غادرت «مسيرة السلام» التي شارك بها ناشطون شباب، اليوم السبت صعدة، بعد أن طافت عدداً من شوارع المدينة الواقعة في شمال اليمن والتقت عدداً من أبناء المحافظة رافعة الأعلام الوطنية وأصوات أغانٍ وطنية بصوت الفنان الكبير أيوب طارش في حالة نادرة منذ سيطرة جماعة الحوثيين المسلحة على المدينة. ويمنع الحوثيون منذ سيطرتهم على مدينة صعدة مطلع 2011 المواطنين من تشغيل الأغاني في مسجلات سياراتهم أو حفلات الزفاف، وأغلقوا محلات بيع أشرطة الأغاني أو تلك التي تُزود الهواتف المحمولة بنغمات الأغاني.
لكن صوت الأغاني الوطني لم يمر دون مضايقة، حيث هاجم بعض الحوثيين السيارة التي تحمل مكبر الصوت الذي يبث صوت الأغاني الوطنية وهددوا من عليها ب«القتل» إن لم يغلقوا صوت الأغاني، لكنهم رفضوا، قبل أن يتدخل بعض قيادات الحوثيين ويسمحوا للسيارة بالمرور، بحسب ما ذكره المصور محمد اليمني الذي يرافق المسيرة، والذي أشار إلى ان الحوثيين حاولوا منعه من التصوير إلا أنه تجاهل الأمر.
وطافت المسيرة بشوارع مدينة صعدة والتقت أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة، والذي رحب بالمسيرة، مُثمناً جهودها في المشاركة في السعي لصنع السلام وإيقاف الحروب.
من جانبه، قال هاشم الأباره منسق مسيرة السلام ان الحملة تهدف إلى نشر الحب والتسامح والسلام بين افراد المجتمع اليمني، مؤكداً حرصها على استهداف مناطق الحروب والمشاركة في صنع السلام في هذه المناطق.
وأشار الي ان هذه المسيرة بدأت انطلاقتها من صنعاء مرورا بمنطقة همدان، وأقامت بعض الانشطة فيها، وتوجهت بعدها إلى عمران حيث التقت بالحوثيين هناك والسلطة المحلية لتواصل مسيرها إلى محافظة صعدة التي قال انها ظلمت وعانت من الحروب من النظام السابق.
لكنه أبدى تخوفها من «ان تتحول صعدة من مظلومة إلى ظالمة»، مشيراً إلى ان «ما يجمع ابنا الشعب اليمني اكثر مما يفرقهم».
من جانبه، قال حمزة الكمالي، الذي شارك بمؤتمر الحوار الوطني، ل«المصدر أونلاين» ان رسالة هذه المسيرة واضحة وهي من أجل ان يتوقف الناس عن الحرب، مؤكداً على ضرورة نزع سلاح كافة الاطراف بدون استثناء، وان يكون السلاح حكرا على الدولة.
وطالب «جماعات العنف بالكف عن قتل الجنود والكف عن قتل المسيرات السلمية»، مضيفا «نريد كما غيرنا اليمن في 2011 ان نغيره الآن برسالة السلام».
وغادرت المسيرة بعد الظهيرة متجهة إلى العاصمة صنعاء.
وكان ناشطون في صعدة طالبوا المشاركين في مسيرة السلام بزيارة بلدة دماج التي شهدت معارك بين جماعة الحوثيين المسلحة ومسلحين سلفيين وانتهت بتهجير السلفيين من البلدة، لكن المسيرة فضلت العودة إلى صنعاء.