انهارت هدنة بين جماعة الحوثيين المسلحة ورجال قبائل من قبيلة «حاشد» في منطقة خيوان بمديرية حوث في محافظة عمران شمال اليمن، كانت قد أبرمتها وساطة قبلية يقودها الشيخ علي حميد جليدان، وأخلى بموجبها الحوثيون منطقة خيوان، بعد معارك عنيفة استمرت لعدة أيام بين مقاتلي القبائل والحوثيين، في المنطقة. وقالت مصادر من رجال القبائل إن الحوثيين بعد خروجهم من منطقة خيوان، بموجب اتفاق مع الوساطة القبلية التي قادها جليدان، «التفوا على مقاتلي قبائل حاشد وهاجموهم بشكل مباغت من الخلف، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين الطرفين، تسببت في سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى» طول ليل الثلاثاء وصباح الأربعاء.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين هاجموا مسلحي القبائل في خيوان من الجهة الشرقية، وتمركزوا في منطقة حاوة المجاورة لمنطقة خيوان، ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص كانت قد اختارتهم لجنة الوساطة القبلية، لمراقبة بعض المواقع التي انسحب منها الحوثيون، بموجب اتفاق الهدنة.
واتهم قيادي في جبهة حاشد الحوثيين «بنقض الهدنة»، التي أبرمتها لجنة الوساطة القبلية، وقال إن «الحوثيين غدروا بعد خروجهم من خيوان، وقصفوا المنطقة وقتل الأشخاص الذين كلفتهم لجنة الوساطة بمراقبة المواقع التي انسحب منها الحوثيون».
وقال مصدر محلي إن المواجهات التي اندلعت بين قبائل حاشد والحوثيين في محيط منطقة خيوان، تسببت في مقتل 30 مسلحاً من مقاتلي الحوثي، مشيراً إلى أن 4 جثث قتلى الحوثيين لدى القبائل، وأنه تم أسر 7 من مقاتلي الحوثيين، والاستيلاء على معدات عسكرية بينها رشاشات، ومعدلات وقذائف آر بي جي، فيما تم إحراق سيارتين من سيارات الحوثيين، الذين لاذوا بالفرار، بعد مواجهات عنيفة بين الطرفين، بدأت فجر أمس، واستمرت طوال النهار.
وأكد المصدر القبلي الذي قال انه شارك في القتال بحديث ل«المصدر أونلاين»، مقتل 5 من رجال القبائل هم: «نصيب مطلق العلوي، وعصام أمين يحيى، ونجم الدين جملان»، بالإضافة إلى الشيخ القبلي قائد الفحاحي، فيما جرح 4 آخرون.
ولم يتسن الحصول على تأكيد من جماعة الحوثيين حول قتلى مسلحي الجماعة بسبب تحفظهم عن التصريح حول الحادثة، لكن قناة الجزيرة نقلت مساء أمس الأربعاء عن مصدر حوثي قوله إن وساطة بُذلت خلال اليومين الماضيين لتهدئة الأوضاع في خيوان، لكنه اتهم مسلحين قال إن الشيخ حسين الأحمر يقودهم بنقض الصلح.
الشيخ جليدان تحول من وسيط قبلي إلى قائد للمعارك ضد الحوثيين بعد مهاجمتهم لقبيلته وكان الحوثيون قد أخلوا منطقة خيوان التابعة لمديرية حوث، بناءً على وساطة قادها الشيخ جليدان، بعد أن فرض عليهم رجال القبائل حصارا خانقا، انتهى بخروجهم من المنطقة، وتدشين وساطة قبلية برئاسة جليدان، لإنهاء الحصار عن دماج.
من جانب آخر، قالت مصادر محلية إن الحوثيين هاجموا قبيلة بني قيس، التي ينتمي إليها رئيس لجنة الوساطة، الشيخ جليدان.
وأضافت المصادر أن هجوم الحوثيين على بني قيس تسبب في تعطل الوساطة التي كان يقودها جليدان، الذي قام أمس بقيادة المعارك ضد الحوثيين بنفسه، عقد هجومهم على منطقته.
وخلفت المعارك الدائرة في بلدة خيوان والمناطق المجاورة لها بمحافظة عمران عشرات القتلى والجرحى منذ اشتعالها قبل أسابيع، وسط اتهامات لجماعة الحوثيين المسلحة بمحاولة توسيع سيطرتها بالقوة على مناطق جديدة، لكن الحوثيين يقولون إن سكان تلك المناطق هم من يقاتلون.
ويسيطر الحوثيون على محافظة صعدة وأجزاء في محافظات مجاورة في شمال اليمن.
وتزيد هذه التحديات الأمنية من المصاعب على الحكومة الانتقالية في اليمن والتي تسعى لتهدئة الأوضاع وإنهاء المباحثات في مؤتمر الحوار الوطني لإعادة بناء المؤسسات الحكومية وصياغة شكل جديد للدولة اليمنية.
وتستمر المواجهات في بلدة دماج بمحافظة صعدة بين المسلحين الحوثيين ومسلحين سلفيين، بينما تشتعل مواجهات في مناطق أخرى بين مسلحين موالين للسلفيين والحوثيين.
وأعلن المسلحون المؤيدون للسلفيين في منطقة كتاف الواقعة شرق محافظة صعدة سيطرتهم على مواقع تابعة للحوثيين وهي «جبل يعبر بارك، وفهرة العلم، والقهرة الحمراء»، وإحراق دبابة للحوثيين، وقتل خمسة من مقاتلي الحوثي، في الوقت الذي قتل فيه 4 من مقاتلي السلفيين بمعارك أمس.
وقالت مصادر سلفية إن حصيلة قتلى الحوثيين خلال الأيام الماضية بالعشرات، كما تم أسر 20 من مقاتلي الحوثيين، لكن لم يتسن التأكد من تلك المعلومات من مصادر مستقلة.
وأضافت المصادر أن الحوثيين يستخدمون الدبابات والأسلحة الثقيلة في قتال السلفيين في كتاف، غير أنهم لم يتمكنوا من تحقيق أي تقد�'م على الأرض.
أما في دماج، فقالت مصادر سلفية إن قتيلاً واثنين من الجرحى سقطوا جراء القصف المتواصل من قبل الحوثيين على المنطقة، التي تفاقمت فيها الأوضاع الإنسانية بسبب الحصار الذي يفرضه الحوثيون على المنطقة منذ أكثر من شهرين.