في ناصية الشارع انتصبت صورة للشهيد ابراهيم الحمدي على لوحة كبيرة خارج قاعة «أبولو» بصنعاء، كانت تشهد حفل تدشين المؤتمر الحادي عشر للتنظيم الوحدوي الناصري. اختار الناصريون في اليمن اليوم الأربعاء أول تحرك منذ 9 أعوام، يمهد لدفع وجوه جديدة تتقلد مهمة قيادة الحزب القومي الذي تشتت قواه وظل مأسوراً بتحركات سياسية محدودة.
بموازاة الشعارات التي كتبت على جدران القاعة، كانت كلمات المتحدثين تنشد على نهج جديد لقيادة التنظيم، وقال أمين عام التنظيم الوحدوي الناصري سلطان العتواني خلال كلمة له في المؤتمر «هناك خطوات في سبيل انجاز عملية التغيير وأبرزها انعقاد مؤتمر الحوار الوطني وما حققه من نتائج وخرج به من مخرجات تخدم المصلحة العليا للوطن».
وأضاف ان اليمنيين والقوى السياسية اختارت عقب ثورة الشباب السلمية الطريق السلمي والحوار والوفاق الوطني والشراكة وعدم إقصاء أحد.
وقال العتواني ان الحوار الوطني مثل أهم مرحلة من مراحل تنفيذ الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وخلق حالة وعي سياسي واجتماعي ووطني رغم كل محاولات الإعاقة التي حاول البعض وضعها في الطريق أثناء الجلسات.
وتطرق رئيس أحزاب اللقاء المشترك حسن زيد عن مجمل القضايا والأحداث، وكرس كلمته في إشادات ومباركات كالها للناصرين بتنظيم مؤتمرهم.
وشهد حفل التدشين قادة سياسيون، ومستشارين للرئيس عبدربه منصور هادي، وممثلين عرب عن قوى وتيارات قومية.
وقال عضو الامانة العامة للتنظيم الناصري عبدالله فارع ل«المصدر أونلاين» إن تنظيم مؤتمر لحزب سياسي بينما آخرون يخوضون حروبا خاسرة، يشكل خطوة جيدة لتحقيق الدولة المدنية التي ينادي بها الشعب.
وأضاف فارع ان تنظيم المؤتمر الحادي عشر للتنظيم كأول عملية ديمقراطية تنافسية بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق في عام 2011، تمنح للناس أملاً جديداً في الحياة.
وتابع «المؤتمر سيساهم في تنظيم هيكلية جديدة للتنظيم الناصري الذي سيساهم هو بدوره كذلك على إبقاء الحوار والعمل السياسي الأساس والمنطلق نحو اخراج البلاد من أزماته».
وأفاد فارع إن المكون الكبير للشباب والمرأة المشارك في المؤتمر يشير إلى إن التنظيم شرع في ضخ دماء جديدة للعملية السياسية في البلاد، ويدحض الاتهامات الموجهة لقيادة الناصري بأنها سيطرت على قيادة العمل السياسي واستغلت جهود الشباب.
ودعا الشباب إلى أن يعوا أهمية المرحلة، وعظم التضحيات التي ناضل بها الجيل المؤسس بقيادة عيسى سيف ورفاقه.
وأدان فارع الحرب الدائرة في عمران، ودعا الجهات المسؤولة إلى إيقاف مسلسل الموت هناك، وقال إن التنظيم الناصري يرفض بشدة الحرب ويدعم الحوار كحل أساسي ووحيد لها.
وقال الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور ل«المصدر أونلاين» إن المؤتمر العام للتنظيم الناصري يأتي في وقت حرج تعيشه البلاد العربية بشكل عام واليمن بشكل خاص، وتنظيمه يعد انجازا كبير للحركة القومية العربية.
وتابع إن ما تحتاجه البلدان العربية بعد ثورات الربيع العربي هو إنعاش للعملية الديمقراطية في العملية السياسية.
وذكر «بشور» إن تنظيم المؤتمر الحادي العشر للتنظيم الناصري في اليمن يعطي مجال فهم واسع لمعنى الديمقراطية، ودلالة على أن الناصريين في الوطن العربي هم من السباقين إلى إشراك المواطن العربي في تحقيق مستقبله.
ولفت إلى إن مثل هذه الفعاليات السياسية تمنهج للمواطن والفرد قيم أساسية وفاعلة في التمكين السياسي من خلال صياغة المفاهيم والتنظيمات المحددة لبناء الدولة والمجتمع.
وأشاد بشور إلى مواقف التنظيم الناصري في اليمن التي تؤصل القيم المثلى للحركة القومية العربية.
وقال إن تحالف أحزاب اللقاء المشترك في اليمن جسد القومية العربية والإسلامية بتحالف الناصريين والإسلاميين واليساريين والقوميين.
والتنظيم الناصري أحد الأحزاب المنضوية في تكتل اللقاء المشترك التي تملك نصف مقاعد الحكومة التوافقية، ولديه مقعد واحد (وزارة الإدارة المحلية).
وأوضح نائب الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري علي اليزيدي أن انعقاد المؤتمر يأتي تتويجاً لدورة انتخابية كاملة شارك فيها آلاف الأعضاء من المراكز والمناطق التنظيمية والقطاعات الفئوية والمهنية وصولاً إلى مؤتمرات الفروع بالمحافظات وكذا نضال الناصريين على امتداد الساحة الوطنية منذ انعقاد المؤتمر الوطني العام العاشر في فبراير 2005.
وقال «ينعقد المؤتمر في ظل الظروف الأمنية والأزمة الاقتصادية وأعمال الإرهاب التي يتعرض لها الوطن، ما يمثل تحدياً يعبر عن صحة خيارات التنظيم وتضحياته ويؤكد وقوف الناصريين في طليعة القوى لمواجهة تلك التحديات إلى جانب القوات المسلحة والأمن».
وعبر اليزيدي عن تطلعه في أن يكون المؤتمر محطة مراجعة وتقييم للفترة الماضية وأن يكون إضافة جديدة لتجربة التنظيم والعمل الوطني والقومي تكفل إحداث تغييرات في الآليات والإجراءات وتطورات الأساليب وتعميق الممارسة الديمقراطية وتوسيع المشاركة في صنع القرارات والمواقف العامة للتنظيم.