انقسم محللون أمنيون أمريكيون حيال ما إذا كانت واشنطن قد علمت مسبقا بالاجتماع الذي عقده قادة تنظيم القاعدة في اليمن مؤخراً، خاصة وأن نشاط طائراتها مستمر في الأجواء اليمنية، في حين قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن التسجيل «لم يفاجئها». وظهر قادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، من بينهم زعيم التنظيم ناصر الوحيشي، مع عشرات من عناصر التنظيم، في حفل لاستقبال عناصر القاعدة الفارين من السجن المركزي بصنعاء بعد هجوم شنوه يوم 13 فبراير الماضي.
ونقل موقع «سي إن إن العربية» عن محلل الشؤون الأمنية لدى الشبكة بيتر بيرغن قوله «لا يمكنني تخيل فرضية أن الولاياتالمتحدة علمت بحصول الاجتماع، فخلال العام الجاري جرت سبع غارات لطائرات تعمل دون طيار في اليمن، وبالتالي فإن البرنامج مازال مستمرا.. لا يمكنني الجزم بمعرفتهم بهذا الاجتماع ولكن المنطق يقتضي أنهم كانوا يجهلون حصول اللقاء».
وعن أسباب عرض التنظيم لهذا التسجيل قال بيرغن: «الفيديو معروض لغرض دعائي. هم يريدون القول أنهم هنا ومازالوا يعملون، وفي الواقع فإن هذه الجماعة خطيرة».
ونقل الموقع عن الجنرال المتقاعد مارك كيميت توقعه أن يشكل التنظيم خطرا مستقبليا على الولاياتالمتحدة بحال تمكن من مواصلة ترتيب صفوفه وتنظيم عناصره مضيفا: «من المستبعد ألا يكون لدى الولاياتالمتحدة فكرة عن هذا اللقاء، ولكن السؤال ليس ما إذا كنا نعرف أم لا. المهم هو ما الذي نعتزم القيام به؟».
وقال موقع «سي إن إن» إن ناصر الوحيشي يعتبر الرجل الثاني وولي العهد في التنظيم العالمي الذي يتزعمه أيمن الظواهري.
وظهر في الاجتماع عشرات من عناصر القاعدة مع عدد من القيادات في الوقت الذي تبدو فيه المجموعة حاضرة دون أي مخاوف من احتمال توجيه ضربة لها من خلال غارة بطائرة دون طيار.
ونقل الموقع عن المحللين قولهم ان خطوة المجموعة تكمن في وجود شخص فيها قادر على صنع القنابل التي لا يمكن اقتفاؤها، وهو إبراهيم العسيري. وبحسب خبراء بشؤون الاستخبارات فإن العسيري لم يظهر في هذا الفيديو إلا أن المعلومات تشير إلى عودة تنظيم القاعدة للوسائل القديمة في التواصل من خلال استخدام أشخاص لحمل الرسائل، ما يصعّب عملية رصدها.
أما وزارة الخارجية الأمريكية، فقالت الناطقة باسمها، ماريا هارف: «القول بأن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو تهديد لأمريكاواليمن وسائر شعوب المنطقة ليس أمرا جديدا. لقد حاولوا شن هجمات ضد أمريكا في السابق ونحن نعمل عن كثب مع الحكومة اليمنية بمحاولة لاعتقال الناشطين بهذا التنظيم والضغط عليه».
وتابعت هارف قائلة: «لكن يمكنني القول بأن التسجيل غير عادي بالنسبة لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية» خاصة لجهة إظهاره لزعيم التنظيم، ناصر الوحيشي، مضيفة: «لا يمكننا طرح استنتاجات عامة حول قوة القاعدة من خلال تسجيل واحد، فنحن نعرف أن التنظيم يزداد قوة». بحسب ما نقله موقع (سي إن إن) بالعربية.