خرجت حملة عسكرية جديدة، أمس، إلى مديرية همدان، شمال غرب العاصمة صنعاء، بهدف تعزيز الحماية الأمنية للعاصمة، وانتشرت في المواقع التي يتمركز فيها مسلحو القبائل، وبعض المواقع التي يتمركز فيها الحوثيون في مناطق التماس بشمال شرق مديرية همدان، بهدف نزع فتيل التوتر في المنطقة، والحيلولة دون تجدد المواجهات بين الطرفين. وقالت مصادر محلية إن الحملة العسكرية، التي خرجت من صنعاء مساء أمس، تضم عدداً من المدرعات و20 طقماً من الشرطة العسكرية وقوات الأمن الخاصة، بقيادة مدير أمن محافظة صنعاء، العميد يحيى حميد.
وأضافت ان الحملة العسكرية وصلت إلى مناطق التماس والتوتر في شمال شرق مديرية همدان برفقة لجنة رئاسية مكلفة بالوساطة بين طرفي الصراع ولجنة أمنية تم تكليفها من قبل وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد، واللجنة الأمنية العليا، بهدف تعزيز الحماية الأمنية للعاصمة، والحيلولة دون تجدد المواجهات بين الحوثيين ورجال القبائل في مديرية همدان.
وأشارت المصادر إلى أن اللجنة الرئاسية والأمنية والحملة العسكرية المرافقة قامت، مساء أمس، باستلام جميع المواقع التابعة لرجال القبائل، في شمال شرق المديرية، وبالتحديد في منطقة ضروان وأطراف بني مونس، التي كان يتمركز فيها رجال القبائل بمحاذاة المناطق الوسطى والشمالية الغربية من مديرية همدان، التي يتمركز فيها مسلحو جماعة الحوثي وأهمها منطقة الغيل، وجبل الريان، وبني ميمون.
واستملت اللجنة أيضاً عددا من المواقع التي يتمركز فيها مسلحو الحوثيين على خطوط التماس في منطقة الغيل وبني مونس، فيما لم تتمكّن حتى مساء أمس من استلام جبل الريان الذي يتمركز فيه الحوثيون، ويمثل أهمية كبيرة من الناحية العسكرية، وقالت مصادر محلية إن الحوثيين لم يسلموا بعض المواقع في خطوط التماس، فيما لا زالوا يحتفظون بمعظم المواقع التي يتمركزون فيها في باقي مناطق مديرية همدان، ويقع بعضها على خطوط التماس.
وأكدت المصادر أن اللجنة الرئاسية والأمنية وضعت جنوداً من أفراد الحملة العسكرية في جميع المواقع التي استلمتها من رجال القبائل والحوثيين شمال شرق مديرية همدان، كما مشطت اللجنة الحملة العسكرية جميع المناطق التي سيطرت عليها وأزالت جميع النقاط المسلّحة منها، ونشرت أفراداً من قوات الجيش في المواقع الهامة.
وعقدت اللجنة الرئاسية والأمنية اجتماعاً مغلقاً لها ليلة أمس استمر حتى ساعة متأخرة من الليل، لمناقشة مهامها في مديرية همدان.
وفرض الحوثيون سيطرتهم الأسبوع الماضي على المناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية والمناطق الوسطى في مديرية همدان بعد مواجهات مع رجال القبائل، في بعض المناطق وسيطرتهم على مناطق أخرى دون قتال، وتوجه الحوثيون بعدها إلى المناطق الشمالية الشرقية من مديرية همدان التي احتشد مسلحو القبائل وتمركزوا فيها لمنع الحوثين من التوسّع.
ويترأس اللجنة الرئاسية والأمنية وكيل محافظة صنعاء الشيخ علي الغشمي، وتضم في عضويتها كلاً من مساعد مدير عام شرطة محافظة صنعاء، العميد عبده السياغي، ومدير عام مديرية همدان، المقدم جبران غوبر، ومدير شرطة مديرية همدان، المقدم معين بكيل الحباري، بالإضافة إلى الشيخ هاشم الجائفي، والشيخ خالد البوني، والشيخ علي حمود دودة، والشيخ مبروك الكيدس، والشيخ يحيى العواضي، والشيخ علي عبد الله الضرواني، والشيخ منصور جابر، والشيخ حسين علي الأحمر، والشيخ علي حمود الذيب.
وأكد رئيس اللجنة الرئاسية الشيخ علي الغشمي في تصريح نقلته –وكالة سبأ الحكومية- أن اللجنة باشرت مهامها بإخلاء المسلحين بعد التوصل إلى اتفاق بين طرفي النزاع، مشيراً إلى أنه تم إحلال جنود من الشرطة العسكرية وقوات الأمن الخاص في المواقع والنقاط التي كان يتمترس فيها المسلحون، قال إن اللجنة أشرفت على إزالة المظاهر المسلّحة والنقاط التي كان يتمركز فيها مسلحو الطرفين في منطقة غيل همدان وبني مونس وضروان ومنطقة جرباء على طريق صنعاء - عمران.
ودعا الغشمي جميع الأطراف إلى الالتزام بما تم الاتفاق عليه، وعدم الانجرار إلى الأعمال المخلة بالأمن والسلم الاجتماعي، وتغليب مصلحة الوطن.
وكلفت اللجنة الأمنية التي ترافق اللجنة الرئاسية من قبل وزير الدفاع ويشرف عليها محافظ محافظة صنعاء عبد الغني جميل ومدير أمن محافظة صنعاء العميد يحيى حميد، بإحلال قوات أمنية وعسكرية في المواقع الهامة التي يتمركز فيها رجال القبائل ومسلحو الحوثي في مديرية همدان.
وأضاف مصدر محلي أن الحملة العسكرية تهدف إلى القضاء على أسباب التوتر في مديرية همدان، وإخلاء جميع المواقع من المسلّحين وتسليمها لقوات أمنية وعسكرية، بالإضافة إلى إخراج جميع المقاتلين الوافدين من خارج المديرية.
وأوضحت مصادر قبلية أن الحوثيين استحدثوا مواقع جديدة على مشارف منطقة ضروان، وفي منطقة الغيل ومناطق أخرى في مديرية همدان، فيما قام مسلحو القبائل بحشد مقاتليهم شمال شرق المديرية استعداداً لمواجهة الحوثيين، وهو ما دفع اللجنة الأمنية العليا إلى التدخل وإرسال حملة عسكرية لتأمين العاصمة، واستلام المواقع التي يتمركز فيها الطرفان وتسليمها للجيش.
وأعلنت قبائل همدان، أمس، ترحيبها بقرارات اللجنة الأمنية العليا الخاصة بالتطوّرات الأخيرة التي شهدتها مديرية همدان، وأكدت تعاونها الكامل مع اللجنة الأمنية لبسط نفوذ وسيطرة الدولة على كافة مناطق المديرية.