* هل كنت مندهشا؟! .. لا بل مفجوعاً وأنا أقرأ التحقيق الذي نشرته المصدر عن المناهج التي يدرسها صغارنا في بعض مدارس صعدة الواقعة عملياً تحت سيطرة "السيد" ومليشياته المسلحة بالعنف والطائفية والصرخة. * بصراحة اعتقدت أن هناك من يحاول تشويه السمعة (العطرة) لأنصار الله السلميين والداعين للتآلف والمحبة - كما يردد سيدهم في خطاباته- حتى وقع في يدي منهج الرياضيات للصف الثاني الابتداتي، ألّفه الحوثيون وكتبوا عليه "منهج صيفي" وقيل أيضاً إن أطفال صعدة يدرسونه في مدارسهم الحكومية.. وما إن قرأته حتى أيقنت أن طفلي لو درس هذا المنهج لأصبح خبيراً في العنف، ولن يصل الى الصف السادس الا وقد قتلني وفجّر البيت ولغّم الحارة ووضع المتاريس أمام غرفة والدته.
* في مطلع الكتاب تجد أحد أمثلة درس "الجمع" يتحدث عن محمد الذي اشترى بندقاً وجعبة، فكان سعر البندق ..... ريال وسعر الجعبة .... ريال، فكم صار المجموع؟ المؤكد ان الناتج من عملية الجمع "المسلحة" لن يقل عن "دستة قتلى" وكم جريح دعاية.
* وهذا مثال آخر: يقوم اليهود والأمريكان بتدريب مجموعة من اليمنيين وعددهم .... وسمتهم "القاعدة" ودربت كتبية من الجنود اليمنيين عددهم ..... فكم مجموع الكل؟ ما الذي أفهمه من هذا المثال؟ تعليم الطفل ان من يقوم بتدريب الجيش اليمني والقاعدة هم نفس اليهود الأمريكان، يعني الجيش وتنظيم القاعده (Made in USA)، ولأن الصرخة تدعو بالموت لليهود والأمريكان فحتى تصل اليهم عليك بقتل جنود الجيش اليمني على اعتبار أن "الأقربون أولى بالموت".
* وهذا مثال تجاري... يبيع مجموعة من الأشخاص بضاعة أمريكية واسرائيلية بمبلغ .... ريال وباع مجموعة آخرون قمحاً أمريكياً بمبلغ .... ريال فكم صار المبلغ الذي يدخل جيوب الأمريكيبن والإسرائليين.
* ألم يكن أسهل لو أن المثال الأقرب الى أطفال صعدة وكان مجموع ما تم بيعه رماناً وتفاحاً وعنباً.. وبالتالي ستدخل مجموع هذه المبالغ الى جيوب مزارعي صعدة، خاصة إذا ما اكتشف الطلاب أن علي البخيتي الناشط جداً باسم الحوثيين قد وضع ملصق "قاطعوا البضائع الأمريكية" على سيارته الأمريكية من نوع جيب، وطبعاً أكيد المبلغ لم يدخل الى جيب عنترة بن شداد.
*لكن يبدو أن هناك تجارة واحدة مسموح بها غير تجارة القمح الأمريكي، كهذا المثال ليستطيع الصغار تأمين مستقبلهم التجاري. في أحد الأسواق يوجد محل لبيع السلاح فيه بنادق ومسدسات، كم يوجد قطعة سلاح في المحل! ما شاء الله والتجارة! يعني اشترِ ثلاثة رشاشات واحصل على شهيد دعاية.
* ولم ينسَ واضعو المنهج (جزاهم الله خيراً) ربط الطفل بأوضاع أمته العربية فوضعوا له هذا المثل: قتل الصهاينة في لبنان حوالي ... مواطن وقتلوا في غزة حوالي ... في الحرب الأخيرة ... فكم صار عدد الشهداء في البلدين ... الإجابة عند حزب الله وحركة حماس.
* أما أمثلة عمليات الطرح فلا تختلف عن أرض معركة مليئة بالقتلي والأشلاء ما عدا مثالاً واحداً اقترض فيه بلال مبلغ .... من صديقه قاسم، وبعد أسبوع سدده نصف المبلغ فكم بقي عند بلال لصديقة قاسم؟. أحد الخبثاء قال لايزال بلال بن رباح عبداً مديناً حتى في مناهج الصغار ومطلوب منه السداد لقاسم.
* أما بقية الأمثلة فكلها أسلحة غنمها "المجاهدون" بأنواعها المتعددة.. كل هذا في صف ثاني ابتدائي.. وناجح ومنقول الى أرض المعركة وما بيجي صف سادس الا وقده شهيد وفي برنامج "رجال عاهدوا" على قناة المسيرة.
* تخيلوا معي أسئلة الامتحان كيف ستكون: فجّر ما تحته خط، انسف الإجابة الخاطئة، ضع لغماً أمام الاختيار الصحيح، اختر الرصاص المناسب للبنادق التالية...، دمّر مابين القوسين.