نظم مركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام اليوم الخميس بعدن بالتعاون مع مركز المرأة للبحوث والتدريب بجامعة عدن ندون حول "مستقبل الإعلام اليمني بعد ثورات الربيع العربي". وفي الندوة التي حضرها باحثون وأكاديميون وصحفيون وناشطون في الحراك الجنوبي وأعضاء في مؤتمر الحوار الوطني، جرى استعراض خمس أوراق عمل أولها ورقة حول "صورة المرأة ودورها في إعلام ما بعد الثورة" قدمتها الصحفية ابتهال الصالحي ثم ورقة حول"الانتهاكات الصحفية ومستقبل الحريات الصحفية" قدمها رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين اليمنيين أمين أحمد عبده ثم ورقة حول "إعلام الحراك الجنوبي بين التحديات والتطلعات" قدمها الصحفي عبدالخالق الحود مراسل قناة الميادين الفضائية ثم ورقة"الإعلام والتغيير السياسي والاجتماعي" قدمها الصحفي مرزوق ياسين "وأخيرا ورقة حول " الاعلام في مخرجات الحوار الوطني " قدمها عضو مؤتمر الحوار الوطني زيد السلامي.
وافتتحت الندوة بكلمة للزميل باسم الشعبي رئيس مركز مسارات الذي قال فيها ان «اختيار موضوع هذه الندوة ياتي لعدة اسباب أولها أن ثورات الربيع العربي وفي المقدمة منها ثورة الحراك السلمي في الجنوب هي ثورات الكلمة اي ان الكلمة هي التي قادت الثورة، وثانيا:لان الاعلام هو الوعاء الحاضن لهذه الكلمة والفكرة السلمية وهو الذي لعب دورا كبيرا في رفع وعي الجماهير بأهمية الفكرة السلمية والنضال السلمي ثم تولى عملية الحشد ونقل العملية الثورية بكل تفاصيلها وأبعادها للناس فضلا عن كونه كان وما يزال المدافع الوحيد عن قيم الثورة السلمية ومبدأ ترسيخها في الواقع وهو الذي يتعرض لصنوف العسف والتنكيل في سبيل ما يؤمن به من افكار حضارية وسلمية في حق الشعوب ان تناضل سلميا وان تنال حقوقها وترسم مستقبلها».
وأضاف: «وثالثا: القول بان ثورات الربيع العربي السلمية في بنت الاعلام ووليد شرعي له لذلك جاءت فكرتنا في تنظيم هذه الندوة لقراءة مسارات ومستقبل الاعلام اليمني من زوايا مختلفة ومتنوعة».
ثم تحدثت الدكتورة هنا صالح نائب رئيس مركز المرأة للبحوث والتدريب مرحبة بالحضور مشيرة إلى أهمية الإعلام في حياة الناس مؤكدة أن تنظيم ندوة في الأعلام يعد خطوة جميلة لان الإعلام هو من يصنع الأحداث ويوجه الناس ويراكم الوعي لافتة إلى أن مسؤولية الإعلام تعد كبيرة جدا في نقل المعلومة والحقيقة بحياد وتحيز متمنية أن يشهد الإعلام اليمني تطورا كبيرا خلال الفترة المقبلة وان تسهم مراكز الدراسات والإعلام ومنها "مسارات" في تحسين بيئة الإعلام وتطوره في مدينة عدن لاسيما بعد تزايد عدد الإصدارات الصحفية والإعلامية عموما.
ثم جرى استعراض أوراق العمل حيث قالت ابتهال الصالحي في ورقتها حول"صورة المرأة ودورها في اعلام ما بعد الثورة": أنه خلال "الربيع العربي" ظهرت المرأة اليمنية بقوة على وسائل الإعلام، قياديةً وجزاء أساسياً من الثورة اليمنية التي بدأت في 2011. وتبلور تسليط الضوء على دور المرأة اليمنيّة بحصول توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام.
وأضافت انه ما لبث أن خفت تأثير الأصوات النسوية، ولم تعد القوى الحزبية تعطي للنساء الدور القيادي الذي كان موجوداً أثناء الحراك، وعادت القوى التقليدية نفسها لتتحكّم في الوضع السياسي، وأصبح صوت النساء شبه معدوم أمام صوت الرصاص والقوى القبلية والنزاع الطائفي القائم". حسب قولها.
أمين أحمد عبده رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين اليمنيين فرع عدن استعرض في ورقته حول "الانتهاكات ومستقبل الحريات" عدد من الانتهاكات الصحفية التي تعرض لها صحفيون وصحف محلية تعرضت للإغلاق والتوقف أبرزها صحيفة الأيام العدنية وكذا ما تعرضت له صحيفة "عدن الغد" وكذا توقف صحيفة "النداء" وسرقة محتوياتها حيث قال إنها أثرت على مسيرة الحريات الصحفية في البلاد.
وأضاف ان ما يحدث للصحفيين بعد ثورات الربيع العربي أعطى انطباعات غير مستحبه عن أنظمة ما بعد الثورات التي قال انها لا تختلف عن أنظمة ما قبل الثورات من حيث التعامل مع الصحافة والصحفيين.
وأشار إلى أن هناك انتهاكات أخرى يتعرض لها الصحفيون في عدن والجنوب عموما أبرزها عدم حصول الصحفيين على حقوقهم في التسويات والوظيفة وفوارقها المالية منذ أكثر من عام بالإضافة إلى عدم حصولهم على حقوقهم من العلاوات السنوية لعامي 2012-2013.
وفي ورقة حول «إعلام الحراك الجنوبي بين التطلعات والتحديات»، قال عبدالخالق الحود مراسل قناة الميادين الفضائية بعدن بأن الإعلام الجنوبي- بتعريف الهوية – السياسية والجغرافية ولد مرتبطا مع ببزوغ وولادة الحراك الجنوبي السلمي كحاجة وضرورة أملتها المرحلة ولأن المؤسسة الإعلامية في اليمن على تواضعها مقارنة مع طفرة الإعلام خارجها كانت تقبع كغيرها من المؤسسات تحت عباءة السلطة بكل اشكالها فقد عانت القضية الجنوبية جراء هذا الواقع تعتيما إعلاميا كبيرا ناهيك عن تحيز مناطقي لافت واصطفاف فردي وجمعي تجاه قضية الجنوب وحراكه السلمي منذ بدء انطلاقته. حسب قوله.
وأشار إلى ملاحقة السلطات الحكومية للصحفيين الناشطين في الحراك الجنوبي.
وقال الحود في ورقته أنه مع بداية العام 2011م وانطلاق ثورات الربيع العربي الشعبية وجد الحراك الجنوبي نفسه لاعبا أساسيا في المعادلة السياسية اليمنية.
وقال الحود ان الاعلام الجنوبي يعاني من قصور كبير جدا وانه بحاجة الى متخصصين وعمل مؤسسي حقيقي حتى يتمكن من ايصال رسالته للناس بصورة واضحة وموضوعية ودقيقة.
وتحدث الصحفي مرزوق ياسين في ورقته عن "الإعلام والتغيير السياسي والاجتماعي" قائلا ان الواقع لم يشهد أي تغيير فيما بعد ثورات الربيع العربي وان الاعلام اليمني فعلا فشل في مواكبة مرحلة ما بعد الثورة" مشيرا الى ان الاعلام اليمني يواجه تحديات كبيرة ليقوم بواجبه في معالجة ملفات مهمة وخطيرة يكمن في الانحياز للقيم والمعايير المهنية والتي تستلزم اطلاق ميثاق شرف لتحرير المهنة وحمايتها وهناك تجارب دولية رائدة في هذا المجال وهناك قرابة 62 ميثاق شرف يمكن الاستفادة منها.
ولفت الى ان هدف هذا الميثاق هو معالجة اشكالية اساسية وجوهرية غي العمل الصحفي القائم والمواقف المهنية الاخلاقية تجاهه واشكالية البناء المؤسسي وسيطرة الممولين والاعلانات ومراكز القوى على الصحف ووسائل الاعلام وكذا مواجهة ازمة المصداقية وفصل العمل الصحفي المهني عن الآراء والمواقف السياسية.
وتابع ياسين ان المناخ الاعلامي اليوم يتعرض للتقويض من الداخل بفعل المؤثرات الخارجية المحيطة به كما لايمكن اغفال الدور الذي لعبته وسائل اعلامية عديدة وبصورة اكبر وسائط ووسائل الاعلام الاجتماعي التي مكنت الناس من كسر حاجز القيود والسيطرة الاعلامية التي يقوم بها النظام السياسي ومراكز القوى والنفوذ.
وكان عضو الحوار الوطني زيد السلامي تحدث في الورقة الأخيرة حول"الاعلام في مخرجات الحوار الوطني" عن ما خرج به مؤتمر الحوار من قرارات وتوصيات لتحسين بيئة الاعلام في اليمن ودعم حرية التعبير حيث أشار إلى ان هناك توجه لتحويل وزارة الاعلام الى هيئة مستقلة للإعلام يديرها عدد من الصحفيين والمهنيين في الوسط الإعلامي لافتا الى تطوير التقنية الاعلامية وكذا تصحيح وضع وسائل الاعلام والصحف الصادرة وتسهيل عملية إصدار الصحف بحيث يستطيع من يرد إصدار صحيفة أخطار هيئة الاعلام ومن ثم اصدار صحيفة دون الحاجة للمعاملات الروتينية والوساطات.
وابدى السلامي تفاؤله في مخرجات الحوار الوطني الخاصة بالاعلام حيث قال انها سوف تسهم اذا ما طبقت الى نقل الصحافة والاعلام الى واقع اخر وتحسين مستوى الاداء وكذا الاهتمام بالصحفيين والعاملين في حق الصحافة والاعلام مطالبا وسائل الاعلام بممارسة الضغط لتنفيذ هذه المخرجات وكل مخرجات الحوار الوطني.
وبعد الانتهاء من الأوراق فتح باب النقاش والمداخلات حيث تحدث كل من الزملاء سيعد الصوفي وامين اليافعي وفؤاد التميمي وفهمي السقاف وفارس الجلال بمداخلات قيمة وضافية كما اتفق الحاضرون في الندوة التي أدارها رئيس مركز مسارات باسم الشعبي على الخروج بعدد من التوصيات أهما إيجاد ميثاق شرف للصحافة في عدن وكذا تحسين بيئة الإعلام والعمل الإعلامي والصحفي في عدن والجنوب والتعامل مع الصحفيين في هذه المنطقة المليئة بالاحداث كما يتم التعامل معهم في المركز من حيث الحريات والمساواة في الحقوق وفرص التأهيل والتدريب والسفريات وغيرها.
وفي ختام الندوة ألقت الدكتورة هدى علوي رئيسة مركز المراة للبحوث والتدريب كملة أشادت فيها بدور الإعلام والإعلاميين في التغيير مطالبه اياهم ببذل مزيدا من الجهود للارتقاء بمستوى العمل الاعلامي الذي قالت انه لا يمكن الاستغناء عنه لانه يقوم بدور كبير في حياة الناس وفي التغيير كما رحبت بالتعاون والشركة من قبل منظمات المجتمع المدني مع مركز المرأة وابدأت استعدادها لتقديم كافة اشكال الدعم لانجاح أية فعاليات قادمة.