أعلنت السلطات السعودية الأحد، أنها عثرت على جثة أحد جنودها الذين فقدوا على خلفية المواجهات العسكرية التي اندلعت في أكتوبر الماضي، مع المتمردين الحوثيين، على حدودها مع اليمن. وتناقلت وسائل إعلامية الخبر، مشيرة إلى أن السلطات السعودية أعلنت أنها عثرت على جثة الجندي سعيد بن حسن الشهرانى بعد أكثر من شهرين على اختفائه، أثناء المواجهات مع المتمردين الحوثيين. لكنها لم تقدم المزيد من التفاصيل تتعرض لمكان العثور عليه، أو ما إذا كان ضمن جنودها الذين اتهمت الحوثيين بأسرهم ، في وقت سابق، وطالبت بتسليمهم ضمن صفقة تبادل الأسرى. وكانت أنباء – غير مؤكدة – اشارت إلى دخول، رئيس الوزراء اليمني، الأسبق، حيدر أبو بكر العطاس، للتوسط بين المملكة والحوثيين، لإتمام صفقة الأسرى التي يتم بموجبها إطلاق الحوثيين لعدد خمسة جنود سعودين كانوا فقدوا أثناء الحرب، على أن يطلق الجانب السعودي عدداً ممن اعتقلت منهم، والذين يعتقد أن عددهم يصل إلى 31 مقاتلاً. وبعد أيام، من دخول إعلان أيقاف إطلاق النار، حيز التنفيذ (11 فبراير) بموجب موافقة الحوثيين الالتزام بشروط الحكومة اليمنية الستة – بضمنها شرط إطلاق سراح الجنود اليمنيين والسعوديين - أعلن الحوثيون عن إطلاق سراح ثلاثة من الجنود السعوديين، فيما تم الإعلان بعد أيام من ذلك، من طرف الحوثيين، تسليمهم لجان تنفيذ الشروط، جثث لثلاثة جنود آخرين، أكدوا متقلهم أثناء المواجهات. وفي حينها، أكد الناطق الرسمي للحوثيين محمد عبد السلام المتحدث أنه "تم تسليم جثث الجنود الثلاثة في بلدة شدى الحدودية". والجندي السعودي "الشهراني" الذي عثرت سلطات المملكة على جثته الأحد الماضي، كان ضمن أفراد اللواء الثامن عشر - الكتيبة الأولى. وينتظر الحوثيون من السلطات السعودية أن تطلق سراح من أسرت منهم أثناء الحرب، فيما يشدد الجانب السعودي على عدم التفاوض معهم إلا عبر الحكومة اليمنية. وكانت لجان تنفيذ الشروط الستة، أكدت في وقت سابق أنها أقنعت الحوثي بضرورة تسليم الأسرى السعوديين، دون أية اشتراطات، على ان يقوم الجانب اليمني بعد ذلك بالتفاوض مع السعودية حول إطلاق أسراهم. من جهة أخرى، تواصل لجان تنفيذ الاتفاق على الأرض، أعمالها على المحاور الأربعة. ويلاحظ أن هذا الأسبوع، على غير العادة، خلا من أي تبادل الاتهامات، بعد أن اشتدت منتصف الأسبوع الماضي، حيث اتهمت اللجنة الأمنية العليا الحوثيين – في بيان صدر بهذا الخصوص – بمماطلتهم، تنفيذ الشروط، وبخرق اتفاقية إيقاف إطلاق النار. ولتأكيد استباب الأمن في صعدة، أفاد مسؤولون محليون أن مئات المدارس بالمحافظة أعادت فتح أبوابها من جديد بعد إغلاق دام خمسة أشهر تقريباً منذ تجدد المواجهات في أغسطس الماضي. لكن وفي الوقت الذي بدأ الهدوء يسود محافظة صعدة بعد توقف إطلاق النار، أكدت مصادر محلية في محافظة الجوف – الحدودية – أن أبناء المنطقة يخوضون حرباً شبه يومية مع المتمردين الحوثيين. ورغم التطمينات الكثيرة للمواطنين في صعدة وسفيان، والحديث عن أن غبار الحرب قد ولى إلى غير رجعة، معززاً ببشائر السلام التي حلت على صعدة وما جاورها.. إلا أن ذلك الأمر قد يكون مقتصراً على تلك المناطق وحدها، مقارنة مع ما يحدث في بعض مناطق محافظة الجوف. وبحسب المصادر، فإن الوضع على الجبهة الشرقية فى محافظة الجوف غير مستقر، وآخذ في التصعيد منذ إعلان إيقاف الحرب. وتواجه الجوف إستياء شعبياً بسبب استمرار المواجهات هناك، بعد تجاهل الدولة لما يدرو في المحافظة، وتركها ملف تلك الجبهة مفتوحاً دون الإشارة إليه، بحيث باتت حدة المواجهات تتصاعد تدريجياً في بعض المناطق، وتتسم معظمها بطابع الثأرات والتصفيات على خلفية الحرب السادسة التي خلفتها في صعدة، لتتوسع بعد ذلك إلى بعض أطراف محافظة الجوف المجاورة. ويؤكد شهود عيان في مناطق المواجهات في المحافظة أن استمرارها يؤدي إلى حصد الكثير من المواطنين. وفي هذا الأسبوع تمكن قناصة يتبعون الحوثي من قتل علي يحيى حسن (20عاما) ينتمي لآل صالح حسين، وهي إحدى قبائل الأشراف- مديرية الزاهر. كما قتل كل من: عبدالله صلاح أبو حسين من قبائل الشولان، وعزيز الحاشدي، وجرح أحد أبناء الحسن الضمين على خلفية تلك المواجهات الدائرة بين الحوثيين وبعض رجال القبائل في مديريات الجوف الأعلى وبالأخص مديرية (الزاهر والمطمة) حيث يحكم أتباع الحوثى قبضتهم عليها، ويستحدثون العديد من نقاط التفتيش هناك. ومن جهة أخرى، ذكرت الأنباء الواردة من هناك أن الحوثيين قاموا صباح أمس الاثنين باحتجاز المواطن عزيز هرقل (أحد مواطني الزاهر) بتهمة التعاون مع مدير المديرية. وذكرت مصادر محلية أن اشتباكات دارت بين الحوثيين وآل الضمين أدت إلى مقتل أحد أفراد القبيلة بمديرية الزاهر الأسبوع الماضي. يذكر أنه - خلال الحرب الأخيرة- جرت مواجهات بين الحوثيين وآل الضمين (أقرباء خالد عبد الوهاب رئيس اللجنة العليا للانتخابات)، قتل فيها العديد من الأشخاص، كما دمرت مجموعة من المنازل والمزارع أثناء محاولة الحوثيين السيطرة عليها. وأدت المعارك المتواصلة خلال هذا الأسبوع في منطقة الزاهر إلى مقتل شخصين من رجال القبائل. كما أن جبهة الجوف المشتعلة –بشكل شبه يومي- بين عناصر الحوثى وقبائل الشولان وآل صقره بمديريات (الزاهر والمطمة) أدت إلى سقوط العديد من الضحايا، بينهم العقيد على مبارك قربان من قبيلة الشولان. وينتشر أتباع الحوثى على امتداد طريق الجوف – صعدة، حيث يحكمون على مديريات (الزاهر- المطمة - وطريق برط سفيان). وفي إحصائية أولية، أدت تلك الموجهات الدائرة بين قبائل الشولان وآل صقرة، ضد الحوثيين إلى مقتل أكثر من 47 قتيلاً وعشرات الجرحى، وخسائر باهظة في الممتلكات والمزارع. فيما يؤكد مواطنون هناك أن تلك المناطق تعرضت لقصف بالطيران الحربي الحكومي لمرات عديدة كانت معظمها تقع في صفوف المدنيين ومنازلهم عن طريق الخطأ. من جهة ثانية، تدور مواجهات بين الحوثيين وقبائل ذو زيد في مديرية برط، أدت إلى مقتل اثنين من أفراد إحدى النقاط العسكرية التابعين لحرس الحدود بحسب ما ذكرته بعض المصادر الصحفية في وقت سابق. وتتضاعف المخاوف لدى الناس هذه الأيام بشكل خاص مع توارد الأنباء عن وصول المزيد من المقاتلين الحوثييين للدعم، فيما تؤكد الأخبار أن القبائل هناك وضعت نفسها في حالة من التأهب التام في الوقت الذي لم تحرك فيه السلطة المحلية بالمحافظة ساكناً. ويطالب مشائخ وشخصيات سياسية واجتماعية في المحافظة الحكومة بضرورة تشكيل لجنة لإيقاف الحرب في الجوف، وتنفيذ الشروط الستة التي أدت إلى إيقافها، أو بإسناد الدور لإحدى اللجان الأربع التي شكلت لهذا الغرض. يذكر أن أحزاب المشترك في الجوف شددت، الأسبوع الماضي، على ضرورة أن يعم السلام كل مناطق صعدة وما جاورها، وصولاً إلى محافظة الجوف، التي ما زالت تشهد مواجهات مع الحوثيين بشكل شبه يومي، منذ إعلان التزام الحوثيين بتنفيذ النقاط الست. وطالبت أحزاب مشترك الجوف في بيان لها –بهذا الخصوص- الحكومة بضرورة إيلاء ما يدور هناك اهتمامها، معربة عن رفضها القاطع لما أسمته الاستثناء المتعمد للمحافظة، الأمر الذي قد يؤدي لتحويلها إلى ساحة مفتوحة للصراعات والتصفيات خلال المرحلة القادمة. وكان عدد من مشايخ المحافظة –بحسب موقع نيوز يمن- أمهلوا اللجنة المشرفة على تنفيذ النقاط الست بين الحكومة والحوثيين –الأسبوع الماضي- مدة 48ساعة لفك الحصار المضروب من الحوثيين عليهم في بعض المديريات . وقال هادي صقرة، وهو شيخ بارز في الجوف، ل"الوطن" إن أبناء مديريتي المطمة والزاهر يدعون اللجنة المشرفة بحرف سفيان للنزول إلى الجوف لفك الحصار الذي تفرضه عناصر الحوثي على القبائل الموالية للحكومة في حربها على التمرد في الحرب السادسة. وأوضح أن عناصر التمرد لا زالت منتشرة عبر المتاريس والنقاط على الخطوط الرئيسية والشعاب، وتقوم بالقنص ضد أبناء القبائل، مشيراً إلى قتل أحد أفراد قبيلته بين المطمة والزاهر وإصابة آخر بعد مقتل عقيد في القوات المسلحة الأسبوع المنصرم . وهدد بإمكانية أن يخوض رجال القبائل مواجهات مع تلك العناصر ما لم تبادر اللجنة إلى رفع النقاط وفك الحصار ورصد وإيقاف الخروقات .وأضاف الشيخ هادي أن العناصر المتمردة تمارس القنص ضد من يخرج للأسواق لشراء الغذاء والمؤن والاحتياجات المعيشية، فيما يلتزم أبناء القبائل ضبط النفس إزاء هذه الخروقات حفاظاً على توجهات السلام للدولة مع عناصر التمرد الحوثية. ومن ناحية إنسانية، يمر المئات من النازحين هناك بمعاناة كبيرة ونقص في المواد الغذائية، وانتشار للأمراض أمام ضعف واضح للاهتمام من جانب الجهات المعنية. وكانت أعداد كبيرة من النازحين قدمت من محافظة صعدة وبعض مديريات الجوف الغربية جراء الحرب التي كانت دائرة في صعدة بين الجيش والحوثيين.