احتفلت بلادنا مع دول العالم، الخميس الماضي، باليوم العالمي لمكافحة السرطان، تحت شعار "السرطان يمكن الوقاية منه أيضاً"، وركزت حملة هذا العام على التدابير البسيطة الرامية إلى الوقاية من هذا المرض، منها الامتناع عن التدخين، اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة النشاط البدني بانتظام، الحد من تعاطي الكحول، والاحتماء من العداوى المؤدية إلى الإصابة بالسرطان. والسرطان من أسباب الوفاة الرئيسية في جميع أنحاء العالم. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ هذا المرض سيودي بحياة 84 مليون نسمة في الحقبة بين عامي 2005 و2015 إذ لم تُتخذ أيّة إجراءات للحيلولة دون ذلك. ومرض السرطان مدفون في غموض الحياة نفسها. ففي أسرار الخلية البشرية يكمن المفتاح الذي يعتقد العلم أنه سيحل لغز السرطان، واليوم الذي سيكتشف فيه هذا اللغز يقترب منا. والسرطان هو مجموعة من الأمراض التي يصل عددها إلى 200 مرض، وتتميز خلاياها بالعدائية والنمو والانقسام من غير حدود وقدرة هذه الخلايا المنقسمة على غزو أنسجة مجاورة وتدميرها، أو الانتقال إلى أنسجة بعيدة في عملية يطلق عليها اسم النقيلة. وهذه القدرات هي صفات الورم الخبيث، على عكس الورم الحميد والذي يتميز بنمو محدد وعدم القدرة على الغزو وليس لهُ القدرة على الانتقال أو النقلية، كما يمكن تطور الورم الحميد إلى سرطان خبيث في بعض الأحيان. وتزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للسرطان، ينظم فرع المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بعدن العديد من الفعاليات التوعوية التي ستستمر حتى نهاية الشهر الجاري. وأوضح المدير التنفيذي لفرع المؤسسة بعدن وهيب هائل احمد ل"السياسية" أن تلك الفعاليات تتضمن لقاءات تلفزيونية وإذاعية ومحاضرات توعوية وعروض فلاشية وتوزيع البروشورات التعريفية بالسرطان ومعاناة مريض السرطان وتنظيم عدد من الرحلات لموظفي المؤسسات الحكومية إلى وحدة الأمل التابعة للمؤسسة وكذا إقامة العديد من الأنشطة الرياضية والثقافية والقيام بحملة تبرعات في 50 من مساجد المحافظة التي ستتناول خطبها يوم الجمعة خطورة مرض السرطان وأهمية التبرع لصالح المرضى بهذا الداء الخبيث إلى جانب المقالات الصحفية وغيرها من الفعاليات التوعوية، مشيرا إلى أن هذه الفعاليات تأتي في إطار الفعاليات التي ينظمها فرع المؤسسة في المناسبات المختلفة منها اليوم العالمي للامتناع عن التدخين وفعاليات الشهر العالمي لسرطان الثدي 2010 والحملة التوعوية لعام 2010 وفعاليات الحملة الوطنية لدعم مرضى السرطان. وأضاف أن المؤسسة تهدف من هذه الحملات إلى تجديد رسالة التوعية والتثقيف بأخطار المرض وطرق الوقاية وإبراز نشاط المؤسسة ودورها الرائد في مكافحة السرطان في اليمن ولفت أنظار الجهات الرسمية إلى خطر هذه الآفة وحشد الرأي العام والخاص والشعبي لدعم ومساندة المؤسسة إلى جانب الترويج لمشروع مركز الأمل النموذجي لعلاج الأورام السرطانية. ولفت إلى أن المؤسسة تتكفل بالخط الثالث من علاجات مريض السرطان والتي تصل قيمة البعض منها إلى 500 ألف ريال وأكثر من ذلك. ** مركز الأمل لعلاج الأورام وأضاف أن تدشين العمل بمركز الأورام بشكل خاص هو أهم أهداف المؤسسة، وأهم أهداف برنامج فخامة رئيس الجمهورية، وسيشكل نقلة نوعية لصالح مرضى السرطان وفي جميع المحافظات القريبة منها، موضحا أن سيقدم المركز خدمات مميزة لمرضى السرطان وسيخفف من معاناة سفرهم إلى الخارج، وسيضم أقسام أطفال ونساء ورجال. ودعا المدير التنفيذي للمؤسسة الخيِّرين والتجار والغرفة والتجارية والبيوت التجارية الموجودة في المحافظة وفي المحافظات الأخرى إلى التفاعل مع المؤسسة وتقديم الدعم لها للتخفيف من معاناة مريض السرطان وبذل الإحسان الذي سيعود لهم بالإحسان. ** مسببات السرطان مازالت الأسباب المؤدية إلى مرض السرطان مجهولة إلى حد ما، ولكن هناك بعض الأسباب والعوامل التي تساعد أو تهيئ للسرطان، منها الوراثة التي أثبتت الأبحاث أن هناك دورا لها في بعض الأورام مثل أورام الشبكية ولكنها لا تعتبر سببا رئيسيا، والتدخين الذي يعد من الأسباب الرئيسية للإصابة بالسرطان؛ لأنه يحول بشرة القصبات من بشرة تنفسية إلى بشرة ساترة لا تقوم بأي عمل، وبالتالي تحتاج إلى خطوة واحدة لتصاب بالسرطان. والتوزيع الجغرافي، حيث لوحظ أن الإصابات تقل في مكان وتزيد في مكان آخر حسب المنطقة الجغرافية. كما أن المهنة أو الوظيفة لها دور في التسبب بأمراض السرطان وخاصة العمل في مجال الأشعة بالإضافة إلى طبيعة الغذاء والمتمثلة بالدهون والكحول لأنها تعتبر من الأغذية التي تأهب لسرطان الأمعاء والمعدة. ومن أهم أسباب السرطان في اليمن وبعض الدول الأفريقية القات الذي يعتبر نبتة منبهة تبعث على النشاط أثناء تناولها يليها خمول شديد وعدم رغبه في تناول الطعام وهي ترش بمواد كيميائية لاستعجال إنباتها مما قد يصيب متناولها بالسرطان، والشمة -أو ما يعرف محليا ب"البردقان" هي من المواد التي تستخدم في المناطق الساحلية وبدأت تنتشر في مختلف المناطق في بلادنا. وقدر الخبراء أن أكثر من 80 بالمائة من السرطانات يمكن تجنبها من خلال التغيرات التي يمكن إجراؤها في أسلوب الحياة والبيئة. ويمكننا الوقاية من الإصابة بالسرطان من خلال الامتناع عن التدخين والكحوليات أو التعرض للتدخين وممارسة الرياضة يوميا لتقليل نسبة الدهون ورفع كفاءة الجهاز المناعي والتغذية الصحية المتوازنة مثل تناول الخضروات والفواكه والأسماك والوقاية من التعرض المباشر لأشعة الشمس والفحص الطبي الدوري والفحص الطبي العاجل إذا كانت هناك أي مشكلة صحية واتباع التعاليم الصحية والابتعاد عن المواد الخطرة وعدم التعرض الزائد لأشعة الشمس ولبس الملابس الواقية وتنقية المياه جيدا في المناطق الصناعية والابتعاد عن الأماكن الملوثة وعدم تناول الأطعمة الملوثة وتقليل تناول الأطعمة الدسمة والمحفوظة والمدخنة. ** العلاجات الإشعاعية والكيماوية العلاج الإشعاعي هو علاج باستخدام طاقة عالية لتدمير خلايا السرطان، وهو علاج موضعي يصوب على الجزء المصاب بالسرطان من الجسم دون التأثير على بقية الجسم. يستخدم هذا العلاج أحياناً لتصغير حجم الورم أو لإيقاف نموه. وقبل أن يبدأ الطفل بالعلاج، يقدم الطبيب عادةً شرحاً عن العلاج الإشعاعي للطفل ولوالديه. ثم تبدأ مرحلة تخطيط العلاج حيث توضع علامات على جسم الطفل بالقلم وبأوشام صغيره باستخدام ابره لثقب سطح الجلد. هذه العلامات لا بد أن تبقى في مكانها حتى انتهاء مرحلة العلاج بالكامل. الجلد يصبح حساساً خلال العلاج الإشعاعي لذا من الضروري عدم غسل منطقة العلاج بالصابون أو استخدام مستحضرات أو كريمات عليها. لأن والدي الطفل سيتعرضان للإشعاع فلن يسمح لهما بالبقاء مع الطفل في الغرفة أثناء العلاج. مع العلم أن الطفل لن يكون مشعاً أثناء أو بعد علاج الإشعاع، لذا لا خوف من أن يكون الشخص قريباً من الطفل بعد نهاية الجلسة الإشعاعية. والعلاج بالأشعة لا يسبب الألم، وهو مثل تصوير الأشعة العادي (أشعة الصدر مثلاً) ماعدا أن الطفل سيمضي وقتاً لوحده وعليه أن يكون ثابتاً طوال وقت الجلسة. بالنسبة للأطفال الصغار غير القادرين على أن يكونوا ثابتين طوال الوقت يتم إعطاؤهم مهدئاً أو منوماً حتى لا يتحركوا. ولهذه الجرعات الإشعاعية التي يتم بها القضاء على الخلايا السرطانية آثار جانبية تتمثل في تأثيرها على أيضا على الخلايا الطبيعية التي تمر بها في منطقة العلاج وتعتمد هذه الآثار الجانبية على مقدار الجرعة وعلى الجزء المعالج من الجسم. أما العلاج الكيميائي فيتمثل باستخدام عقاقير مضادة للسرطان، وهو علاج شامل حيث يتدفق العلاج من خلال تيار الدم إلى كل جزء في الجسم تقريباً لقتل الخلايا السرطانية حيثما تكون. وأحياناً يستخدم الأطباء أكثر من عقار كيميائي في نفس الوقت للحصول على نتائج أفضل حيث أن بعض الأدوية تعمل مع بعضها أقوى مما لو كانت لوحدها. وهناك طرق مختلفة إعطاء العلاج للطفل وهي تعتمد على نوع السرطان وعلى نوع العلاج المستخدم. من هذه الطرق بالفم، سواء كان الدواء سائلاً أو على شكل أقراص. إذا كان لدى الطفل مشكلة في بلع الأقراص يمكن تكسيرها أو طحنها وخلطها مع العصير أو عن طريق الحقن بالإبر في احد الأوردة وعادة في اليد أو الذراع أو في العضل أو تحت الجلد وفي العمود الفقري. ولهذا العلاج آثاره الجانبية على مختلف الأجزاء التي يمر بها العلاج ففي الجهاز الهضمي يتسبب العلاج بالغثيان والتقيؤ والإسهال والإمساك والحرقة أو ألم المعدة، وفي الفم تقرح الفم أو الحلق وتغيّر مذاق الأطعمة، أما في الجلد والشّعر فأبرز الآثار هي سقوط الشعر واحمرار الجلد وجفافه وحكة والطّفح وحساسية الشمس، وفي الكلية يتسبب العلاج بضيق المثانة والعدوى ويتغيّر لون البول، أو يكون ذو رائحة قوية، كما يؤثر العلاج على الجهاز العصبي ويتسبب في تلف الأعصاب وكسور في العظام إلى جانب الحمّى وأعراض شبيهه بالإنفلونزا والأنيميا أو الإعياء وغيرها من الأعراض المرضية. وهناك نسبة قليلة من أدوية العلاج الكيميائي يمكن أن تسبب ضررا دائما لأعضاء الجسم. ** إحصائيات حديثة بحسب إحصائيات صادرة عن فرع المؤسسة فإن عدد المصابين بمرضى السرطان في محافظات عدنولحجوأبين والضالع وشبوة وحضرموت والبيضاء وتعز والحديدة وإب وصل إلى 12 ألفا و304 أشخاص، منهم 7 آلاف و174 من الذكور و5 آلاف و130 من الإناث. وارتفع عدد المترددين على وحدة الأمل بعدن خلال العام 2009 إلى 5 آلاف و848 مريضا مقارنة ب5 آلاف و267 مريضا في العام 2008، فيما بلغ عدد المرقدين في وحدة الأمل خلال نفس الفترة 487 مريضا مقارنة ب403 في العام قبل الماضي. وتشير الإحصائية إلى أن غالبية المرقدين في وحدة الأمل هم من محافظة عدن 193 مريضا، تليها محافظة لحج ب121 مريضا، ثم أبين ب91 مريضا. ** مشروع للكشف المبكر ويجري حاليا البحث عن ممولين لمشروع وحدة الكشف المبكر لسرطان الثدي بمحافظة عدن، الذي ستنفذه المؤسسة بتكلفة تقديرية 617 ألفا و77 دولارا، ويهدف المشروع إلى إيجار قاعدة بيانات عن سرطان الثدي في بلادنا وأماكن انتشاره والفئات العمرية المصابة لوضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة للحد من انتشاره وخفض معدلات الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي وزيادة الوعي حول هذا السرطان وتدريب النساء على الفحص الذاتي وتوجيه أنظار المجتمع لدعم مريضات سرطان الثدي نفسيا وماديا واجتماعيا والتنسيق مع القطاعات الأخرى المهتمة بشؤون المرأة للوصول إلى السيدات في كافة المرافق الحكومية والخاصة وتأسيس استراتيجية وطنية لسرطان الثدي. وستقدم هذه الوحدة العديد من الخدمات المتمثلة بإجراء المعاينة السريرية للنساء وتقديم الاستشارات اللازمة وإجراء الكشف المبكر لسرطان الثدي على الفئات المستهدفة وإقامة حملات التوعية والتثقيف في المجتمع وخصوصا التجمعات النسائية وإقامة المحاضرات والندوات لنشر الوعي بسرطان الثدي وتقديم معلومات لأغراض البحوث العلمية والدراسات العملية في مجال سرطان الثدي. كما ستعمل بالتعاون مع إدارة الخدمات الصحية وشؤون المرضى بالمؤسسة الوطنية على تنفيذ عدد من البرامج منها برنامج تسجيل المرضى التي سيتولى عملية التسجيل المجاني للنساء للحصول على الخدمات المجانية المختلفة للوحدة، وبرنامج الكشف المبكر الذي سيتولى الكشف المبكر عن أورام الثدي للنساء الراغبات عموما ومتابعة الحالات المصابة بسرطان الثدي وإقامة دورات تعليمية للفحص الذاتي وإصدار الأدبيات والبروشورات التوعوية المتنوعة وإقامة حملات التوعية والتثقيف لنشر الوعي الصحي عن سرطان الثدي وطرق الوقاية منه وبرنامج الكشف المبكر ومركز تشخيص أورام الثدي وبرنامج البحوث والإحصاء وبرنامج الدعم والمساندة وبرنامج العلاقات العامة وبرنامج التأهيل والتدريب. والبرنامج الثالث هو مركز تشخيص أورام الثدي الذي سيقوم بإجراء أشعة الثدي وكذلك الأشعة التلفزيونية بعد إجراء الكشف السريري وكذلك أخذ العينات اللازمة للفحص النسيجي بعد تحديد الورم بالأشعة. أما البرامج الأخرى فهي برنامج البحوث والإحصاء الذي سيتولى مهمة التوثيق وعمل الإحصاءات والبحوث العلمية اللازمة وتسهيل مهمة الباحثين في هذا المجال وتبادل المعلومات مع المراكز الأخرى، وبرنامج الدعم والمساندة الذي سيعمل على وضع برنامج للهيئة والمنظمات المتطوعة لدعم ومساندة الوحدة والاستفادة من كل الوسائل والإمكانيات المتاحة لدعم الوحدة والرقي بخدماتها، وبرنامجين آخرين للعلاقات العامة والتأهيل والتدريب. السرطان مصطلح عام يشمل مجموعة من الأمراض يمكنها أن تصيب كل أجزاء الجسم. ويُشار إلى تلك الأمراض أيضاً بالأورام والأورام الخبيثة. ومن السمات التي تطبع السرطان التولّد السريع لخلايا شاذة يمكنها النمو خارج حدودها المعروفة واقتحام أجزاء الجسد المتلاصقة والانتشار إلى أعضاء أخرى، ويُطلق على تلك الظاهرة اسم النقيلة. والجدير بالذكر أنّ النقائل تمُثّل أهمّ أسباب الوفاة من جرّاء السرطان. ** عبء السرطان العالمي السرطان من أهمّ أسباب الوفاة في جميع أرجاء العالم، فقد تسبّب هذا المرض في وفاة 7.9 مليون نسمة (نحو 13 بالمائة من مجموع الوفيات) في عام 2007. ومجمل وفيات السرطان التي تحدث كل عام مردّها أشكال المرض الرئيسية التالية: * سرطان الرئة 1.4 مليون حالة وفاة في السنة * سرطان المعدة 866000 حالة وفاة في السنة * سرطان الكبد 653000 حالة وفاة في السنة * سرطان القولون 677000 حالة وفاة في السنة * سرطان الثدي 548000 حالة وفاة في السنة وحدثت نحو 72 بالمائة من مجمل وفيات السرطان، في عام 2007، في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. ومن المتوقّع أن يتواصل ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي، فالتقديرات تشير إلى أنّها ستبلغ 12 مليون حالة في عام 2030. وأكثر أنواع السرطان انتشاراً في شتى أرجاء العالم (حسب عدد الوفيات التي تحدث على الصعيد العالمي) هي: * بين الرجال: سرطان الرئة وسرطان المعدة وسرطان الكبد والسرطان القولوني المستقيمي وسرطان المريء وسرطان البروستاتا. * بين النساء: سرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان المعدة والسرطان القولوني المستقيمي وسرطان عنق الرحم. صحيفة السياسية + منظمة الصحة العالمية