أعلن رسميا عن رحيل مدرب برشلونة السابق، تيتو فيلانوفا، بعد صراع طويل مع مرض السرطان. وكان مستشفى كويرون في برشلونة ، الذي يعالج به المدرب، قد أعلن اليوم أن حالة فيلانوفا الصحية أصبحت حرجة بعد العملية الجراحية الطارئة التي أجراها بسبب مشاكل في المعدة، قبل أن يعلن لاحقا وفاة المدرب الأسباني.
واكتشف فيلانوفا مرضه في عام 2011 عندما كان مدربا مساعدا لجوسيب جوارديولا في تدريب برشلونة قبل أن يخلفه في 2012 ويقود برشلونة للقب الدوري الأسباني رغم غيابه عن مقعد المدير الفني للفريق عدة أشهر بسبب وجوده في نيويورك للعلاج.
واستقال فيلانوفا من تدريب برشلونة في عام 2013 بعدما ساءت حالته الصحية وأصبح بحاجة إلى التفرغ للعلاج وحل مكانه المدرب الأرجنتيني خيراردو مارتينو.
فيلانوفا .. مصارع التحديات الذي عاش وفارق الحياة بهدوء بعد صراع دام أكثر من عامين ، انتصر مرض السرطان على المدرب الكتالوني الشاب تيتو فيلانوفا ، وحرمه من استكمال مشواره مع كرة القدم والحياة في عمر 45 عاما. فارق تيتو الحياة بهدوء ودون ضجيج ، تماما كما حضر إليها وكما عاش فيها وكما كانت شخصيته كلاعب ومدرب. تغيرت حياة تيتو الهادئة منذ نوفمبر 2011 ، حيث اضطر لإظهار الجانب القتالي والبطولي في شخصيته خلال معركته مع سرطان الحلق. ولد فيلانوفا بمدينة جيرونا يوم 17 سبتمبر عام 1968 وسط عائلة من الطبقة الوسطى، وكان والده جواكيم عمدة للمدينة التي كان عدد سكانها يزيد بقليل عن 600 نسمة ، وذلك بين عامي 1991 و2003. انضم لمدرسة "لاماسيا" للناشئين التابعة لنادي برشلونة في سن ال14 ، وهناك تعرف على بيب جوارديولا ونشأت بينهما صداقة قوية، امتدت حتى قادا سويا أفضل فريق في تاريخ النادي. عرف بشخصيته الإيجابية ، وكانت أكثر جملة يرددها "كل شيء سيكون بخير"، كان يعشق الموسيقى والحياة الهادئة والمأكولات التي تعدها حماته. تزوج تيتو من مونتسي شوري مصممة الجرافيك عام 1992 ، وأنجبا "كارلوتا" التي تدرس حاليا علم إدارة الشركات، و"أدريا" الذي يلعب في قطاع الناشئين بالبرسا، ومن المحتمل أن يكون نجما مستقبليا في نفس النادي. ورغم أنه بدأ مسيرته كناشيء للبرسا ، إلا أنه اضطر للاحتراف في أندية أخرى بعيدا عن حدود كامب نو ، حيث لعب لفرق فيجيريس وسلتا فيجو وباداخوس ومايوركا ولييدا وإلتشي وجرامينيت. اضطر تيتو لاعتزال الكرة عام 2002 بسبب مشاكل بالركبة ، وفي 2003 بدأ عمله كمدرب في قطاعات الناشئين ببرشلونة الذي عاد اليه بعد طول غياب، وتدرج حتى وصل للفريق الأول كمساعد لجوارديولا بدءا من موسم 2007-2008. عاش فيلانوفا أفضل سنواته على مقاعد مدربي البرسا وحقق المجد مع رفيق الدرب جوارديولا بالتتويج بجميع البطولات المحلية والقارية والعالمية ، إلى أن قد�'ر له حمل اللواء من بيب وتولي القيادة في 27 أبريل 2012 ، حين قرر الاخير الراحة لمدة عام والانعزال في الولاياتالمتحدة قبل أن يقبل تدريب بايرن ميونخ الألماني. الضغوط التي ألقيت على عاتق تيتو حين أصبح المدرب الأول للفريق تزامنت مع اكتشاف بالصدفة ورم بالحلق قبلها بأشهر، بالتحديد في 21 نوفمبر 2011 ، اثناء فحص طبي على أذنيه. في ديسمبر 2012 كان الإعلان الرسمي عن المرض، ورغم ذلك واصل الفريق مشواره في الليجا وحقق أفضل نتائج في الدور الثاني (18 فوز وتعادل واحد) ليتوج باللقب معادلا الرقم القياسي لريال مدريد في الموسم السابق مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بإنهاء البطولة ب100 نقطة. اضطر تيتو للسفر الى نيويورك في رحلة علاج، وترك منصبه مؤقتا لمساعده جوردي رورا، لكنه عاد في أبريل 2013. كافح تيتو المرض حتى انتهى الموسم، ثم اتفق مع مسئولي النادي على إنهاء التعاون بينهما للتفرغ لمعركته مع السرطان، وودع برشلونة رسميا في 20 يوليو الماضي. كتب تيتو في وداعه للنادي وجماهيره في بيان موجز "هذه لحظات صعبة بالنسبة لي، لذا أطالب وسائل الاعلام بالاحترام والتفهم، لقد تركت تدريب البرسا لكي أنال الهدوء والخصوصية التي احتاج لها أنا وعائلتي في تلك الظروف". من حينها اختفى فيلانوفا عن الانظار، لكنه ظل حاضرا في قلوب مشجعي البرسا بل والفرق المنافسة الذين قدموا الدعم والمؤازرة له في محنته، وتمنوا له الشفاء، على أمل أن يكرر معجزة لاعبه السابق الفرنسي إريك أبيدال، الذي عانى من نفس ظروف المرض مع سرطان الكبد، ونجح في العودة واللعب حاليا مع موناكو. وغاب اسم فيلانوفا عن الصحف، الا نادرا حين يتم التقاط صورة له في الخفاء وسط مدرجات كامب نو، حيث حرص على تشجيع فريقه في بعض المناسبات من داخل الملعب رغم تعبه، كما كان يحضر بعض مباريات ابنه أدريا. وعادت سيرة فيلانوفا للصحف ووسائل الاعلام في الساعات الاخيرة للإعلان عن دخوله المستشفى في حالة حرجة يوم الجمعة الماضية، وإجرائه عملية جراحية عاجلة، قبل أن تعلن عائلته وناديه نبأ الوفاة المفجع اليوم، ليرحل في هدوء كما عاش في هدوء، وتبقى سيرته كشخص مهذب وبطل شعبي لدى انصار البلاوجرانا.