قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن بلاده طلبت من واشنطن توجيه ضربات جوية للمسلحين طبقا للاتفاقية الأمنية بين الجانبين، بينما يواصل الرئيس الأميركي باراك أوباما مشاوراته بشأن كيفية التعامل مع تقدم المسلحين، ولا يستبعد أي خيار باستثناء إرسال قوات على الأرض. وأضاف زيباري خلال مؤتمر صحفي أمس الأربعاء على هامش مؤتمر التعاون الإسلامي في جدة أنه أكد للوزراء أن القوات العراقية تمكنت من استيعاب الصدمة وصد الهجمات، واعتبر أن "بغداد عصية عليهم".
وجاءت تصريحات زيباري بعدما توعد رئيس الوزراء نوري المالكي المسلحين بالقضاء عليهم، مشددا على أن قواته واجهت نكبة ولم تهزم.
على صعيد موازٍ، أكد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي في جلسة للكونغرس أمس الأربعاء طلب الحكومة العراقية "دعما جويا أميركيا"، وقال "إن من مصلحة أمننا القومي مواجهة مسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام أينما وجدناهم".
تحركات أميركية وفي واشنطن اجتمع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض مع قادة الكونغرس لبحث آخر التطورات في العراق، حيث أعلن البيت الأبيض أن أوباما يواصل مشاوراته بشأن كيفية التعامل مع المسلحين في العراق.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني قوله إن "الأمر الوحيد الذي استبعده الرئيس هو إرسال قوات قتالية أميركية إلى العراق، لكنه يواصل بحث خيارات أخرى".
وأضاف كارني أن "الهدف النهائي هو الحيلولة دون أن تصبح مناطق بأسرها في العراق وفي المنطقة ملاذا لمتطرفي الدولة الإسلامية في العراق والشام، لأن من شأن هذا الأمر أن يمكنهم في النهاية من تشكيل خطر على الولاياتالمتحدة".
بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في تصريح لشبكة "إن بي سي" التلفزيونية أن "ليس هناك أي خيار تم استبعاده"، نافيا بذلك معلومات تناقلتها وسائل إعلام أميركية ومفادها أن البيت الأبيض استبعد -على المدى القصير على الأقل- فكرة توجيه ضربات جوية بواسطة مقاتلات في ظل صعوبة تحديد الأهداف الميدانية.
من ناحيته، رفض وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل في جلسة لمجلس الشيوخ تحميل ما يحدث في العراق للولايات المتحدة، وقال إن المسؤولية تقع على تنظيم الدولة والحكومة الراهنة في العراق التي لم تفِ يوما بالالتزامات التي قطعتها لجهة تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم السنة والأكراد والشيعة.