أثارت جريمة ذبح عناصر تنظيم القاعدة للجنود من الجيش في محافظة حضرموت إدانات وغضب شعبي واسع. وأصدرت تنظيمات سياسية ومجتمعية بيانات تنديد بالحادثة، واعتبروها أعمالاً إجرامية وإرهابية بحق الجنود.
ووصف الناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك محمد صالح النعيمي حادثة مقتل الجنود على أيدي إرهابيين من تنظيم القاعدة مساء امس في منطقة حوطة شبام حضرموت بالحادث الاجرامي الذي يعكس المنهج والثقافة والممارسة والسلوك الذي يتصف به هذا التنظيم.
وطالب النعيمي «بموقف مجتمعي وسياسي وعسكري وامني ووقفة وطنية واحدة لاستئصال هذه الافة وفق منظومة متكاملة تجفف منابع الارهابيين فكريا وثقافيا وسياسيا وماديا وعالميا وامنيا ليتم تحقيق القضاء عليه واستئصاله حتى لا يظل بين الحين والاخر يفاجئنا بمثل هذه الجرائم».
ودعا «كل القوى الوطنية لوقفة جادة لمؤازرة الجيش والأمن والقرار السياسي في مواجهة هذا الاجرام الوحشي واستئصاله من جذوره».
وقال النعيمي «اننا نجدد موقفنا الى جانب المؤسسة العسكرية والامنية ونؤكد على ثقتنا بها وانها ستكون عند مستوى المسؤولية والتحدي بالتصدي لهذا الاجرام وقدرتها على مواجهته ومعالجة اي قصور في أدائها».
وقالت الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني ان الجريمة التي اقدمت عليها تلك المجاميع الارهابية بإعدام 14جنديا كانوا عائدين إلى اسرهم لا تنتمي لأي قيمة انسانية او اخلاقية او دينية وتهدف إلى زعزعة استقرار الامن واغراقه في الفوضى وتمزيقه والهروب من استحقاقات بناء الدولة الوطنية الضامنة.
ودعت أمانة الاشتراكي في بيانها السلطة وكافة القوى السياسية والوطنية للعودة إلى المشروع السياسي وتواصلا مع الحوار الوطني ومخرجاته في مواجهة مشروع العنف والحروب الذي أدخل البلاد في هذه الفوضى، والوقوف بمسئولية أمام هذه الاوضاع، معلنة مساندتها للقوات المسلحة والوقوف معها في مواجهة الارهاب والقضاء عليه، معزية في بيانها أسر الشهداء وذويهم.
وأضاف «اننا في الحزب الاشتراكي اليمني نساند قواتنا المسلحة ونقف إلى جانبها في معركتها الحقيقية مع هذه الجماعات الارهابية التي تحجرت عقول افرادها وضمائرهم وتحركها الوحشية والعنف الذي يستهدف الامن القومي للوطن والسلم الاجتماعي للمواطنين».
من جانبه، أدان الناطق الرسمي باسم التجمع اليمني للإصلاح سعيد شمسان الجريمة، داعياً القوى الوطنية إلى مؤازرة جهود الدولة والجيش والأمن في مواجهة تيارات العنف والجريمة والإرهاب وفرض هيبة الدولة.
وشدد شمسان على سرعة ملاحقة الجناة وتعقبهم والقبض عليهم وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاء جريمتهم الارهابية المروعة التي اقترفوها بحق افراد الجيش وبحق الوطن باكمله.
وطالب الجهات المعنية ان تولي تلك الاسر بالرعاية والاهتمام بما يخفف عنها مصابها الأليم.
كما ادان الناطق باسم الإصلاح الأحداث التي شهدتها مدينة القطن في حضرموت من قبل تلك الجماعات الخارجة عن النظام والقانون والتي طالت مقرات الجيش والأمن والمنشآت الحكومية والخاصة.
وأكد ان تلك العمليات الإجرامية المروعة تهدف إلى إشاعة الرعب العام وضرب يقين وثقة اليمنيين بامكانية الخروج من دوامات الفوضي والجريمة المنظمة وبناء الدولة اليمنية الحامية والضامنة لحياة وامن الوطن والمواطن.
وأضاف شمسان بأن تلك الاستباحة السافرة للدم اليمني لتضع الجميع في قلب المسؤلية وتدعوهم لتجاوز كل الخلافات والمعوقات التي تضعف النسيج المجتمعي العام وتنخر قوته في مواجهة الاخطار والتهديدات التي تستهدف مصيره وحاضره ومستقبل أبنائه.
وأدان المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي بشدة الجريمة الإرهابية البشعة وقال في بيان صادر عنهم انها تعكس نفوس أصحابها المريضة التي أصبحت لا تستطيع العيش إلا وسط مناظر الدماء، والقتل، والترويع، والتمثيل بالإنسان.
وعبروا عن قلقهم البالغ من تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية التي تنفذها عناصر الإرهاب والتطرف ومن يقف خلفها ويدعمها ويمولها.
ودعا المؤتمر وأحزاب التحالف كافة القوى السياسية والمنظمات المدنية إلى إدانة ومواجهة جرائم الإرهاب، ومن يقف خلفها.
وطالب البيان المجتمع الدولي ليس إلى إدانة هذه الجرائم الإرهابية فقط،بل والى العمل على فرض عقوبات ضد عناصر الشر والإرهاب ومن يقف خلفهم ويمولهم ويدعمهم ،باعتبار أن الإرهاب آفة لا دين لها ولا وطن ،وان خطرها يهدد الأمن والسلم الدوليين.
وأدان حزب اتحاد الرشاد اليمني مقتل الجنود، مطالبا الحكومة بأخذ التدابير الواقية من تكرار الجرائم التي تستهدف العسكريين والمدنيين.
واستنكر الحزب السلفي، الجريمة" التي استهدفت الجنود، وقال ان الجريمة منافية لتعاليم الدين الإسلامي وأعراف البلاد، وطالب الحكومة بتقديم الجناة ومن يقف وراءهم للقضاء الشرعي لينالوا جزاءهم الرادع.
ومساء يوم السبت، أعربت حكومة الوفاق الوطني عن إدانتها الشديدة للحادث الإرهابي البشع والجبان وقالت على لسان «مصدر حكومي مسؤول» ان قيام هذه العناصر الارهابية بقتل الجنود الابرياء على ذلك النحو الاجرامي البشع الذي اغضب الله في السماء وخلقه في الارض، يؤكد تجرد مرتكبيه من كل القيم الانسانية كما انه يعكس مدى بشاعة هذه العناصر الإرهابية الضالة وما تحمله من فكر ظلامي ودموي وكذا دناءة نفوسهم الشريرة التي تنضح بالحقد المدمر والأسود ضد الانسانية جمعاء.
وأضاف «هذه الجريمة الشنعاء التي يندى لها جبين الانسانية، لن يفلت مرتكبيها الذين نفذوها بدم بارد واستباحوا بها حرمة دم الابرياء والنفس التي حرم الله الا بالحق، من العقاب على ما اقترفته أيديهم الاثمة بحق الوطن اليمني وأبنائه، وحتما ستطالهم العدالة طال الزمن ام قصر».
وقال «إن الحكومة لن تثنيها تلك الأحداث الاجرامية عن تطهير البلاد من جميع البؤر والعناصر الارهابية الظلامية التي تضر بأمن البلاد واقتصادها، وذلك للمضي بعزم وخطى ثابتة وواثقة نحو المستقبل».
ونعت قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الاركان العامة وقيادة المنطقة العسكرية الأولى استشهاد أربعة عشر جندياً من منتسبي المنطقة العسكرية الأولى.
واستنكر بيان النعي هذه الجريمة الشنعاء والوحشية التي تتنافى مع قيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف بل وقيم الرجولة والشهامة والإنسانية.
وبين بأن ما أقدم عليه الإرهابيون من سرقة البنوك والمؤسسات في مدينة القطن ومن جريمة بحق الجنود وهم على حافلة مدنية (البراق) متجهين من سيئون إلى العاصمة صنعاء وبلباسهم المدني في منطقة حوطة شبام بمحافظة حضرموت إنما يذكرنا بجريمة مستشفى العرضي بصنعاء وغيرها من الجرائم التي تكشف زيف ادعاء عناصر الشر والإرهاب بأنهم يدافعون عن الإسلام وشريعته السمحاء.
وقال ان الجناة سيلاحقون آجلا أم عاجلا إلى كهوفهم المظلمة على أيدي زملاء الشهداء من منتسبي القوات المسلحة والأمن وجماهير الشعب اليمني حتى يتم ضبطهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم الرادع.
وشدد البيان أن أبطال القوات المسلحة والأمن لن يدخروا جهدا في تعقب عناصر الإرهاب أينما كانوا حتى يتم ضبطهم وأنهم على ذلك لقادرون، وهذا الأمر يعرفه جيدا أنصار الشر الإرهابي وقد جربوه وتلقنوا دروسا قاسية على أيدي أبطال القوات المسلحة والأمن مراراً.