اصطفاف اليمنيين جميعاً دون استثناء هو ما نحتاجه اليوم وما يجب أن نكون عليه إن أردنا- قولاً وفعلاً- الانتقال إلى مرحلة بناء اليمن الجديد ودولته الاتحادية المدنية الديمقراطية الحديثة القادرة على تجاوز الماضي القريب والبعيد بكل تراكمات موروثات صراعاته وأزماته, بدلاً من إصرار البعض على استجراره كلما شارفنا على استكمال عملية الانتقال السياسي لنضع أقدامنا على طريق حاضر ومستقبل ينعم فيه الجميع بالسلام والوئام.. النماء والتطور المفتوح على آفاق رحبة وفضاءات واسعة من التقدم والرقي والرفاهية..هذا هو سياق معاني ومضامين حديث الأخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في لقائه هيئة رئاسة الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية يوم أمس والذي وضع فيه النقاط على الحروف تجاه التحديات والمخاطر المجسدة في الحشد والتجييش لتطويق صنعاء العاصمة التاريخية لليمن الموحد من قوى غير مدركة مغبة خطورة أفعالها.. فصنعاء اليوم ليست صنعاء الستينيات ووعي شعبنا قد سبق تفكير الذين يحاولون استغلال ظروفه وأوضاعه الاقتصادية والمعيشية لدغدغة عواطف أبنائه بشعارات براقة ظاهرها حق وباطنها باطل، تخفي تحتها أجندة لمشاريع صغيرة تجاوزناها بالتسوية السياسية للمبادرة الخليجية ونجاح مؤتمر الحوار الوطني، الذي تطبيق مخرجاته سوف يمثل انتصاراً يؤسس لمستقبل جديد يقوم على الثوابت الوطنية المتمثلة في النظام الجمهوري والنهج الديمقراطي والوحدة، وهو ما أكد عليه الأخ الرئيس في حديثه حول ضرورة موجبات الاصطفاف الوطني في هذه اللحظة الحرجة لفترة دقيقة وحساسة وتطورات ومواقف غير مسبوقة في تاريخنا الوطني المعاصر . إننا في الوقت الذي كنا ننتظر أن يرتقي الجميع إلى مستوى المسئولية الوطنية التاريخية المستوعبة لمتطلبات استحقاقات الخروج باليمن من عواصف وأعاصير أزماته الذاتية والموضوعية المتراكمة والمركبة بكل تشابكات تعقيداتها, وإيصاله إلى شواطئ الآمان وبراري الاستقرار والازدهار.. نجد من يطل علينا مجدداً برأس فتنة تعصبه المناطقي الطائفي المذهبي.. محاولاً فرض واقع سياسي وعسكري مرفوض- وطنياً وإقليمياً ودولياً-وسوف يتصدى له شعبنا ويواجهه بحزم، فلم يعد من المسموح لأي كان فرض إرادته بالعنف وقوة السلاح والإرهاب وإعادته إلى المربع الأول وأتون كارثة الاقتتال والاحتراب الأهلي- بما يعنيه من فرقة وتمزق وفوضى لا تبقي ولا تذر.. في حين أبواب الحل السياسي السلمي كانت مشروعة ومازالت ، وان لا لغة تعلو فوق لغة الحوار والتوافق والاتفاق على حل ومعالجة قضايانا ومشاكلنا ..
هذا هو المسار الذي اجمع عليه كافة اليمنيين، والرهان على أية خيارات أخرى خاسر ومرفوض، لأنه سيكون خروجاً عن الثوابت الوطنية وانقلاباً على وثيقة الحوار الوطني, التي تطبيقها يعد طوق نجاتنا وقاعدة انطلاقنا نحو وطن يسوده العدل فلا يكون فيه ظالم أو مظلوم ،غالب أو مغلوب، قاهر أو مقهور.. ينعم كل أبنائه بالأمن والأمان في ظل دولة الحكم الرشيد والمواطنة المتساوية .