أكد غالبية الشباب اليمني من الجنسين رفضهم للزواج المبكر, وأكدوا بنسبة 87,7% رفضهم لزواج الفتيات قبل سن 18, فيما أن 61,2% ممن سبق لهم الزواج يستخدمون وسيلة لتنظيم الأسرة و13% ممن يرفضونها يرونها محرمة دينياً أو مؤثرة صحياً. وفي دراسة ميدانية حديثة نفذها مركز دراسات تابع لوزارة الشئون الاجتماعية في 7 محافظات يغلب عليها الطابع القبلي (عمران, ذمار, حجة, البيضاء, أبين, الضالع, الحديدة), بدا أن الرافضين لزواج الفتيات قبل سن 18 كانوا الأغلب من بين المبحوثين, حيث رفض ذلك ما نسبته 87,7% (92,5% إناث,82,2% ذكور) وتوزعوا على النحو التالي (86,6% في الريف, 89,2% في الحضر).
وفي الدراسة التي كانت عينة المبحوثين فيها من شريحة الشباب (ذكوراً وإناثاً) من الفئة العمرية (18-34سنة), احتلت محافظة عمران ذات التركيبة القبلية المتشددة المرتبة الأولى في ذلك بنسبة 92,2% ثم الضالع تليها ذمار وبعدها البيضاءوأبين وأخيراً حجة وقبلها الحديدة.
لكن من وافقوا على زواج الفتاة قبل 18 سنة كانت نسبتهم الإجمالية 12,3% توزعوا من حيث الجنس (7,5% إناث, 17,2% ذكور) ومن حيث الحالة الحضرية (13,4% في الريف, و10,8% في الحضر) رغم أن مدن هذه المحافظات في غالبيتها لم تنتقل ثقافة ساكنيها إلى الحالة الحضرية بصورة حقيقية, وكانت محافظة حجة أولاً بنسبة 14,3% ثم الحديدة ويليها البيضاءوأبينوذمار ثم الضالع وفي الأخير عمران بنسبة 7,8%.
ووفق الباحث الرئيسي في الدراسة وهو عميد سابق لكلية الإعلام بجامعة صنعاء, فإنه يلاحظ أن التأييد للزواج دون سن الثامنة عشرة في المحافظات التي استهدفتها الدراسة كان متدنياً على مستوى كل محافظة وعلى مستوى المحافظات إجمالاً, ما يشير إلى تزايد الوعي المتنامي بمخاطر الزواج المبكر للفتيات الصغيرات سواء أكانت مخاطر صحية أو اجتماعية أو نفسية.
ويرى الباحث الدكتور محمد عبدالجبار سلام بالإضافة إلى ذلك إن هذا الوعي المتنامي بمخاطر الزواج دون سن الثامنة عشرة يعود كذلك لأسباب اقتصادية واجتماعية وثقافية منها: وعي الأسر بأهمية مواصلة الفتيات للتعليم, وإن الأسر أصبحت تنظر إلى تعليم الفتاه على أنه استثمار ومكسب مادي للأسر، لأن تعليم الفتاه يوفر لها فرصاً وخيارات حياتية متعددة تسهم في تحسين وضعها ووضع أسرتها, وأن تزويج الفتاة في سن مناسبة يمكنها من مواصلة تعليمها ويؤمن لها الوصول إلى المكانة الاجتماعية الملائمة, وتزايد الدور الذي تؤديه وسائل الإعلام في التوعية بمخاطر الزواج المبكر, والتأثير المتنامي الذي تلعبه وسائل التنشئة الاجتماعية وخاصة المدارس وغيرها في التوعية بأهمية تعليم الفتاة الذي يعتبر مؤشراً أساسياً لتأخير سن الزواج.
وبالنسبة لسن زواج الشباب (ذكور), فقد أكد غالبية الشباب المبحوثين رفضهم لزواج الذكور أيضاً دون سن 18, ووصلت نسبة الرافضين للزواج قبل سن 18 إلى 95,3%, توزعت من حيث الجنس (96,8% إناث, 93,8% ذكور) ومن حيث الحالة الحضرية توزعت النسبة على (94,2% ريف, 96,8% حضر) وحلت محافظتا عمرانوأبين في المقدمة بنسبة 97,1% لكل منهما, ويليهما الضالع وذمار 96% ثم الحديدةوالبيضاء وفي الأخير حجة بنسبة 92,4%.
لكن المؤيدين للزواج دون سن الثامنة فلم تزد نسبتهم عن 4,7%, توزعت من حيث الجنس (3,2% إناث, 6,2% ذكور) و ومن حيث الحالة الحضرية توزعت (5,8% ريف, 3,2% حضر).
وحدد غالبية المبحوثين في الدراسة أنسب سن لزواج الفتيات (20-24 سنة) بنسبة 54,8%, توزعوا من حيث الجنس (62,8% إناث, 46,6% ذكور) ومن حيث الحالة الحضرية (53,9% ريف, 56% حضر), وحلت محافظة ذمار ذات التركيبة القبلية المتشددة أولاً بنسبة 63% ثم أبين ويليها عمرانوالبيضاء، وحلت الحديدة أخيراً بنسبة 46,9% وقبلها حجة 47,7%.
وتوزع البقية من خيارات المبحوثين فيما يتعلق بالسن المناسب لزواج الفتيات بالصورة التالية على: فئة (12-14سنة) أيدها 6,3% من المبحوثين (2,3% إناث, 10,4% ذكور), وفئة (15-17سنة) أيدها 5,1% من المبحوثين (3,9% إناث, 6,4% ذكور), وفئة (18-19سنة) أيدها 23,9% من المبحوثين (16,8% إناث, 31,3% ذكور), وفئة (25-29سنة) أيدها 8,1% منهم (11,7% إناث, 4,4% ذكور), ويؤيد زواجهن في 30 سنة وأكثر فقط 2% (4% إناث, 1% ذكور).
ولم تختلف كثيراً نتائج خيارات السن المناسب لزواج الذكور, ف 42,5% من المبحوثين فضلوا أن يكون (20-24سنة) وكانت نسبة الإناث منهم (33,3%) والذكور 52%, وتوزعوا إلى 43,3% ريف و41,4% حضر, وكانت محافظة عمران في المقدمة بنسبة 49,7% ثم حجة 47,8% ويليهما ذمار 46% وحلت محافظة ابين في الأخير بنسبة 29,6%.
وتوزعت بقية خيارات المبحوثين للسن المناسب لزواج الذكور كالتالي: فئة (25-29 سنة) فضلها 38,4% منهم (46,9% إناث, 29,6% ذكور), فئة (30سنة فأكثر) فضلها 7,9% (13,9% إناث, 1,6% ذكور), فئة (18-19سنة) أجاب بها 6,5% من المبحوثين (2,5% إناث, 10,5% ذكور), فئة (15-17سنة) اختارها 2,5% منهم (1,9% إناث, 3,2% ذكور), أما خيار فئة (12-14سنة) فقد أيده 1,6% من المبحوثين (6,% إناث, 2,6% ذكور).
الدراسة نفذها المركز اليمني للدراسات الاجتماعية وبحوث العمل وتناولت "دور البرامج والفعاليات الإعلامية في مجال الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة على فئة الشباب", واختيرت عينة مبحوثيها بناءًً على معايير علمية دقيقة واستنادا على نتائج آخر تعداد للسكان في 2004.
وكان عدد عينة مبحوثي الدراسة في المحافظات السبع 2631 شاباً وشابة من الفئة العمرية (18-34سنة), منهم ألف و296 من الذكور, وألف و335 من الإناث, وشملت العينة العزاب والمتزوجين والمطلقين والأرامل من الجنسين وفي المناطق الحضرية والريفية.
وأجاب 61,2% من المبحوثين الذين سبق لهم الزواج بأنهم يستخدمون أو استخدموا وسيلة لتنظيم الأسرة, ورد 38,8% منهم ب"لا".
لكن أسباب عدم استخدام وسائل تنظيم الأسرة عند من أجابوا ب"لا", اختلفت وقال غالبيتهم (61,9%) إنهم لا يستخدمون أو لم يستخدموا هذه الوسائل بسبب رغبتهم بالإنجاب (57,8% إناث, 65,2% ذكور), وأكد 4,3% أن ذلك بسبب أنها محرمة دينياً (1,7% إناث, 6,4% ذكور), واعتبرها 8,8% من المبحوثين مؤثرة على الصحة (5,2% إناث, 11,7% ذكور), وأوضح 11,3% بأن السبب عدم معرفتهم بوسائل تنظيم الأسرة (6,5%إناث, 15,2% ذكور) بالإضافة إلى أسباب أخرى بنسب متفاوتة وضئيلة.
واحتل التحصين المرتبة الأولى في الخدمات المتوفرة للمرأة والطفل في المرافق الصحية القريبة من المبحوثين, وحصد التحصين أعلى نسبة (98,6%), وتلاه الفحوصات بنسبة 79,3%, المعالجات: 72,4%, تنظيم الأسرة: 77,9%, متابعة الأم الحامل: 71,6%, التوعية في التغذية للأم والطفل: 46,1%, الإشراف على الولادات: 46,6%.
لكن فيما يتعلق بتوفر أدوية الأم والطفل في المرافق الصحية, فيؤكد 41,8% توافرها إلى حد ما و33,7% عدم توافرها تماماً, و23% أجابوا بتوافرها.