الوالد رئيس السلام.. وبعد الرفض القاطع الذي ينتهجه الحوثيين لتحقيق أهداف من ورأهم - محليا ودوليا - فقد وجب عليك أن تخلع قميص عثمان " الجرعة " الذي يحول دون استبدالك لسيف السلام بسيف الدولة والبس علم اليمن وحافظ عليه. إخلع الجرعة لأنها قميص عثمان وهي المطلب الحق الذي يريد الحوثيون أن يحققوا به الأهداف الباطلة التي يطرحونها في المفاوضات السرية.. والأفضل لك - كرئيس مسالم - وللدولة والشعب ألا تستخدم سيف الدولة إلا بعد تلبية مطلب إسقاط الجرعة أو الإتفاق على معالجة أثاره كونه مطلب شرعي ومعقول.
أما المطالب الأخرى فقد حددت وثيقة الحوار نسبتها ووقت تنفيذها ولاتحتاج لتفاوض أو اتفاق بقدر ما تتطلب تزمينكم لها والمضي بصدق لتنفيذها وفق نص الوثيقة.. وبرأيي أن الخطوات القانونية الوطنية الإنسانية الواجب اتخاذها - بعد رفض الحوثي تنفيذ ما شارك في إقراره في مؤتمر الحوار - هي أن تقوم كرئيس دولة بخلع قميص عثمان - ولو ظهر جزء من العورة - وتسلمه للمتظاهرين والمعتصمين سلميا ليرجعوا إلى منازلهم.
وبعدها استعجل استخدام مرهم سيف الدولة - أهون من الموت المفاجئ - لمعالجة أو إنهاء الورم الخبيث المنتشر في الجزء الشمالي للجسم المرهق.. ولابد أن تستفيدوا من امكانيات الأطباء الدوليين - المتواجدين منذ فترة برغبة وطنية لتقديم الدعم الفني لهذا الجسم العليل - وخبراتهم في إجراء هكذا عمليات جراحية معقدة وخطرة تتطلب إنجاز في زمن قصير جدا يمكن بقية أعضاء الجسم من الصمود وافراز الهرمونات المساعدة لإنجاح العملية.. ولتفادي انتشار الورم أثناء إجراء العملية يجب تحصين أجزاء الجسم المجاورة للجزء المتورم بفيتمينات ولقاحات مضادة تحكم الخناق على الورم وتمنع حتى تسربه.
ولتقليص المدة الزمنية المحددة لإجراء العملية - مع ضمان نجاحها بنسبة تفوق 95% - يتم تكليف أمهر وأشجع وأخلص الأطباء اليمنيين وأكثرهم قدرة على استغلال إمكانيات وخبرات المستشارين الدوليين الذين سيكونوا متواجد عبر شاشة المحمول المرتبط بالأقمار الصناعية.
ومالم يتم الحسم بسيف السلام أو بسيف الدولة فإنك كرئيس والدولة ورعاة العملية السياسية ونحن جميعاً ندفع بهذا الجسم العليل إلى فقد الأمل في الطب الحديث والأطباء وأجهزتهم وعقاقيرهم المتطورة، وذلك سيدفع بالجسم إلى مداواة نفسه بالطرق التقليدية التي منها ( الرقية بالقرأن الكريم - الأعشاب والعسل والزيت - الشعوذة - الكي بالنار - أو القطع كحل أخير.. ).
وإذا نجحت تلك الطرق في معالجة ذلك المرض فسينهض بعدها ذلك الجسم بكامل أجزائه يمارس نشاطه وهو كافر بكل ماهو حديث من طب وأطباء وعقاقير متجه نحو الإنتقام منها.. بل سيذهب لتصدير تجربته الناجحة إلى الأجسام المجاورة ويلقح كل جسم يريد العمل لديه.
أما إذا تغلب هذا الورم الخبيث على الطرق التقليدية وانتشر في كافة أجزاء الجسم فستنتقل العدوى إلى الأجسام المجاورة ولأنها أقل مناعة سينتشر المرض سريعا ليعم كافة الأجسام الفاعلة وكثيرة الحركة في المنطقة والتي بدورها ستنقل العدوى إلى الأجسام عامة.. ولن يموت أول جسم اصيب بالمرض حتى تعم العدوى.. وليس هناك من حل إلا معالجة المرض بتكاتف الجميع ليعيش الكل أصحاء معتبرين من إهمالهم للمرض في الأجسام المجاورة غير البعيدة وعواقب ذلك على الجميع..