على غرار "عيسى" عليه السلام حين تذمر الجميع من خنزير ميت فقال ما أشد بياض أسنانه، أحاول أن أستخرج بياض أسنان الحركة الحوثية وحتى اللحظة لم أستطع إيجاد ما يمكن قوله أو حتى التشدق به!! زرتهم إلى ركنهم في معرض الكتاب وأخبرتهم أنني أريد دليلهم حتى أقرأ عنهم منهم لا من غيرهم فأحالوني إلى الملازم!! إلى الملازم التي قيلت لحظة مقيل ولا يخشون من كل الهراء الذي فيها.. وحين تعود إلى أصولهم الفكرية ستكون أمام فكرة حكم البطنين، وهي فكرة لا يمكن أن تصدر من عند بشري ذكي فبله من عند إله!! من أي النواحي أتيت فكرة الحوثي لن تجد سوى الخراب.. هذا الكلام يكاد يكون حقيقة علمية.. وأهميته تكمن في أن مثل هكذا فكرة عليها أن تتوارى عن الوجود إذا كانت جادة مع نفسها في شأن كونها حركة تسعى للمدنية أو المستقبل.. بتواريها عن الوجود ستكون قد تقدمت باليمن كثيييرا على سلم المدنية والمستقبل وعلى صعيد الانسانية أساسا!! على الصعيد الإعلامي لا يمكن الحديث أنهم أضافوا شيئا إلى الموجود اليمني عدا الضجيج.. وعدا محاولة تدعيم الشعار الذي لا يمكن له أن يكون شعارا لأي كيان يريد أن يعيش ولا يمكنه أن يكون شعارا من حيث المبدأ!! يحسب لها هنا محاولة التقريب بين اللونين الأخضر والأحمر ولو حساب الجمال في معظم منشوراتهم!! في الشأن السياسي ما الذي قدمته الحركة عدا تحويلها معظم المحافظات اليمنية المجاورة لها إلى ولايات أمريكية؟! وأيضا رفضها لكل ما توافق عليه: الحوار الوطني الذي لديها فيه ممثلين!! واللقاء المشترك التي هي أحد مكوناته!! واللجنة التنظيمية التي لها فيها ممثلين!! وحتى اتفاقيات وقف النار التي هي الفاعل الوحيد مقابل الدولة!! على الصعيد الحربي الذي خلقت من رحمه الحركة وله تأسست كما يبدو لا تظهر الحركة الحوثية ما يمكن احترامه رغم سوئه!! فلاهي أنشأت جهازا فتاكا ك "الحشاشين" مثلا.. ولا هي أنشأت جهازات يصدر ما يكفي من الهيبة ولو الإعلامية حتى مثل "القاعدة"، توافر لها الرجال والمال والجبال ولكن بدائية فتى كهف مران أهدرت كل ذلك - من المنظور السيء بالطبع - !! الانجازات على الأرض التي يمكن أن تتحدث حولها هذه الحركة هي كمية القتلى اليمانيين الخلص!! القتلى الذين هم شهداء من جهتها، والذين هم شهداء من جهة الدولة والقبائل.. إنجازات الموت لا علاقة لها بأي تعريف للمدنية!! ولا بأي منظور يعنى بالمستقبل!! وليس من داع لحشر كلمة إنسانية في هذا السياق!! مثل هكذا إنجازات يكون أجمل ما فيها حين تختفي تماما!! وعلى هذا المسار الفقير من كل ما سوى الموت سنصل إلى ذات النتيجة الأولى: إذا كانت هذه الحركة جادة في شأن المدنية والمستقبل فعليها لوجه الله أن تنقرض.. لوجه الله.