لم تستطع اليمن إنزال الهزيمة بتنظيم القاعدة بالرغم من أنها واحد من أوثق حلفاء الولاياتالمتحدة في مكافحة «الإرهاب»، حيث زادت واشنطن في السنوات الأخيرة من حجم الدعم العسكري واللوجستي لقوات الأمن اليمنية ممثلة بوحدة مكافحة الإرهاب، إلى جانب تدريب قوات تلك الوحدة على أداء مهامها في محاربة أفراد القاعدة. ويرجع عدم تمكن هزيمة القاعدة إلى عدة أسباب، منها افتقار سلاح الجو اليمني للقدرة الفنية على توجيه ضربات جوية دقيقة لنشطاء التنظيم، لذلك لجأت واشنطن إلى استخدام الطائرات بدون طيار في تكتيك سبق أن استخدمته في باكستانوأفغانستان لدى قيام القوات الأمريكية المرابطة هناك بضرب حركة طالبان في أفغانستان والحركات الإسلامية المتطرّفة في الحدود الأفغانية الباكستانية.
وعندما اندلعت الانتفاضة اليمنية في فبراير 2011 استغل تنظيم القاعدة حالة الفوضى والفراغ الأمني الذي ساد في معظم مناطق البلاد، وبالذات المحافظات الجنوبية الشرقية، واستولت جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بتنظيم القاعدة على عددٍ من المدن والبلدات في محافظة أبين لتعلن عام 2011 قيام إمارة إسلامية في أبين، مستفيدة من الأسلحة التي خلفتها قوات الأمن والجيش بعد انسحابها من مواقعها.
بعد توقيع المبادرة الخليجية ووصول الرئيس هادي إلى سدة الحُكم، خاضت قوات الجيش معارك عنيفة مع أنصار الشريعة، واستعادت زنجبار وجعار من مقاتلي الجماعة المتطرفة التي فرّ مسلحوها إلى منطقة عزان في شبوة.
وتزامنت مواجهات الجيش مع القاعدة مع قيام طائرات عسكرية أمريكية وطائرات دون طيار تابعة لقيادة العمليات العسكرية الخاصة في البنتاجون ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بشن هجمات على معاقل القاعدة في محافظات أبين ولحج وشبوة وحضرموت ومارب والجوف وحتى صعدة، وقضت على عدد من قادة القاعدة ونشطائها بينهم الرجل الثاني في التنظيم سعيد الشهري ومنظر التنظيم أنور العولقي.
ضربات في أجواء مستباحة وفقا لموقع مكتب الصحافة الاستقصائية، الذي استقى معلوماته من مصادر إعلامية محلية ودولية، فقد بلغ عدد الضربات المؤكدة التي نفذتها طائرات أمريكية دون طيار 25 ضربة جوية عام 2012، بينما بلغ عددها 13 ضربة جوية مؤكدة عام 2011، وبلغ عدد الهجمات التي يحتمل أن تكون نفّذت بواسطة طائرات أمريكية دون طيار عام 2012 58 هجمة، بينما بلغ عددها عام 2011 17 هجمة جوية محتملة.
إضافة إلى ذلك يتراوح عدد العمليات الأمريكية المؤكدة في الفترة من 2002-2012 ما بين 54 إلى 64 عملية، بينما يتراوح عدد الهجمات المؤكدة التي نفذتها طائرات أمريكية دون طيار في الفترة ذاتها ما بين 42 إلى 52 هجمة، كما تم تنفيذ 7 ضربات جوية بواسطة طائرات أمريكية دون طيار منذ مطلع العام الجاري.
وأشارت تلك الاحصائيات -التي ينشرها «المصدر أونلاين» خلال الأيام المقبلة- إلى أن الحصيلة الإجمالية لضحايا تلك العمليات تتراوح بين 374-1112 شخصا، بينهم 27 - 37 طفلا.
وتثير الضربات الجوية التي تنفذها طائرات دون طيار جدلاً واسعاً في الأوساط الشعبية، حيث ينظر إليها الكثيرون على أنها تمثل خرقاً صارخاً للسيادة اليمنية، ناهيك عن أنها تؤدي إلى سقوط ضحايا كثيرين في صفوف المدنيين، الأمر الذي يثير سخطاً شعبياً ضد الولاياتالمتحدة، ويؤدي إلى إكساب التنظيم مزيد من التعاطف الشعبي.
وكشفت تقارير صحفية عن وصول عددٍ محدود من العسكريين الأمريكيين إلى اليمن العام الماضي في إطار ترتيبات سرّية تهدف إلى تدريب القوات العسكرية اليمنية إلى جانب قوة كبيرة في المياه اليمنية، حيث يتمركز قرابة 2000 جندي من مشاة البحرية الأمريكية، علاوة على ذلك تحدثت تقارير صحفية عن أن قرابة 60 جندياً أمريكياً شاركوا العام الماضي في تنفيذ هجمات برية ضد تنظيم القاعدة لمساعدة الجيش اليمني على استعادة المدن التي سيطر عليها التنظيم جنوب البلاد.
وتوقعت مصادر عسكرية أمريكية زيادة عدد أفراد حملة الطوارئ العسكرية في اليمن، كما تحدثت عن وجود فرق من «سي آي أيه» فيما الشركات الأمنية الأمريكية ما تزال تعمل في اليمن، لتتظافر كل هذه التشكيلات لمطاردة مسلحي القاعدة، وإنشاء شبكات استخباراتية لتوفير المعلومات اللازمة لشن هجمات الطائرات دون طيار.
مع هذا، فلا يزال التواجد العسكري الأمريكي محدودا جداً. وهنا يبرز السؤال حول ما إذا كانت اليمن ستصبح مسرحاً للحرب على القاعدة على غرار أفغانستان، ولماذا لا تُغامر الولاياتالمتحدة بإرسال قوات عسكرية إلى اليمن لمحاربة التنظيم؟
لن تغامر الولاياتالمتحدة بإرسال قواتٍ عسكرية برية إلى اليمن كما حدث في أفغانستان أو العراق؛ لأن ذلك سوف يكلفها خسائر مادية وبشرية باهظة مثلما وقع لها في هذين البلدين.
بربرا بودين: حذار من المقارنات الزائفة.. اليمن ليست العراق أو أفغانستان أو الصومال. انها اليمن وفي هذا السياق، قالت السفيرة الأمريكية السابقة لدى اليمن، بربرا بودين، في شهادة لها أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي عام 2010، والتي كانت بعنوان «حذار من المقارنات الزائفة: اليمن ليست العراق أو أفغانستان أو الصومال... انها اليمن».
وأضافت «إرسال قوات أمريكية إلى اليمن سوف تكون له نتائج عكسية»، مشددة على ضرورة تقديم دعم اقتصادي تنموي للحكومة اليمنية، وبناء قدرات الدولة اليمنية. وأكدت أن بذل جهود باتجاه ترسيخ الأمن بدون وجود شرعية لتلك الجهود لن يجلب الاستقرار للبلد.
خبراء: أمريكا لن ترسل قوات عسكرية في هذا الإطار، يرى الصحفي عبدالملك شمسان، رئيس تحرير صحيفة الأهالي، أن الولاياتالمتحدة لن تُرسل قوة عسكرية إلى اليمن لحرب القاعدة أو غيرها، وهي تسعى إلى المساعدة في إنشاء قوات عسكرية وأمنية يمنية تتمتع بالكفاءة وبالقدرة على مواجهة القاعدة. وأشار إلى أن واشنطن عبّرت عن استعدادها لتقديم جميع أنواع المساعدات العسكرية واللوجستية والمالية. أما التدخل العسكري البري فقد حسمت واشنطن أمرها بشكل نهائي.
ويلفت شمسان إلى أن القاعدة في أفغانستان تحولت إلى نظام حُكم، وكان الأمر يستدعي تدخلا عسكرياً دوليا، أما في اليمن فإن الأمر يختلف، حيث إن التنظيم يستغل الظروف مداً وجزراً، والتدخل الأمريكي المتمثل في شن ضربات جوية باستخدام طائرات دون طيار يأتي كرد واستجابة لهذا المد والجزر.
أما الصحفي نبيل البكري، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، فيرى أن اليمن لا يمكن أن تصبح مسرحاً للحرب على القاعدة كأفغانستان، فهذا توصيف غير دقيق للمشهد اليمني؛ كون المكوّن القبلي اليمني يتسم بذهنية برجماتية نفسية لا تؤمن بالأيديولوجيات، وإنما تؤمن بالمصالح، وبالتالي ليس من مصلحة هذه القبائل أن تتحول إلى هدف لأي طرف من أجل تحقيق أهدافها وخدمة مصالحها.
واستبعد البكيري فكرة قيام الولاياتالمتحدة بأي تدخل مباشر للقضاء على التنظيم، قائلاً: «لقد حدثت مراجعة شاملة للسياسات الأمريكية في الفترة الماضية فيما يتعلق بهذه المقاربة التي أثبتت فشلها، والأمر يحتاج إلى مقاربات سياسية وتنموية بالدرجة الأساسية، من خلال الحوار وحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في البلاد من أجل القضاء على ظاهرة التطرّف».
وأضاف البكيري «لا استبعد أن 80 % من ظاهرة القاعدة هي عبارة عن ظاهرة سياسية مخباراتية غربية ودخيلة على اليمن؛ لأن البيئة اليمنية ليست حاضنة للإرهاب، بل إنها بيئة مسالمة, وبالتالي فالقاعدة ظاهرة تستخدم من قبل أطراف إقليمية ودولية كفزاعة للضغط على الحكومة اليمنية وابتزازها والتدخل في عملية صنع القرار السياسي».
تدخل سعودي كشف تحقيق صحفي أجرته مؤخرا صحيفة «التايمز اللندنية» ان مقاتلات سعودية اشتركت في الحرب السرية على القاعدة في اليمن، وأن الدعم السعودي تم تقديمه خلال عام واحد، عندما ارتفع عدد الضربات الأمريكية في شبه الجزيرة العربية إلى أكثر من النصف، وتجاوز معدل ضربات الطائرات الأمريكية دون طيار في باكستان.
ضابط سابق في (سي أي إيه): أحلنا مشكلة القاعدة في شبه الجزيرة العربية إلى السعوديين وجعلناها مشكلتهم وقال مصدر في الاستخبارات العسكرية الأمريكية إن بعض ما يطلق عليها بالضربات الجوية التي تنفذ بواسطة طائرات دون طيار تنفذ من قبل سلاح الجو السعودي. لكن سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي نفي في وقت لاحق مشاركة طائرات سعودية في شن غارات باليمن.
وقال بروز ديدل الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إيه) «لقد قُمنا بإحالة مشكلة القاعدة في شبه الجزيرة العربية إلى السعوديين، وجعلناها مشكلتهم، نعم إنها مشكلتهم». ويعتقد بأن طائرات دون طيار تنطلق من قواعد في السعودية.
يضيف ديدل ان «الولاياتالمتحدة لديها طائرات من طراز F15 جاثمة في معسكر ليمونيير في جيبوتي، والذي يجثم فيه أسطول من الطائرات الأمريكية دون طيار من طراز predator وReaper».
ووفقاً لتقرير صدر عن خدمة الأبحاث في الكونغرس عام 2010، فإنه تم إبلاغ الكونغرس الأمريكي بمقترح ينصّ على بيع عشرات من طائرات F15 للسعودية إضافة إلى طائرات عمودية ومعدات وخدمات أخرى بقيمة تقديرية تصل إلى 60 مليار دولار. ويضيف التقرير «من المحتمل استخدام هذه المعدات في دعم الحرب غير المعلنة على الإرهاب».
اعتراف أمريكي ونفي يمني اعترفت الولاياتالمتحدة، العام الماضي، لأول مرة بتنفيذ قواتها عمليات قتالية في اليمن والصومال، وذلك إثر مطالبة أعضاء في الكونغرس الأمريكي الحكومة بأن تكون شفافة فيما يتعلق بالضربات السرّية التي تشنها طائرات دون طيار.
ونفت الحكومة اليمنية مؤخّراً وجود أي تدخل خارجي في الشؤون اليمنية، فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب. وقال وزير الدفاع اليمني، محمد ناصر أحمد، في حوار مع «عكاظ» السعودية «إن الحديث عن وجود تدخل في الشؤون اليمنية يعد كلاماً مستهلكاً ويندرج في إطار المُماحكات السياسية». ونفى وجود أي تدخل سعودي في الشؤون اليمنية.
لكن مكتب الصحافة الاستقصائية الأمريكي يفيد باعترف مسؤولين حكوميين وعسكريين يمنيين وأمريكيين بقيام الولاياتالمتحدة بالتنسيق مع الحكومة اليمنية بشن هجمات برية وبحرية وجوية ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. حيث صرح كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب، جون برنان، لدى زيارته لليمن العام الماضي أن «كل شيء نقوم به في مجال مكافحة الإرهاب يتم بشراكة كاملة مع نظرائنا اليمنيين, وتتخذ مساعدتنا لليمن أشكالا عديدة؛ منها التدريب والاستشارات وتقديم أنواع مختلفة من المعدات». وهو اشاد بتعاون الحكومة اليمنية في مجال مكافحة الإرهاب.
هل تحل الضربات الجوية مشكلة القاعدة؟ بينما حذّر مسؤولون أمريكيون من أن الطائرات دون طيار ستكون بمثابة سفراء عذاب؛ لأنها تتسبب في قتل المدنين الأمر الذي من شأنه أن يولّد شعوراً قوياً بالكراهية والعداء للولايات المتحدة, يرى جون برنان أن تلك الضربات قانونية وأخلاقية, كما يرى أنها لم تكسب القاعدة أي تعاطف بل إنها جعلت اليمنيين أكثر تحمساً لمحاربة التنظيم, وبالتالي فإن الهجمات التي تشنها الطائرات الأمريكية دون طيار حسب برنان - ليست مشكلة وإنما تمثل جزءاً من الحل.
وحول مدى فاعلية الضربات الجوية الأمريكية في القضاء على تنظيم القاعدة في اليمن، يقول عبدالملك شمسان إن «الولاياتالمتحدة تستخدم الضربات لتحقيق أهداف سياسية أكثر منها أمنية – سواء كانت تلك الأهداف السياسية داخلية كالانتخابات أو خارجية تتعلق بحاجة واشنطن إلى توسيع نفوذها هنا أو هناك».
ويضيف شمسان ان «الضربات الجوية تمثل إجراء سطحياً تُميت شخصاً أو شخصين من أفراد القاعدة، لكن يؤدي إلى ظهور أشخاص آخرين نتيجة كسب التنظيم التعاطف الشعبي وانضمام أفراد جدد إليه».
فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي، محمد الغابري، أن هذه الضربات مجدية جزئياً، حيث إنها تؤدي إلى قتل عددٍ من أفراد وقيادات التنظيم، لكنها لن تقضي عليه تماماً، إذ أن الأمر يحتاج إلى عملية عسكرية شاملة وإلى وجود دولة لها قدرات عسكرية وإمكانات تمكّنها من استئصال تنظيم بحجم «القاعدة».
إضافة إلى ذلك سيكون للضربات الأمريكية مردود عكسي وفقاً للغابري، إذ أنها تزيد من مستوى التعاطف الشعبي مع التنظيم وتثير مشاعر السخط والكراهية ضد الأمريكان والنفوذ الأمريكي.
ويشاطر البكيري هذا الرأي قائلاً إن استمرار هذه العمليات لا يخدم مكافحة الإرهاب بقدر ما تزيد من تمدده واتساعه، وبالتالي فإن الضربات الجوية مجرد «مخصبات بيولوجية»، إذ أنها تزيد من مستوى التعاطف الشعبي مع القاعدة. فالكثير من ضحاياها ليس لهم علاقة ب«القاعدة»، وكثير منهم يقتلون بمجرد الاشتباه بانتمائهم للتنظيم، وهذا انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي والمعاهدات الدولية التي تحظر استخدام العنف والعقوبة خارج إطار القانون.
انتهاك للسيادة اليمنية يصف الغابري الضربات الجوية للطائرات الأمريكية دون طيار بأنها «عدوان على سيادة واستقلال البلد كون تلك الطائرات تنتهك حُرمة الأجواء اليمنية».
وأدانت هيئة علماء اليمن الغارات الأمريكية في اليمن، معتبرة في بيان لها أن الضربات الجوية التي تقوم بها طائرات أمريكية دون طيار قتل دون وجه حق واعتداء على أرواح الأبرياء وعمل خارج القضاء اليمني ومخالف لأحكام الشريعة الإسلامية وانتهاك للسيادة اليمنية، مجددة رفضها وجود أي قوات أجنبية على أي أرضٍ يمنية.
كيفية إضعاف القاعدة؟ على عكس ضعف اجنحة تنظيم القاعدة في بلدان كثيرة توسع جناح التنظيم في اليمن بشكل لافت، ويعزو شمسان ذلك إلى «آليات التواصل والوصول إلى السلاح».
ولإضعاف القاعدة في اليمن يحتاج الأمر كما يرى شمسان إلى «نزع صفة الفاعلية من خلال شل قدرة التنظيم على التحرك والتواصل ومنع وصوله إلى السلاح».
يقول شمسان «عندما اندلعت الثورة اليمنية كانت القاعدة ورقة النظام الأولى التي سارع لاستخدامها لتخويف الجيران والمملكة العربية السعودية بصفة خاصة، ودول العالم والولاياتالمتحدة بصفة عامة؛ كي يستميل تلك الدول إليه, وما يزال يستخدم هذه الورقة حتى الآن؛ لأن المنظومة الأمنية لا تزال التغييرات فيها محدودة جداً، ولا تزال تلك التغييرات محصورة على القيادات العُليا وتغيير المنظومة الأمنية يحتاج إلى وقت طويل».
ويذهب رئيس تحرير صحيفة الأهالي إلى أن «الأمريكان لا يريدون القضاء على القاعدة تماماً, ولن يتمكنوا من ذلك، حيث أنهم يريدون إبقاءها عند مستوى معيّن، وعند ضعفها يتركوا لها المجال كي تنمو وتترعرع».
ومع ما يسببه نشاط القاعدة من انهيار أمني فإنه يخشى من أن يصل تأثيرها إلى العملية السياسية الوليدة فتعمل على إفشالها وإن كان البكيري لا يرى أنها «في مستوى من الخطورة والقوة، يمكِّنها من تحديد خيارات الأطراف السياسية».