار، وتستهدف عناصر مفترضين من تنظيم القاعدة في نواحٍ شتى من البلاد.
لكن أن يقول رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أنه طلب من الولاياتالمتحدةالأمريكية تزويد اليمن بطائرات دون طيار والتدرب عليها، فهي إذاً الكارثة !
لا يهمنا من وقّع هذه الاتفاقية المشئومة، ولا نلقِ بالاً إن كان انتهاك السيادة "عمل قديم جاء به صالح وليس أنا" بحسب تعبير الرئيس هادي، المهم هو أن توقف هذه العمليات التي تنتهك السيادة، وتقتل يمنيين، ما يزال بعضهم في دائرة الشك، في انتمائه للقاعدة من عدمه.
نتذكر جيداً أن صالح كان يكذب على شعبه، ويقول كلاماً مراوغاً عند سؤاله عن الطائرات الأمريكية دون طيار، فحيناً يقول نحن سمحنا لها، وفي أحايين أخرى يقول إن أمريكا لا تأخذ الإذن من أحد، ولا علم للحكومة اليمنية بما يجري، وهي مسائل كفيلة بمحاكمة صالح أمام القضاء، بتهمة الكذب والخيانة والتفريط بالسيادة.
سكوت الأحزاب اليمنية اليوم على هذه الانتهاكات ليس مبرراً، وهي التي كان لها موقفاً مشرفاً عندما شنت هجوما لاذعاً على الحكومة اليمنية واتهمتها بالتفريط بالسيادة والتواطؤ مع الإدارة الأمريكية، معتبرةً ذلك عدواناً على سيادة اليمن كدولة مستقلة عضو في الأممالمتحدة التي أكدّ ميثاقُها سيادة واستقلال الدول وحقوق مواطنيها، وذلك بعد حادثة مقتل أبو علي الحارثي في العام 2002، ربما أنها أول ضربة لطائرة دون طيار في اليمن.
اليوم، لم تعدْ هذه الأحزاب كما كانت، ولم نسمع تنديداً واحداً لما يقوم به الأمريكان من انتهاك صارخ للسيادة اليمنية، مع أن هناك أصواتاً ما تزال تندد بهذا العمل، لكنها خافتة بما لا يمكنها من إيصال صوتها إلى الناس.
إننا بحاجة إلى خلق رأي عام مناهض لضربات الدر ونز الأمريكية، رأي عام شعبي يضغط على السلطات لإلغاء هذه الاتفاقية التي تستبيح كل شيء، ولسنا بحاجة إلى تجديد اتفاقية القتل المجاني مع طائرات دون طيار.