وسعت جماعة الحوثيين رقعة المواجهات بينها وبين قوات الجيش في مديرية همدان، ونشرت مسلحيها في عدد من الجبال في الضواحي الشمالية والشمالية الغربية للعاصمة صنعاء، بالتزامن مع استمرار المواجهات في محيط محافظة عمران، واستمرار قصفها على قوات الجيش المتركزة في جبل «ضين»، وجبل «ريان» بمديرية همدان. ومع توسع نطاق المواجهات في محافظتي صنعاءوعمران، أكدت مصادر محلية في محافظة عمران انسحاب جميع المراقبين الذين كانوا قد انتشروا في خطوط التماس وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين قوات الجيش ومسلحي جماعة الحوثي، في الرابع من يونيو الجاري.
وقالت المصادر إن المراقبين من أفراد قوات الشرطة العسكرية انسحبوا خلال اليومين الماضيين من جميع مواقع وجبهات القتال في محيط مدينة عمران، وغادروا إلى صنعاء، حيث انسحب آخر المراقبين أمس من منطقة المحشاش شمال غرب المدينة، ومن نقطة السلاطة بمنطقة سحب، على المدخل الجنوبي للمدينة.
جماعة الحوثي توسع انتشار مسلحيها في الضواحي الشمالية للعاصمة وتعزيزات عسكرية تخرج إلى همدان وأضافت: إن انسحاب مراقبي تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار يُنذر بمزيدٍ من تفاقم الأوضاع وتصاعد المواجهات في محافظة عمران.
يأتي انسحاب المراقبين مع استمرار المواجهات في محيط مدينة عمران من جهات عدة، ففي الجبهة الشمالية الغربية شهدت جبال المحشاش والجنات مواجهات عنيفة، أمس، لليوم الثاني على التوالي.
وقالت مصادر محلية إن قوات الجيش في المحشاش والجنات تصدت لعدة هجمات شنها مسلحو الحوثيين، فيما دارت مواجهات عنيفة بين الطرفين سقط خلالها قتيلان في صفوف قوات الجيش وعدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين، يقدر عددهم بنحو 20 قتيلاً.
وأضافت المصادر أن سيارتين تابعتين للحوثيين نقلتا عدداً من جثثت القتلى والجرحى الذين سقطوا خلال المواجهات.
أما في جنوب شرق مدينة عمران، تواصلت المواجهات لليوم الثالث على التوالي، وقالت مصادر محلية إن مواجهات عنيفة اندلعت في منطقة سحب، وبني ميمون، بمديرية عيال سريح، فيما قصف الحوثيون المواقع العسكرية في جبل ضين، وردت عليهم قوات الجيش بقصف مماثل استهدف مواقع تمركزهم في محيط الجبل.
قتيلان من قوات الجيش أثناء التصدي لهجمات شنها الحوثيون للسيطرة على جبلي المحشاش والجنات وأضافت المصادر أن قوات الجيش تمكنت، أمس، من السيطرة على 4 تباب كان يتمركز فيها مسلحو الحوثيين في مناطق سحب وبني ميمون بالقرب من جبل ضين، من الناحية الغربية.
كما سيطرت قوات الجيش، أمس، على تبتين شرقي جبل ضين، بالقرب من منطقة الجائف بمديرية همدان، التي يحاول الحوثيون من خلالها الالتفاف على قوات الجيش المتركزة في جبل ضين بهدف السيطرة على الجبل.
ومع احتدام المواجهات في أكثر من منطقة في محيط عمران، قالت مصادر محلية إن عدداً من قذائف الهاون سقطت أمس في منطقة ذرحان بالقرب من منطقة الصرارة بمديرية جبل عيال يزيد.
وأضافت أن قذيفتين منها سقطتا بالقرب من مركز امتحاني، وتسببتا في مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين من سكان المنطقة.
من جانب آخر، وصلت تعزيزات جديدة للحوثيين من محافظة صعدة إلى جبهات القتال في عمران، وقالت مصادر محلية إن عدداً من السيارات شُوهدت، أمس، وهي في طريقها من صعدة إلى المحافظة.
انسحاب جميع المراقبين لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في عمران وعودتهم إلى صنعاء كما شن الحوثيون حملة اختطافات طالت عدداً من المدنيين والعسكريين في عمران، وقالت المصادر إن الحوثيين قاموا باختطاف 12 شخصاً من أبناء محافظة عمران، بينهم ضابط وخمسة جنود.
وأضافت أن المدنيين المختطفين اُتهموا بمساندة قوات الجيش، حيث تم نقل جميع المختطفين إلى سجن تابع للحوثيين في منطقة ريدة.
أما في مديرية همدان المجاورة لمديرية عيال سريح، تواصلت المواجهات أمس لليوم الثالث على التوالي، وقالت مصادر محلية إن مسلحي الحوثي المتركزين في بيت الحداد ومنطقة الجائف الأعلى قاموا بقصف قوات الجيش المتركزة في جبل ضين، بالتزامن مع القصف الذي يشنه الحوثيون المتمركزون في مديرية عيال سريح.
وأضافت: إن قوات الجيش قامت بالرد على القصف الحوثي من خلال قصفها عدداً من مواقعهم في منطقة الجائف الأعلى وبيت الحداد بمديرية همدان، مشيرةً إلى أن هناك إصاباتٍ كثيرةً في صفوف الحوثيين في المديرية.
وأشارت المصادر إلى أن المواجهات في مديرية همدان بدأت تتسع باتجاه المنفذ الشمالي للعاصمة صنعاء، في نقطة الأزرقين، حيث قام المسلحون الحوثيون بالتمركز في عددٍ من الجبال الواقعة ضمن سلسلة جبلية تطل على العاصمة صنعاء، وتمتد من منطقة جربان، التي تدور فيها مواجهات عنيفة بين القبائل والحوثيين، إلى جبل المدام، وجبل ريان شرقي نقطة الأزرقين، كما تطل على منطقة وادي ظهر، من جهة الجنوب.
ومع انتشار الحوثيين في عددٍ من جبال همدان، خرجت تعزيزات عسكرية إلى منطقة قاع المنقب بمديرية همدان، تحسباً لأي توسع للحوثيين باتجاه العاصمة.
مصدر عسكري يتهم الحوثيين بخرق الهدنة ويستهجن ترويجها الأكاذيب والتحريض ضد الجيش وقال شهود عيان إن قوات عسكرية مكونة من كتيبتين من اللواء العاشر مع عتادهما العسكري وعدداً من الدبابات والمدافع توجهت، أمس، من صنعاء إلى مديرية همدان، واستقرت في منطقة قاع المنقب الذي كان قد شهد مواجهات بين الحوثيين ورجال القبائل قبل عدة أشهر.
وذكرت جماعة الحوثي عبر موقعها الإلكتروني أن القوات العسكرية التي توجهت إلى مديرية همدان، أمس، تضم 15 مدرعةً وثلاث ناقلات محملة بالجند، وقالت إن الطيران الحربي قام بالتحليق بشكل مكثف في أجواء عدة مناطق في محافظة عمران، منها منطقة ذيفان ومديرية عيال سريح.
وكان الطيران الحربي شن عدة غارات جوية على مواقع الحوثيين في عمران، قبل نحو أسبوعين، عندما حاول المسلحون الحوثيون السيطرة على جبل ضين الاستراتيجي من الناحية العسكرية، الذي يقع على بُعد عدة كيلو مترات من المدخل الشمالي للعاصمة، ومن مطار صنعاء الدولي.
وفي أول تعليق للجيش على تجدد المواجهات في محافظة عمران وتوسعها في مديرية همدان، استهجن مصدر عسكري رفيع في المنطقة العسكرية السادسة ما وصفها ب«الأراجيف والتضليلات الحوثية»، التي تضمنها بيان المجلس السياسي للحوثيين، بشأن تجدد المواجهات في عمران.
وكان المجلس السياسي للحوثيين اتهم قوات الجيش بخرق الهدنة، ونشر عناصر تكفيرية في محافظة عمران.
وردا على بيان المجلس السياسي للحوثيين، اتهم مصدر عسكري جماعة الحوثي بنشر «الأكاذيب واللعب على الوقت واستغلال الفرص»، وقال إن «الصبر الكبير الذي تتحمله قوات الجيش في تعاملها مع الحوثي ومليشياته المسلحة والعدوانية لن يستمر».
قذيفتا هاون سقطتا بالقرب من مركز امتحاني وتتسببان في مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين ونفى المصدر العسكري أن المواجهات في محافظة عمران ومديرية همدان بين الحوثيين وحزب الإصلاح، وقال إن «هذه واحدة من أكاذيب وخداع الحوثيين»، متهما الجماعة بالتطاول على السيادة والأمن والسكينة العامة.
وأضاف أن «الحوثيين يعمدون للنيل من حماة الوطن، والتحريض ضد قوات الجيش، وتصويرهم على أنهم مطية ورعاع ينساقون بعيداً عن الواجب الوطني خلف أي طرف، وذلك يعد محاولة لخلط الأوراق وإرباك الرأي العام وتشويه المؤسسة العسكرية والأمنية، تمهيداً للنيل منها وإضعافها ليسهل بعدها انهيار الدولة ومؤسساتها».
واتهم المصدر العسكري جماعة الحوثيين بخرق اتفاق وقف إطلاق النار والانقلاب عليه، من خلال نصب نقاط مسلحة ونشر مسلحيها على الطرقات العامة والمباني الحكومية والاعتداء على قوات الجيش بالأسلحة المنهوبة من معسكرات الدولة، وحشد المسلحين والأسلحة الثقيلة واستحداث المواقع واستفزاز الجيش وممارسة الاختطافات.
واختتم المصدر العسكري بقوله: «إن الخبر اليقين حول الخروقات لدى لجنة التنفيذ والمراقبين والقيادة السياسية والحكومية والعسكرية»، مؤكداً أن «مسؤولية حماية الدولة والتراب الوطني والمكاسب الوطنية على عاتق الجميع وفي المقدمة مؤسستي الدفاع والأمن».