من يبلغ شوقي أحمد هائل أن تعز ليست المجلية، وأن المواشي التي تموت عطشا لا تكترث أبدا لربطة العنق أو لونها، وأن الجفاف لا يعنيه أبدا تلك المنجزات الوهمية على وسائل الأعلام، وأن مطار تعز الذي يزوره باستمرار ليلتقط صورة ليس العصي السحرية التي ستنقذ تعز. من يبلغه أن عليه أن يزيل صابون كريستال وسمن البنت من أذنيه ويستمع إلى معاناتنا اليومية والجفاف الذي يلتهم أهالي العزلة وممتلكاتهم.
من يبلغه أننا عندما استبشرنا بقدومه محافظا لتعز لم يكن في حسباننا مال والدية ولا الطبقة الارستقراطية القادم منها، عولنا فقط على ضميره الذي لم يستيقظ بعد وعلى دمائه الشابة وعقله الذي كنا نعتقد أنه متفتح الى حد ما كون عقول المشايخ التي سبقته كانت أبرز محفزاتنا للتغيير، أن مجلسك الذي تملؤه كل يوم بسماسرة الزيف وبائعي هوى الكلمات يجعل منك تبدوا اصغر كل يوم يستفيدون هم بينما أنت تخسر نفسك، من أشاروا عليك بزيارتك الأخيرة لأطراف جبل حبشي دجالون يمسحون وجهك بأوراق باهته ويخدشون نقاءه وأنت لا تشعر.
ضمير بقرة أمي كان متيقظ جدا حيث فضلت الموت ولم تحتمل معاناة أمي وهي تبحث عن الماء في اللامكان، بينما خشيت على بشرتك من شمس عزلتنا التي تقسو على البشرات الناعمة أو ربما خشيت على إطارات سيارتك الفارهة من أن تعبر اللاطريق التي نتسلقها كل يوم لتصل لتلك العزلة التي ذهبت لتخادعها أمام وسائل الأعلام وتتاجر بمعاناتهم مقابل إنسانيتك، سياسة الزيف التي تمارسها لا تختلف أبدا عن سياسة سابقيك لقد حفظناها وملينا منها أيضا.
حتى هذه اللحظة لا أحب أن أصنفك منهم سأحتمل مزيدا من الألم وسأضع لك مزيدا من الأمل كي تكون أحد حاملي مشروع التغيير الذي ضحى أبناء عزلة القحاف مع جميع أبناء الجمهورية اليمنية من أجمله فمنهم الشهيد ومنهم الجريح.
رسالتك التي أوصلتها إلينا في زيارتك الأولى لأطراف جبل حبشي مطلع هذا الأسبوع التي تسوق بها نفسك إعلاميا لا أكثر وصلت، تعاليك الصارخ على معاناتنا وصل بكل وضوح، الصمم الذي أبديته تجاه حقوقنا ومطالبنا وصل أيضا ، قدمنا إلى أمام مبنى محافظة (مكتبك) تعز بمسيرة راجلة قطعنا 10كيلومتر ذهابا و إيابا ونحن نتمزق ظمئ ونشع ظلام. ولم تكلف نفسك بزيارة العزلة لمدة ساعة واحدة بسيارتك وموكبك الذي يتضخم يوما فيوم ونحن كرماء سنقطع أكبادنا كي تشرب أن ظمئت كي تتفقد الوضع وحالة الناس وممتلكاتهم هناك وتتأكد من صحة مطالبنا على الأقل كرفع لمعنوياتنا كي نتحمل العطش فترة أطول.
أنني أتفهم أنك قد لا تستوعب معنى أننا نعاني من كارثة أنسانيه جفاف وطريق وعرة جدا تزيد مشكلة الحصول على الماء تعقيدا وكونك أيضا لم تأتي من بين الناس بل من فوقهم ولأن الممتلئة بطونهم لا يشعرون بمن قد أكلوا بطونهم وشربوا دمائهم من شدة الجوع والعطش.
وكوني أحد أهالي هذه العزلة المنكوبة فأنا أحمل إليك رسالتهم التالية: أولا: لم نطلب منك معجزة لتحققها مشروع ماء بشكل عاجل ولا يحتاج هذا المشروع اجتماع المانحين في 2020م فقط ميزانية نثريات مكتبك لمدة شهرين يحل هذه الكارثة التي ستهلك الألآف اقصد تفكير جدي بمعالجة القضايا وتفعيل مشروع الطريق والكهرباء الذين توقفا بعد أن نزلت مناقصتهما واعتمدت ميزانيتهما ولكن لا نعلم أين ذهبت.
ثانيا : نشعر أن ك لم تسمع معاناتنا ومطالبنا بحقوقنا في المسيرتين السابقتين والتي كانت الأولى إلى أمام مبنى محافظة تعز (مكتبك) والثانية إلى أمام مجلس الوزراء في العاصمة صنعاء لذا فمسيراتنا قائمة وقادمة ويجب أن تعلم أننا قد نغفر ونتقبل أنك لم تسمع عن مطالبنا بحقوقنا لكننا لن نسامح بأن يكون هناك تعالي وتهميش لحقوقنا ومطالبنا وتلذذ بمعاناتنا.