ذكرت مصادر محلية ان سبعة أشخاص أصيبوا في مواجهات مستمرة بين جماعة الحوثيين المسلحة ورجال القبائل اليوم الاثنين في مديرية همدان الواقعة على مشارف العاصمة صنعاء من جهة الشمال، بينما سيطر الحوثيون على مناطق أخرى مع فشل لجنة وساطة حكومية في إيقاف المواجهات. وقال مصدر محلي ل«المصدر أونلاين» ان الحوثيين تمكنوا من السيطرة على قرية ذرحان وجبل القزعة، بينما فشلت اللجنة الرئاسية في فرض السلام ووقف القتال بالمنطقة.
وتقول إحصائية جمعها «المصدر أونلاين» من مصادر محلية وسكان ان حصيلة القتلى بلغت 8 أشخاص على الأقل منذ تفجرت المعارك في منطقة همدان يوم الأربعاء الماضي.
وقال المصدر ان لجنة الوساطة الرئاسية المكونة من اللواء علي الجايفي قائد قوات الاحتياط وعلي عايض وعاطف المصلى، لم تفلح في إقناع قيادات ومقاتلي الحوثيين في وقف الهجوم على القرى.
وجبل القزعة الذي سيطر عليه الحوثيون يطل على قرى «بني بشير والرقة ومنكل»، بعد مواجهات، ودخلت وساطة قام بها وزير المغتربين مجاهد القهالي، لاحتواء الموقف وإيقاف المواجهات.
وتثير أعمال العنف في اليمن قلق الحكومة التي تسعى لتنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني والتي تتضمن نزع سلاح الجماعات المسلحة وبسط نفوذ الدولة في جميع مناطق البلاد.
وشارك الحوثيون في الحوار الذي استمر نحو عشرة أشهر بمشاركة مختلف القوى السياسية، لكن الجماعة المسلحة واصلت خلال تلك الفترة تمددها بالقوة في مناطق بمحافظات عمران وحجة والجوف للسيطرة على مزيد من الأراضي.
وفجر مسلحون حوثيون أمس مدرسة «طارق بن زياد» الحكومية في قرية الصرم بمديرية ثلاء التابعة لمحافظة عمران بعد سيطرتهم على القرية، كما فجروا منزل الشيخ «قناف القحيط» في مديرية همدان بصنعاء بعد سيطرتهم على مناطق بالمديرية.
ولم تصدر جماعة الحوثيين أي تعليق رسمي على المواجهات المستمرة، لكن الناشط في الجماعة أسامة ساري نشر معلومات عن تمهيد الحوثيين لتفجير منزل الزعيم القبلي حسن الجماعي في منطقة ذرحان.
ولم تتوفر معلومات مؤكدة بشأن تفجير الحوثيين لمنزل الجماعي من عدمه.
وخلال اليومين الماضيين، توسّعت رقعة المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون إلى قرى في مديريتي «ثلا» بمحافظة عمران، و«همدان» بمحافظة صنعاء، مع وصول تعزيزات كبيرة للجماعة المسلحة قادمة من عمران وصعدة.
وكان مواجهات بين رجال قبائل وحوثيين اندلعت أمس الأحد في منطقة «قاع المنقب» (20 كيلو متراً تقريباً من العاصمة صنعاء)، حيث سيطر الحوثيون على معسكر للجيش ما يزال قيد الإنشاء وتمركزوا فيه.
وفجر الحوثيون مدرسة «طارق بن زياد» في قرية «الصرم» ما أدى إلى انهيارها بالكامل. وتتكون من ثلاثة طوابق يحتوي كل طابق على نحو عشرة فصول. وهي مدرسة أساسية وثانوية. وما يزال مصير ما لا يقل عن 15 من أبناء قرية الصرم مجهولاً بعد أن اختطفهم مسلحو الحوثيين.
ويتواجد الحوثيون في منطقة قاع المنقب بكثرة، بالإضافة إلى تواجدهم في عددٍ من القرى المجاورة له، وعلى رأسها قرية بيت نعم، ومنطقة الغرزة، حيث يتذمر الحوثيون من استحداث المعسكر في المنطقة، ويعتبرونه «احتلالاً» لقرى المنطقة.
وتقول مصادر قبلية ان هدف الحوثيين إرغام القبائل على توقيع صلح معهم يوفّر لهم شرعية التواجد في المنطقة، وذلك في سياق مخططهم للوصول إلى صنعاء.
واستنكر بيان صادر عن قبيلة همدان، أمس، ما وصفه ب«العدوان الإرهابي الغادر من قبل الحوثيين، وما أسفر عنه من قتل للأبرياء وترويع الآمنين وتفجير المنازل والمنشآت الحكومية واحتلال القرى واختطاف عددٍ من أبناء المديرية وقطع الطرقات».
وأكد البيان أن هذه الاعتداءات لم تترك لأبناء قبيلة همدان خياراً سوى الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وأموالهم. وقال البيان إن هذه الهجمات تأتي في سياق» مخطط عسكري تم إعداده مسبقاً من قبل الحوثيين بهدف إسقاط النظام الجمهوري والعودة باليمن إلى الحكم الملكي، من خلال إخضاع قبيلة همدان ثم الالتفاف مباشرة للسيطرة على الجبال الغربية المطلّة على العاصمة صنعاء، تمهيداً لحصارها وإسقاطها».