أقامت منظمة صحفيات بلا قيود مساء أمس الاثنين حفل توقيع رواية جدائل صعدة للكاتب مروان الغفوري وسط حضور رسمي وثقافي وسياسي وإعلامي كبير. وأشاد وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل وقال إنها «من أجمل الروايات التي قرأتها والتي تتحدث عن الحياة الاجتماعية والدينية وقضايا المرأة في المجتمع اليمني عامة وصعدة خاصة»، مشيداً بتبني المنظمة لطباعتها وتوزيعها.
وفي الحفل الذي حضره الوزير عوبل ووزير الإدارة المحلية علي اليزيدي وعدد من المسئولين وممثلي عدد من منظمات المجتمع المدني، وممثلين من السلك الدبلوماسي بصنعاء قدمت العديد من القراءات النقدية حول الرواية للدكتور عبد العزيز المقالح والروائي احمد العرامي وعبدالهادي العزعزي.
قالت رئيس منظمة صحفيات بلا قيود والحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن الفن والأدب يمثلان رداً مناسباً وعالياً على تمدد القبح والكراهية، وان الإنسان يستمد حقيقته وإيمانه وقدرته على المواجهة والتحدي من الفن.
وأكدت توكل في حفل التوقيع أن الرواية عكست في مضمونها أهمية التمسك بالمبادئ والقيم النبيلة والعيش من اجل الحقيقة وخصوصاً عندما تكون الظروف غير مواتية ومليئة بالصراعات والحروب.
وأشارت إلى أن إيمان بطلة الرواية جعلت مؤلفها يؤكد لها في احدى رسائله أن الناس سواسية، ويجب أن تتأكد انه في اليمن الجديد ليس هناك أسياد وعبيد، لن يكون هناك الا مواطنين يحصلون على ذات الحقوق والواجبات.
وقالت إن الحرية والمساواة بين جميع البشر مسائل غير خاضعة للمساواة والصفقات السياسية فالشباب في ساحات التغيير كما آباؤهم الذين ثاروا قبل خمسين سنة قدموا التضحيات لتصبح الحرية والمساواة وحقوق الإنسان حقيقة مفادها أن المبدع اليمني غير موجود ضمن خريطة اهتمامات ومشروعات الحكومات اليمنية المتعاقبة. ودعت كرمان الدولة إلى الالتزام بتوفير الاجواء المناسبة التي تدعم مسيرة الابداع الادبي والفني والعلمي بطبيعة الحال، وضمان ألا يكون هناك وصاية أو تضييق على الحريات.
من جانه قدم كاتب الرواية الدكتور مروان الغفوري عرضا مختصر لرواية جدائل صعدة وتحدث عن رسائل بينه وبين إيمان «بطلة الرواية» لفترة تجاوزت ال40 يوماً.
تحدث الروائي الغفوري عن إيمان وجدائلها المنسدلة من أعالي الجبال صعدة وانتقالها إلى العاصمة صنعاء، وعن سر بطنها المنتفخ، وعن الحرب والمواقف والعادات والتقاليد، وعن المأجورين ومن يوظفون الدين للمصالح السياسية، والشخصية عن الجهل والتزم�'ت عن الأنوثة المسحوقة.
كما قدمت ورقة نقدية للدكتور عبدالعزيز المقالح تحت عنوان «تجليات الواقع والشعر والترميز في رواية جدائل صعدة لمروان الغفوري». وأشارت ورقة الدكتور المقالح إلى أن اليمن بهذه الرواية تعيد رحلتها الروائية بعد تعثر وتباعد استمر لفترة طويلة.
وأبدى الدكتور المقالح إعجابه بروايات الغفوري ومنها رواية «الخزرجي» التي صدرت العام الماضي. ووصف جدائل صعدة بأنها عمل روائي منفرد، ومتقن.
وأضاف المقالح: ما أثار إعجابي أكثر أن الروائي عرف كيف يتجنب وصف وقائع الحرب ودور هذا الطرف أو ذاك في تأجيجها.
بل لا نشعر بشيء منها، إذ اكتفى بتقديم عمل روائي غير منحاز لهذا الطرف أو ذاك، وجعل أطيافاً من تلك الأحداث التي وقعت تحكي نفسها في تشابك وبناء مظفور بدقة.
واعتبر عبد الهادي العزعزي وكيل وزارة الثقافة للتراث اللامادي أن هذا العمل الروائي يهدف الى تحري العقل، وقال إن الرواية حاولت الغوص في كل تفاصيل صعدة.
وقدم الروائي أحمد العرامي ورقة نقدية بعنوان «الخطاب السردي ونسق الهيمنة في جدائل صعدة»، وقال إن القراءة الأولى قد مثلت مساحة واسعة للمتعة، والدهشة التي يثيرها نص مبدع كهذا، أما القراءة الثانية فتكشف آفاقاً رحبة في العمل الأدبي ذاته.