دعت الشرطة البريطانية نجل ملياردير يمني إلى العودة إلى بريطانيا لمواجهة المحاكمة في قضية اغتصاب وقتل طالبة نرويجية متهم فيها بارتكاب الجريمة. وأشار بيان، نشرته السفارة البريطانية في صنعاء بصفحتها على موقع (فيسبوك)، إلى أن فاروق شاهر عبدالحق مطلوب في قضية مقتل «مارتين فيك ماغنوسين»، وقالت إن فاروق «هرب إلى اليمن منذ ست سنوات مباشرة بعد الجريمة».
وبمناسبة الذكرى السنوية السادسة لاغتصاب ومقتل مارتين، تقدم والدها بمناشدة عاطفية لفاروق عبدالحق يطالبه بالعودة إلى المملكة المتحدة ووضع نهاية لمعاناة أهلها.
وقال بيتر ماغنوسين، والد مارتين، «فاروق عبدالحق يحرم أسرتنا من وضع نهاية لمعاناتنا بعدم تحمله لمسؤوليته بجدية، واختياره عدم العودة إلى المملكة المتحدة حيث ارتكبت الجريمة. ويبدو وأنه لا يحس نهائيا بالقيم البسيطة المبنية على الاحترام والكرامة والتسامح المتوقعة في أي مجتمع متحضر».
وأضاف «وقد استمر هو في هذه السنوات الست الماضية في بناء حياته في اليمن دون إبداء أي حس بالندم أو دماثة خلق. ابنتنا كانت ستبلغ 29 سنة في فبراير من هذا العام، ولا يمر يوم إلا وهي في مقدمة أفكارنا. إننا نفتقدها في كل ساعة من كل يوم».
وتشير تقارير نشرتها صحف بريطانية مؤخراً إلى أن فاروق تزوج حديثا في اليمن، في ذلك إشارة قوية لعدم نيته العودة إلى المملكة المتحدة.
من جانبه، قال محقق المباحث آندي بارتريدج من قسم مكافحة جرائم القتل: «هرب فاروق عبدالحق إلى اليمن منذ ست سنوات ومازال مختبئا هناك لتجنب القبض عليه وللإفلات من العدالة. ولابد وأن تكون زوجة السيد عبدالحق وأسرتها على دراية بأنه مطلوب في قضية قتل وسيتم القبض عليه إذا سافر لخارج اليمن».
وبدأت قصة الجريمة حين تعرف فاروق عبدالحق بالطالبة النرويجية مارتينا فيك ماغنوسين في الكلية التي كان يدرس بها في لندن، والسكن الجامعي الذي كانا يسكنان فيه بغرف مختلفة.
وتقول المعلومات إن مارتينا شوهدت للمرة الأخيرة بين الساعة الثانية والثالثة صباحاً بتوقيت غرينتش في تاريخ 14 مارس 2008، في نادٍ ليلي يقع في قطاع للأثرياء بلندن، وخرجت منه برفقة فاروق عبدالحق، لتختفِ مارتينا بعد تلك الليلة.
في اليوم التالي، أزال فاروق عبدالحق كل أثر عنه في حسابه بموقع «فيسبوك» وغادر إلى اليمن على متن طائرة والده الخاصة بحجة أن «شيئاً مفاجئاً طرأ في عائلته».
وبحث أصدقاء مارتينا عنها وحاولوا الاتصال بها دون جدوى، عندها أبلغوا الشرطة وتم إبلاغ أسرة النرويجية التي سافرت إلى لندن. بعد يومين من اختفائها، عثرت الشرطة على مارتينا مقتولة خنقاً وعارية في الشقة التي يقيم فيها فاروق عبدالحق.
وبدأت شرطة «سكوتلاند يارد» بحثاً مكثفاً لملابسات القضية وتوصلت إلى أن المتهم الوحيد في القضية هو فاروق نجل الملياردير اليمني شاهر عبدالحق، لكن الوقت كان متأخراً، فلقد فر المتهم بجلده قبل أن تصل إليه الشرطة. ووضعته الشرطة على رأس قائمة المطلوبين لديها، وأصدرت به مذكرة دولية للقبض عليه.
ومنذ وقوع الحادثة، والشاب فاروق شاهر عبدالحق يعيش في اليمن تحت حراسة مشددة وبعيداً عن أعين الصحافة. وتضاربت المعلومات حول مكان سكنه، فبينما قال مصدر إن فاروق يعيش في قصر يملكه والده في صنعاء، قال آخر إنه يسكن في جناح خاص بفندق خمسة نجوم شهير في وسط العاصمة صنعاء يطلق عليه «تاج سبأ» يملكه والده.