أعلنت جماعة الحوثيين المسلحة سيطرتها على معاقل رجال قبائل موالين للسلفيين بعد معارك ضارية استمرت أشهراً في منطقة كتاف بمحافظة صعدة شمال اليمن، بينما وصفه السلفيون ب«الانسحاب التكتيكي». وقال الحوثيون في بيان نشر على موقعهم الرسمي إن مقاتلي الجماعة تمكّنوا من «دحر» من وصفوها ب«العناصر التكفيرية والأجنبية من كل المواقع في وادي آل أبو جبارة في كتاف» الواقعة شرق محافظة صعدة.
وشهد ليل الخميس الماضي ونهار الجمعة معارك عنيفة بين السلفيين والحوثيين، وقالت جماعة الحوثي إنها سيطرت على قرية وجبال الهويج، وقرية الجرب، وقلة السواء، وبيت آل الأثلة، وموقع المضعان، عقب انسحاب السلفيين منها.
وأكد السلفيون في منطقة كتاف انسحابهم من وادي آل أبو جبارة، الذي يقع فيه مركز دار الحديث السلفي في كتاف، غير أنهم وصفوا انسحابهم من المنطقة «بالانسحاب التكتيكي»، وقال بيان للناطق باسم السلفيين في كتاف، محمد باجمال: «لقد شن الحوثيون هجوماً شرساً، وضربوا ضرباً عنيفاً على المتارس حتى دمرت، وحصل بعدها اشتباكات قوية بالبوازيك والمعدلات، ودافع إخواننا دفاعا قويا، ثم رأوا أن المصلحة في التحيّز إلى بعض الأماكن، وقد قتل من الحوثيين الكثير، والضغط لا يزال متواصلاً». حسب قوله.
إلى ذلك، روت مصادر محلية محايدة ل«المصدر أونلاين» أسباب هزيمة السلفيين، وقالت إن المسلحين الذين كانوا يقاتلون الحوثيين ليسوا قوة منظمة، فهي عبارة عن مجاميع مسلحة تتوزع نوبات القتال وتختلف فيما بينها.
وأضافت أنهم كانوا يستقبلون مسلحين دون معرفة انتماءاتهم أو توجهاتهم، مشيرين إلى ان حوثيين انخرطوا في صفوف السلفيين للتجسس عليهم وهزيمتهم.
وحصل «المصدر أونلاين» على صورة من أحد الحوثيين الذين استطاعوا الانخراط في صفوف السلفيين.
وأشارت المصادر إلى أن بعض رجال القبائل انخرطوا في القتال إلى صفوف السلفيين طمعاً في الحصول على مبلغ ثلاثة آلاف ريال كانت تُصرف يومياً للفرد الواحد ك«مصاريف»، ولم يكن لهم ولاء حقيقي للسلفيين.
وأكدت المصادر أن اجتماعاً عقده قادة في جماعة الحوثيين بمنطقة نجران السعودية مع أميرها، جعل المملكة تضغط على تيار رجل الدين السلفي السعودي «ربيع المدخلي» لإيقاف المعركة والانسحاب والصلح مع الحوثيين.
وأشارت المصادر إلى أن من أسباب سقوط الحوثيين اشتراك قادة عسكريين في الجيش إلى جانب عناصر الحوثيين وتزويدهم بالسلاح الثقيل، إضافة إلى اشتراك مسلحين موالين للزعيم القبلي «عبدالله عيظه الرزامي» مع الحوثيين في المعركة، وهم من أبناء المنطقة على دراية بها.