يسود توتر في محافظة حضرموت مع استنفار لرجال قبيلة الحموم إحدى كبرى القبائل في المحافظة في أعقاب مقتل شيخها واثنين من مرافقيه باشتباك مع قوة أمنية أودى بحياة ثلاثة جنود أيضاً في مدخل مدينة سيئون، أمس الاثنين. ويزيد هذا الحادث من متاعب قوى الجيش والأمن في محافظة حضرموت، حيث ينشط مسلحو تنظيم القاعدة بقو�'ة ويشكلون تحدياً أمنياً كبيراً للسلطات بعد أن قتلوا عشرات من ضباط المخابرات والتحر�'يات والأمن واقتحموا مقر المنطقة العسكرية الثانية في مدينة المكلا قبل نحو شهرين.
وذكرت مصادر محلية أن شيخ قبيلة الحموم سعد بن أحمد بن حبريش العليي الحمومي قتل مع اثنين من مرافقيه باشتباك مع جنود يخدمون في حاجز تفتيش عند مدخل مدينة سيئون.
وقتل ثلاثة من الجنود بالاشتباك الذي وقع في منطقة السحيل عند المدخل الغربي لمدينة سيئون.
وادعت وزارة الدفاع أن الحمومي ومرافقيه ينتمون إلى تنظيم القاعدة في خبر نشره موقعها على الإنترنت، قبل أن تتراجع وتلغي الخبر في أحدث تعامل لها مع وقائع من هذا النوع بعد عد�'ة وقائع مماثلة نسبت إلى ضحاياها تهمة الانتماء للقاعدة تبين عدم صحة ذلك.
ويعتقد أن قدوم الشيخ الحمومي ومساعديه على متن موكب مسلح شوش على جنود القوة الأمنية وأدى إلى الاشتباك في ظل استنفار قوى الجيش والأمن بحضرموت منذ سيطرة القاعدة على مقر المنطقة العسكرية الثانية وشن هجمات قاتلة على حواجز للجيش.
ولم يعرف عن الحمومي الذي يرأس مؤتمر قبائل الحموم دعمه لمسلحي القاعدة أو التعاطي مع فكرة التنظيم المتطرف.
وقالت مصادر إن القوة التي اشتبكت مع مرافقي الحمومي تتبع معسكر القاعدة الإدارية في سيئون وهو معسكر جرى تعزيزه بأعداد إضافية من الجنود عقب سيطرة مسلحي القاعدة على مقر المنطقة العسكرية الثانية.
ومنذ إسناد المعسكر بقوة قتالية إضافية صار يسير دوريات استطلاع إلى مشارف سيئون وضواحيها لرصد أي هجمات قد يشنها مسلحو القاعدة.
وفي محاولة لتهدئة الموقف، أبدى مدير أمن حضرموت الساحل فهمي بن حاج محروس أسفه وتعازيه في مقتل الحمومي.
وقال محروس في بيان "ألقى هذا النبأ بظلاله الثقيلة على قلوبنا نحن المجتمعين في مكتب إدارة الأمن (..) النائب العقيد أحمد عمر باجوة والمساعد لشؤون الأمن العام العقيد سالم بن عبد الله الخنبشي الجوهي والمساعد لشؤون الشرطة المجتمعية العقيد صالح بن سعيد النقيب ومدير الرقابة والتفتيش العقيد سليمان بن سالم بامنقاء والقائم بمهام مدير شرطة السير العقيد أمين بن شجنة النهدي ومدير شؤون الأفراد".
وندد القيادي البارز في الحراك الجنوبي حسن أحمد باعوم بقتل الحمومي واصفاً الواقعة بأنها جريمة شنعاء. ونقلت مواقع إخبارية تابعة للحراك تعليقاً لباعوم على الحادثة، صن�'فها ضمن جرائم ممنهجة لتصفية وجهاء ورموز أبناء حضرموت - وفق تعبيره.
ويلقي هذا الحادث بالضوء على عدد كبير من الأخطاء التي تقع فيها قوى الجيش والأمن في حربها ضد تنظيم القاعدة في أكثر من منطقة.
وكان اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام في حضرموت ادانا ما وصفاه بحادثة اغتيال الشيخ سعد بن حمد بن حبريش العليي واثنين من مرافقيه على يد جنود نقطة أمنية على مداخل مدينة سيئون.
ووصف مشترك حضرموت ما حدث ب"الجريمة الشنعاء والفعلة الجبانة"، مطالباً قبيلة الحموم خاصة وقبائل حضرموت عامة عدم البث في أي إجراءات لتسليم الجثث أو غيرها من الإجراءات حتى "تسليم الجناة الذين أطلقوا الرصاص الحي ومن أمرهم بذلك ليد العدالة".
كما طالب المشترك "رفع كافة النقاط بحضرموت وتسليمها لأبنائها من الأمن العام والقوات المسلحة وتزويدهم بكافة المعدات والأدوات لإدارة شؤون أمنهم وكذا إدارة كافة نقاط مداخل ومخارج مناطق حضرموت .
فيما دعت قيادة المؤتمر الدولة والحكومة بوقوف ما وصفته ب"شريان الدم المتدفق من أبناء حضرموت من عمليات الاغتيال والفلتان الأمني الذي ساد المحافظة وأدى إلى انتشار عمليات القتل والاغتيال والنهب على مراء ومسمع الجميع" ، مطالبة الدولة "بمحاسبة المحرضين والقاتلين وعدم الاكتفاء بالإدانة وتشكيل لجان تستهلك الوقت ولا ترجع الحق لأهله".