أقيمت عدة فعاليات في مدن يمنية مختلفة لإحياء الذكرى الثالثة لانطلاق شرارة الانتفاضة الشعبية السلمية التي أجبرت الرئيس السابق علي عبدالله صالح على التنحي. وأوقد شباب الانتفاضة مساء أمس الاثنين شعلة «ثورة 11 فبراير» في محافظات تعزوإب والحديدة، كما زُينت سماء عدد من محافظات اليمن بالألعاب النارية بالمناسبة.
ونظم مجلس شباب الثورة مساء أمس حفلاً غنائياً للموسيقار اليمني الكبير أحمد فتحي في قاعة المركز الثقافي بالعاصمة صنعاء، وقدم في الحفل لوحة فنية بعنوان «ربيع شباب اليمن» إلى جانب عدد من الوصلات الغنائية الوطنية.
إلى ذلك، تظاهر أنصار جماعة الحوثيين صباح اليوم الثلاثاء للمطالبة بإسقاط حكومة الوفاق الوطني.
وانطلقت المسيرة من ساحة التغيير بصنعاء. وردد المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط الحكومة التي وصفوها ب«الفاسدة».
ويطالب الحوثيون بإعادة تشكيل الحكومة على أساس التوزيع في مؤتمر الحوار الوطني في إشارة إلى رغبتهم الحصول على مقاعد في الحكومة.
وكانت جبهة إنقاذ الثورة التي يرأسها البرلماني أحمد سيف حاشد دعت إلى مظاهرة اليوم الثلاثاء ل«إسقاط ومحاسبة حكومة الوفاق وكل من مارس الفساد من وزرائها».
ودعا بيان صادر عن الحملة إلى «تحسين الوضع المعيشي للمواطنين وإعادة بناء هياكل وهيئات السلطة القضائية بما يحقق استقلالها الكامل بعيداً عن الولاءات الحزبية وتحييد الوظيفة العامة بما يتوافق مع معايير الكفاءة والنزاهة إضافة إلى علاج جرحى الثورة ورعاية اسر الشهداء وتعويضهم ومنح الضمان الاجتماعي لهم».
كما دعا بيانان منفصلان عن القطاعات الطلابية والشبابية في حزبي الاشتراكي والناصري اعضائهما للمشاركة في مسيرات 11 فبراير صباح اليوم بمناسبة حلول الذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير، كما طالبت الجهات المعنية الوفاء بالتزاماتها إزاء قضايا جرحى واسر شهداء الثورة، وكذا المعتقلين.
وخرجت مسيرة بالسيارات جابت شوارع العاصمة صنعاء لإحياء ذكرى انتفاضة 11 فبراير رافعين شعارات تدعو لاستكمال أهداف الانتفاضة وإطلاق سراح المعتقلين.
وفي مدينة تعز، قال مصدر محلي إن عشرات الآلاف تظاهروا اليوم بمناسبة الذكرى الثالثة للانتفاضة التي اندلعت شرارتها من تعز.
وفي مدينة إب، قال مراسل «المصدر أونلاين» محمود الحمزي إن المدينة شهدت مسيرة حاشدة إحياءً لذكرى الانتفاضة.
وكان بيان مشترك صادر عن اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية ومجلس شباب الثورة أعلن عن إقامة فعالية جماهيرية عصر اليوم الثلاثاء في شارع الستين الغربي تحت شعار «استكمالاً لتحقيق أهداف الثورة، ومن أجل مكافحة فاعلة وفورية للفساد ومحاكمة القتلة وبسط سيطرة الدولة».
كما دعا البيان «شباب الثورة الى اتخاذ 11 فبراير محطة ثورية جديدة لإسقاط الفساد واسترداد الأموال العامة المنهوبة وإلغاء الصفقات والعقود الغازية والنفطية المجحفة، ومحاكمة القتلة، واستكمال هيكلة الجيش والأمن، وبسط سيطرة الدولة ونفوذها، وسحب السلاح من المليشيات والجهات المالكة له خارج القانون».
في ذات السياق، تعتزم عدد من المكونات تدشين اعتصام ابتداء من اليوم الثلاثاء في شارع الستين للمطالبة بإطلاق معتقلي الثورة، وسرعة معالجة قضايا الشهداء والجرحى بشكل حاسم.
وأضاف بيان تدشين الاعتصام «ندعو جميع الأحرار والحرائر الاستعداد للبدء باعتصام يبدأ بفاعلية 11 فبراير يوم الثلاثاء بميدان الستين وعليه نؤكد للجميع أهمية الاستعداد بكل وسائل وأدوات الاعتصام والحضور بها إلى ميدان الستين يوم الثلاثاء 11 فبراير انتصاراً لثورتنا ووفاءً لرفاقنا الشهداء والجرحى والمعتقلين».
بدورها، اعتبرت المنسقية العليا للثورة الشبابية الشعبية السلمية ال11 من فبراير 2011 «تاريخ أعاد للحركة الوطنية شموخها المطمور بفعل تراكمات السياسات الخاطئة والمشاريع الفردية التي كُرست خلال الفترة الماضية».
ولفت بيان المنسقية الى أن «شباب ثورة 11 فبراير سجلوا ملاحم بطولية، كما واجهوا بصدورهم العارية آلة العنف والموت، وتمكنوا "من انتزاع وطنهم المسلوب بعزيمة ركعت أمامها العوائق، وهمم سجدت أمامها المصائب، لإيمانهم العميق بعدالة قضيتهم وانتصار الوطن ومشروع النهضة والبناء والتقدم».
وأضاف البيان: «نقف وقفة إجلال وإكبار أمام الجرحى الذين يئنون من جراحاتهم ليلاً ونهاراً، والمعتقلين المحاطين بجدران الظلم دون أن يكون لهم ذنب سوى عزيمتهم لتحرير الوطن من مآسيه التي زرعها النظام السابق».