أكدت مصادر قبلية توقف المواجهات التي نشبت السبت بين مسلحين حوثيين من منطقة "المأخذ" وقبائل من أبناء منطقة "الحجز" بمحافظة عمران، بعد وساطة قادها مشايخ في عمران نجحت في إبرام هدنة لوقف إطلاق النار بين الجانبين لمدة يوم واحد فقط. وقال مصدر قبلي ل"المصدر أونلاين" إن المواجهات المسلحة بين مسلحي الحوثي وأبناء القبائل تجددت في بادئ الأمر عقب صلاة الجمعة الماضية، على إثر قدوم أطقم تقل مسلحين حوثيين من مديرية "الماخذ"، الخاضعة لسيطرة المسلحين الحوثيين، إلى منطقة "الحجز" المجاورة وقاموا بأعمال استفزازية ومحاولة السيطرة على بعض الجبال وعمل متارس، الأمر الذي أدى إلى مناوشات تطورت لاحقاً إلى مواجهات مسلحة.
وكذب المصدر مزاعم مسلحي الحوثي بشأن أسباب تلك التداعيات الأخيرة، حيث يتهمون أنصار حزب الإصلاح في المنطقة بعمل متارس في بعض الجبال بمنطقة "الحجز".
وأوضح أن لجنة وساطة يقودها مشايخ وأعيان من محافظة عمران نجحت، الجمعة، في إبرام هدنة أولى لوقف إطلاق النار بين الجانبين ليوم واحد انتهت، صباح السبت.
وأفاد المصدر بأنه وبمجرد انتهاء مدة الهدنة الأولى تجددت المواجهات مباشرة بعد أن كان الحوثيون عززوا أنفسهم بقدوم مجاميع مسلحة أخرى من منطقة "المأخذ" وقاموا بمهاجمة المنطقة بأسلحة رشاشة، ما أسفر عن مقتل شخص من أبناء "الحجز" يُدعى صالح الهمداني، بينما جرح أربعة آخرون جميعهم من أبناء المنطقة.
وكانت محافظة عمران شهدت منذ قرابة شهرين هدوءاً نسبياً – لكن قلقاً - بعد أن هدأت جبهة المواجهات المسلحة التي يخوضها مسلحو الحوثي في المحافظة، والذين – وبحسب اتهامات أبناء القبائل هناك - قدم معظمهم من محافظة صعدة ومناطق ومديريات مجاورة بعضها تابعة لمحافظة عمران، لكنها أصبحت تحت سيطرة الحوثيين مؤخراً.
وبحسب المصدر القبلي، تدخلت وساطة المشايخ مجدداً لوقف تلك التداعيات الأخيرة، مؤكداً أن جهود الوساطة القبلية تكللت بالنجاح مرّة أخرى في إبرام هدنة لوقف إطلاق النار بين الجانبين، ولكن لمدة يوم واحد فقط.
وحيث يفترض أن تكون الهدنة انتهت يوم أمس الأحد إلا أنه وحتى وقت متأخر من مساء أمس لم ترد أية معلومات عن تجدد المواجهات.
وأكد المصدر أن مشايخ لجنة الوساطة كانوا يسعون إلى عقد هدنة طويلة لمدة شهر كامل، إلا أنه أشار إلى أن هذا العرض تم رفضه من جهة مسلحي الحوثي في الوقت الذي قبل به مشايخ منطقة "الحجز".
وأمس، نقل موقع "26 سبتمبر نت" تصريحات نسبها لمصدر في اللجنة المكلفة بحل النزاع في محافظة عمران، أكد فيها أن المسلحين من قريتي الماخذ والحجز بدأوا اليوم (أمس الأحد) بالنزول من الجبال نتيجة التوترات والحشود المسلحة التي حدثت بينهما خلال اليومين الماضيين.
وبحسب الموقع الإخباري التابع لوزارة الدفاع، أوضح المصدر أنه تم التواصل مع الأطراف المعنية للتهدئة وإيجاد صُلح قبلي لنزع فتيل الأزمة وبما يحافظ على الأمن والسلم الاجتماعي ويحقن دماء المواطنين في المحافظة.
وتثار شكوك على شبكات التواصل الاجتماعي نُشرت من بعض الناشطين السياسيين والحقوقيين، بشأن أسباب توقيت جماعة الحوثي لتجديد معاركها في محافظتي عمران، وكذا في مديرية الرضمة بمحافظة إب، حيث تجددت الاشتباكات هناك مساء الجمعة أيضاً بين مسلحين موالين للحوثي مع مسلحين من أبناء المديرية، أدت إلى مقتل ثلاثة مواطنين بينهم امرأة.
وتساءل الناشطون عن مغزى هذا التوقيت، حيث تخوض قوات الجيش والأمن معارك موسّعة منذ نهاية الشهر الماضي ضد عناصر وأوكار تنظيم القاعدة بمحافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين..!!