لا حماية للصحفي اليمني، لا بشكل قانوني ولا واقعي حين يخرج لأداء عمله. هذه أهم خلاصة تظهر من استبيان أجراه مشروع «ساحة شباب اليمن» الذي تنظمه إذاعة هولندا العالمية «هنا صوتك» بالتعاون مع عدد من أجهزة الإعلام اليمنية. شارك في استبيان «ساحة شباب اليمن» 1119 شخصاً، 76 بالمئة منهم من الذكور و24 بالمئة إناث. تراوحت أعمار المشاركين في الاستبيان بين 15-73 بمتوسط عمر بلغ 25 عاما. كانت النسبة الكبيرة من المشاركين من العاصمة صنعاء 43% تليها عدن بنسبة 24% ثم تعز 17% أما المشاركة الأقل فكانت من مدينة الحديدة 4%.
الصحافة اليمنية حرة؟ يرى غالبية المشاركين في الاستبيان (68%) إن الصحافة اليمنية لا تتمتع بالحرية الكاملة التي تتيح لها تناول أي موضوع أو قضية. أما الذين يعتقدون فعلا بأن مثل هذه الحرية موجودة ومتاحة فقد بلغت نسبتهم 26% فيما أجاب 6% بأنهم لا يعرفون ما إن كانت الحريات الصحفية كافية أم لا.
اللافت للنظر أن 28% من الرجال ينظرون بشكل ايجابي لحرية الصحافة في اليمن فيما تتخذ نسبة 20% من النساء موقفا اكثر تشككاً.
بالنظر لعامل العمر انقسمت الآراء وتباعدت بين ثلاث فئات عمرية. الشريحة الأولى من سن 20 إلى 29 متشائمة ولا ترى أي حرية للصحافة في اليمن. الفئة الثانية من سن 30 إلى 35 عاما وأكبر يعتقدون بأن مثل هذه الحرية متاحة ومتوفرة. أما الشريحة العمرية اقل من 20 عاما فلا يبدون اهتماما كبيرا 13% من جملة المشاركين.
جغرافيا نجد أن شباب جنوباليمن يتسمون بنظرة أكثر سلبية لأوضاع حرية التعبير مقارنة بنظرائهم في الشمال. الغالبية العظمى من المشاركين من عدن لا يرون أي حرية للصحافة تمكنها من معالجة القضايا التي تهمهم 84%. تتراجع هذه النسبة في مدينة صنعاء إلى 66% وفي تعز إلى 59% ومع ذلك فهي نسب كبيرة تفوق نصف عدد إجمالي عدد المشاركين في الاستبيان.
مؤثرات سالبة سُئل المشاركون أيضا عن أهم عاملين يؤثران سلبا على حرية الصحافة في اليمن وترك لهم خيار الاختيار بين تدخلات أجهزة الأمن والحكومة، العوامل القانونية، التهديد المباشر للصحفيين وانتشار الأمية. جاءت التهديدات المباشرة بحق الصحفيين في المرتبة الاولى في قائمة هذه العوامل السالبة حيث أجابت نسبة 76% من المشاركين بأنها العامل الأكثر تأثيرا. يلي ذلك مباشرة عامل تدخل الحكومة والجهات الأمنية 75%.
داخل هذه النسبة هنالك ثمة اختلاف بين الأقاليم. المشاركون من عدن يعتقدون بنسبة أكبر من المشاركين من صنعاء بأن أهم التأثيرات السلبية على حرية الصحافة تأتي من جهة تدخلات الحكومة والتهديدات المباشرة بحق الصحفيين. كما أن هنالك فروق أيضا في النظر لمسألة الأمية التي لا ينظر لها المشاركون كسبب أو عامل مهدد لحرية الصحفة بعكس المشاركين من صنعاء. كما أن الأمية قد جاءت في المرتبة الثالثة بعد تدخلات الدولة والتهديدات المباشرة لتحل محل العامل القانوني.
حماية الصحفيين ماهي الحماية المتوفرة للصحفي في اليمن من ناحية قانونية وفي الممارسة العملية أثناء تأدية واجبه؟ سُئل المشاركون إلى أي حد يتفقون مع فرضية وجود حماية كافية للصحفيين اليمنيين من ناحية قانونية ومن ناحية عملية حين أداء واجبهم اليومي. أكثر من نصف عدد المستجوبين أجاب بأن مثل هذه الحماية لا تتوفر. نسبة 33% تتفق بشكل جزئي مع فرضية وجود حماية فيما رأت نسبة قليلة بلغت 5% وبشكل قاطع وجود حماية كافية للصحفيين تمكنهم من أداء واجبهم.
ظهرت هنا فروق في إجابات الجنسين، الإناث يعتقدن بشكل أكبر أن الصحفيين لا حماية لهم 66% مقابل نسبة 52% من الذكور. كذلك نرى هذه الاختلافات بين الأقاليم. المشاركون من عدن لا يرون أن الصحفيين يتمتعون بالحماية اللازمة 70% بينما تتراجع هذه النسبة إلى 50% في تعز و49% في صنعاء.
ينشر هذا التقرير بناء على اتفاق الشراكة بين المصدر أونلاين وإذاعة هولندا العالمية