وسط تصاعد موجة التفجيرات بالسيارات المفخخة، والتي شهد لبنان ثلاثة منها منذ مطلع كانون الثاني/يناير، ابتكرت شابة لبنانية تطبيقا على الهواتف الذكية بعنوان "ما زلت على قيد الحياة"، يتيح لأبناء بلادها طمأنة أحبائهم واقاربهم في حال وقوع تفجير جديد. وابتكرت ساندرا حسن (26 عاما)، وهي طالبة دراسات عليا مقيمة في باريس، هذا التطبيق إثر تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت أودى بحياة أربعة أشخاص.
ويتيح التطبيق للمستخدمين إرسال تغريدة عبر موقع تويتر تقول "ما زلت على قيد الحياة"، إضافة إلى وسمي ("هاشتاغ") لبنان و"التفجير الأخير".
وتقول حسن لوكالة الصحافة الفرنسية "كل مرة يقع تفجير أو حادث مماثل في لبنان، نهرع جميعا إلى هواتفنا للاطمئنان على أصدقائنا أو أقاربنا الذين نعرف أنهم يقيمون أو يمرون في المنطقة المستهدفة".
وغالبا ما تتعرض شبكات الهاتف في لبنان لضغط هائل بعد دقائق على حصول التفجيرات، مع سعي الآلاف للاطمئنان على بعضهم بعضا. ويؤدي هذا الضغط الى شبه استحالة في إجراء الاتصالات.
وتواجه حسن صعوبة أكبر بسبب إقامتها في الخارج. وتقول "بعد تفجير الثلاثاء، طورت هذا التطبيق ونشرته على سبيل المزاح. تبين أن الوضع الذي نعيش فيه يجعل من تطبيق مماثل امرا عمليا".
ويتوافر التطبيق لمستخدمي نظام تشغيل "اندرويد" منذ 48 ساعة فقط، ولا توجد حتى الآن احصاءات عن عدد الذين قاموا بتحميله على هواتفهم.
وتعرب حسن عن دهشتها من درجة الإهتمام التي أبداها المستخدمون بهذا التطبيق الذي صممته بدافع يخفي بعضا من السخرية، فهي "وعدت" المستخدمين بتطبيق جديد قريبا يتيح للسياسيين اللبنانيين تغريد بيانات إدانة معدة مسبقا لدى حصول أي تفجير.
وتقول "لم أتوقع الصدى الايجابي الذي لاقاه التطبيق، كما لم أتوقع أن أتلقى طلبات من العديد من المستخدمين الراغبين في تحول التطبيق إلى أداة تتيح لهم التواصل مع أحبائهم".
ولا تبدي حسن سرورا بان التصميم الذي صممته يلاقي رواجا واسعا، "فمجرد كونه يخدم حاجة عملية، يجعل من انتشاره نجاحا طعمه مر".