تباينت ردود الفعل إزاء تدخل قوات الجيش لإنهاء المواجهات بين رجال القبائل ومسلحي جماعة الحوثيين الذين كانوا سيطروا على أجزاء واسعة من مديريتي همدان وثلاء الواقعتان شمال غرب العاصمة صنعاء. وتدخلت، أمس الثلاثاء، حملتان عسكريتان إلى المنطقة في أول خطوة تتخذها الحكومة لاحتواء الأوضاع المشتعلة في همدان منذ نحو أسبوع.
وأفاد شهود عيان ان حملة عسكرية خرجت من صنعاء وتوجهت عبر منطقة شملان ووادي ظهر وصولاً إلى مناطق المواجهات بهمدان، فيما خرجت حملة عسكرية ثانية من معسكر الاستقبال، واتجهت إلى مناطق القتال في منطقة قاع المنقب ومنطقة «ثُلا».
بيان لقبيلة همدان: يرحب بانتشار الجيش ويؤكد أن الحوثيين قطعوا طريق «صنعاء – عمران»، و«صنعاء-المحويت» وكانت قد خرجت، أمس الأول الاثنين، حملة أمنية من شرطة محافظة صنعاء إلى مناطق القتال، وتضم 4 أطقم أمنية، غير أن الحملة عادت أدراجها.
وبحسب شهود عيان، فإن الحملة العسكرية التي خرجت، مساء الثلاثاء، من صنعاء تضم قرابة 15 آلية عسكرية، ما بين مدرعة وحاملة جُند، وشُوهدت أثناء مرورها عبر شارع الستين الغربي في صنعاء وهي تتجه إلى منطقة شملان، في طريقها إلى مناطق القتال في همدان.
وبحسب مصادر مطلعة، خرجت تلك الحملة العسكرية بناءً على توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي من المقر المؤقت قيادة المنطقة العسكرية السادسة، وتتكون من كتيبتين من المنطقة العسكرية السادسة وكتيبتين من القوات الخاصة وقوات الاحتياط.
أما الحملة العسكرية الثانية خرجت، صباح أمس، من معسكر الاستقبال، وتضم 7 أطقم عسكرية ومدرعتين. ويقع معسكر الاستقبال على المدخل الشمالي الغربي للعاصمة صنعاء، ونفذت الحملتان العسكريتان بعمليات انتشار واسعة في كافة المواقع والقرى التي سيطر عليها الحوثيون خلال الأيام الماضية.
جماعة الحوثي المسلحة ترفض انتشار الجيش في همدان وتتهم مدرعات الجيش باستفزاز المواطنين ورحب بيان صادر عن قبيلة همدان، أمس، بالحملة العسكرية التي أرسلتها الدولة إلى همدان، مشيراً إلى أن تلك الحملة ضرورية لتأمين الطرقات بعد أن قطع الحوثيون طريق «صنعاء – المحويت»، وطريق «صنعاء – عمران»، والسيطرة على عدد من قرى المديرية.
وعبر البيان عن شكر أبناء قبيلة همدان للرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني واللجنة الأمنية العليا على إرسال الحملة العسكرية إلى همدان، مشيراً إلى أن هذه الخطوة غير كافية، مطالباً بتعقب مسلحي الحوثي وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة على الجرائم التي ارتكبوها بحق أبناء مديرية همدان، ضد المدنيين وتجهير المواطنين وتفجير المنازل والمؤسسات العامة والخاصة.
من جانبها، عبرت جماعة الحوثيين –عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت- عن رفضها لانتشار الجيش في مناطق همدان، وقالت إن «مدرعات عسكرية انتشرت في منطقة بيت نعم، في همدان، رغم وجود اتفاق بن الجيش وأبناء قبائل همدان على رفع النقاط وإنهاء العمليات العسكرية».
وأضافت الجماعة المسلحة ان «مدرعات الجيش تقوم باستفزاز المواطنين»، وطالبت «قادة الجيش بوضع حدٍ لتلك الاستفزازات».
الحوثيون: مدرعات الجيش لن تخيفنا وستؤجج الوضع وأردفت: «إن تلك المدرعات لن تخيفهم، وأنها ستؤجج الوضع من جديد في همدان».
وقال الموقع إن حملة عسكرية خرجت من صنعاء وتمركزت في موقع «قيرة»، الذي كانت تتمركز فيه سابقاً القوات الجوية في همدان، مشيراً إلى أن مقاتلي الحوثي يواصلون ملاحقة من وصفها ب«العناصر التكفيرية وحزب الإصلاح في همدان وقد وصلوا إلى منطقة وادعة المطلة على وادي ضروان».
من جانبه، اتهم ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام موالين للتجمع اليمني للإصلاح ب«الاعتداء على الحوثيين دون أي مبرر»، وقال إن «الحديث عن نية الحوثيين حصار صنعاء واقتحامها تهويل».
ورداً على اتهام القبائل للحوثيين بتفجير مدرسة حكومية في همدان، قال عبدالسلام في بيان له، يوم الثلاثاء، إن «تلك الاتهامات محض افتراء، وأن المنشآت التي فجرها الحوثيون عبارة عن ثكنات عسكرية مليئة بالسلاح الثقيل، بما فيها الصواريخ» حد قوله.
وكان الحوثيون فجروا، الأحد الماضي، مدرسة «طارق بن زياد» الواقعة في منطقة «الصرم» بمديرية «ثلاء». وأدانت وزارة التربية والتعليم التفجير واعتبرته «حرباً على التعليم»، وقالت إن المدرسة يدرس بها نحو 500 طالب.
وعن تفجير المنازل، قال إن المشايخ الذين فجر الحوثيون منازلهم في همدان «من قادة حزب الإصلاح، الذين يتحصنون في منازلهم، التي لا تختلف عن مباني المعسكرات». حسب زعمه.
