كشف باحثون في المملكة المتحدة النقاب عن نظام جديد لتخزين اللقاحات دون الحاجة إلى تبريد، الأمر الذي من شأنه أن يخفض تكاليف التحصين في البلدان الاستوائية الفقيرة، وفقاً لجامعة أكسفورد. وفي هذا الإطار قال مات كوتينجهام، المؤلف الرئيسي للدراسة أنه "مع الاكتشاف الجديد يمكننا الآن أن نرى شخصاً يحمل اللقاحات في حقيبة على الظهر وينقلها على دراجته الهوائية إلى القرى النائية".
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن صيانة المعدات اللازمة لتبريد العقاقير أثناء التوزيع والتخزين أو ما يطلق عليه اسم "سلسلة التبريد" تكلف الدول حتى 200 مليون دولار سنوياً، مما يرفع تكلفة التحصين بنسبة 14 بالمائة.
وتشمل بعض اللقاحات فيروسات حية يمكنها تحفيز استجابة الجسم المناعية دون أن تسبب له العدوى. وقد استعمل الباحثون من جامعة أكسفورد ومختبرات نوفا في المملكة المتحدة السكريات لإبقاء الفيروسات في اللقاحات حية في درجات الحرارة العالية لمدة تصل إلى عام. وقد تم اختبار هذه الطريقة على مدى العقد الماضي.
ولكن الشركات المصنعة للأدوية كانت بطيئة في اعتماد التقنيات المتوفرة حالياً والقادرة على خفض تكاليف التوصيل. وقال ميشل زافران، كبير المستشارين لدى مشروع بروجيكت أوبتمايز Project Optimize وهو عبارة عن شراكة بين منظمة الصحة العالمية وبرنامج التكنولوجيا الملائمة في مجال الصحة PATH في الولاياتالمتحدة: "تعارض الشركات المصنعة للعقاقير في الواقع استكشاف مثل هذه التقنيات وتطبيقها على لقاحاتها المرخصة".
ويبحث برنامج التكنولوجيا الملائمة في مجال الصحة عن سبل لتحسين توصيل اللقاحات، حيث أخبر زافران شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "التكاليف المترتبة على إعادة ترخيص أي لقاح متاح قد ترتفع بشكل كبير بسبب الوقت والجهد اللازمين لإثبات... وتأكيد سلامة المنتج الجديد".
وتسعى الشركات الدوائية دائماً لطرح اللقاحات الجديدة بأسرع وقت ممكن لأن أي تأخير في ذلك يكلفها وقتاً ومالاً.
وقالت شركة الأدوية العالمية "فايزر" أنه من الصعب تحديد الوقت الذي ستستغرقه هذه العملية وتكلفتها، حيث أخبر إميليو إميني، نائب الرئيس التنفيذي لبحوث اللقاحات في الشركة شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "طول مدة الدراسات اللازمة لإعادة الترخيص يتوقف على الوقت اللازم لإعادة تركيب المنتج من جديد".
وقال زافران أنه على مدى الثلاثين عاماً الماضية قامت الدول بوضع "نظام سلسلة التبريد" نظراً لأن معظم اللقاحات تحتاج لنقلها وتخزينها في أجواء باردة. وعلى الرغم من أن اللقاحات الجديدة يمكنها تحمل درجات حرارة أعلى من ذي قبل، إلا أن أنظمة التوصيل لم تتغير كثيراً. وأضاف إميني أنه "من الصعب جداً إقناع الناس بأن تعريض بعض اللقاحات للحرارة لا يشكل أي خطر على فعاليتها".
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يستطيع 15 لقاحاً على الأقل من تلك التي يتم نقلها وتخزينها حالياً في درجات حرارة تتراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية، تحمل درجة حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية - بما فيها لقاحات فيروس الروتا والسل والكوليرا والتيفوئيد - ولكن زافران أفاد أنه قد يُنظر إلى توصيل اللقاحات في درجات حرارة غير مألوفة على أنه أمر معقد".
وكشف زافران عن إن بحث المملكة المتحدة في مجال تخزين اللقاح "قد يدفع باتجاه إحداث بعض التغيير وربما يسهم في تقديم نموذج جديد للتحصين" ولكن سيكون هناك أيضاً زيادة في الطلب على مثل هذه اللقاحات من البلدان الحارة مما قد يشكل حافزاً لشركات تصنيع الأدوية لاعتماد هذه التكنولوجيا.