استجابة لنداء الواجب الانساني وقفنا بوجه ممارسات نظام صالح وحروبه الست العبثية ضد أبناء صعدة و الحركة الحوثية ولازلنا حتى اللحظة نطالب بالكشف عن أسباب تلك الحروب و محاسبة كل من أزهق الأرواح ومعالجة أسبابها وتنفيذ النقاط المتفق عليها في وثيقة الحوار وبنودها الخاصة بحل قضية صعدة.
عندما كنتم تستندون على مظلمة عادلة وقفنا بصفكم حتى تم وصفنا بالحَوَثة _ الأمر الذي لا أعتبره تهمة فلكل إنسان على هذا الكوكب الحق باختيار الطيف الذي يتناسب ورؤاه شريطة أن لا يكون هذا الطيف مسلحاً مهدداً السلم الاجتماعي ، إلا أن الأمر يخالف توجهي المدني _ .
قرأت ردك على مقالة الصحفي نائف حسان وفاجأني تبريرك لتجاهل العلم اليمني وربط الواقعة مع ما حدث ويحدث في الجنوب ، لست هنا بصدد الرد على لسان نائف فله قلمه اللاذع القادر على الرد ... لكنني سأرد بلسان علمي الوطني فأحد ألوانه لون دمي.
الربط بين أحداث صعدة والجنوب في هذه الجزئية بالذات لايمكن وصفه إلا بالفهلوه الطامحة لاستجلاب أصحاب المظالم الأخرى للوقوف بصفك حتى وإن كنت على خطأ لمجرد أنك أعترفت بمظلوميتهم.
في الحقيقة ... يوما ما سينالون هؤلاء مبتغاهم و سيتركونك وحدك تحت الشمس ، استنادك التاريخي وحججك للربط بين التجريف الحاصل للجنوب وحروب صعدة أوهن من بيت العنكبوت _ بالطيع لا انتقص من أي قضية _ لكنها حقيقة تاريخية فلكل قضية خصوصيتها ، الجنوب قبل عام 90 كان دولة مستقلة ذات سيادة لها علمها ونشيدها الوطني تُدعى _ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية_ هذه الدولة وقعت على اتفاقية وحدة مع دولة تُدعى _الجمهورية العربية اليمنية _ تم نقض هذا العقد بالانقلاب على بنود الاتفاقية وشروطها من قِبَل رجالات صالح وقوات شريعته وشرعيته وقتها حارب صالح باسم العَلَم ضد الجنوب بصفته البقعة الجغرافية الغنيمة المأهولة بالكَفَرة ، كانت حرب نظامين وثقافتين مختلفتين.
لهذا نرى ردة الفعل المعادية للعلم الذي حمله رجالا أشبه برجال الكهف .. كانوا غزاة أتوا للقضاء على دولة قدمت نفسها على طبق من ذهب هكذا كان المشهد . أما صعدة فكانت ولازالت وستظل محافظة تتبع الشمال جغرافيا وتاريخيا تتقاسم العادات والتقاليد و حتى المذهب مع العديد من نظيراتها في الشمال.
لا تستعدوا هويتنا بالتجاهل ... عَلَمُنا هويتنا الجامعة و إهانته إهانه لنا ، لا تحفروا قبرا مبكرا لحركتكم باستعدائكم للذات اليمنية علي صالح قتلنا ببنادقٍ ومصفحاتٍ ترفع العلم اليمني ، إلا أننا أزحنا صالح ولم نسقط العلم لامبرر للتصرفات اللاأخلاقية، أنت أكبر بكثير من أن تتحول لمغسلة لتصرفات لا تتسق مع ذاتك ومعتقداتك واستناداً لقول الحبيب المصطفى : ((انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ )) قُلت قولي هذا ، وأدعو الله أن يمد بعمري حتى أرى أنصار الله حزبا سياسيا سلم سلاحه للدولة التي بدورها سحبت أسلحة باقي الحركات المسلحة حزبٌ يختلف مع البقية سياسياً لا مذهبياً.