كاتب صحفي: هذه الدولة الخليجية هي الراعي والداعم العسكري لمليشيات الحوثي في اليمن!    انفجار مخزن أسلحة في #مأرب يودي بحياة رجل وفتاة..    حقيقة ما يجري في المنطقة الحرة عدن اليوم    اكتشاف مقبرة جماعية ثالثة في مستشفى الشفاء بغزة وانتشال جثامين 49 شهيدا    "هدية أمريكية" تُسعف اليمنيين في ظل فشل اجتماع المانحين    دورتموند الألماني يتأهل لنهائي أبطال أوروبا على حساب باريس سان جرمان الفرنسي    تراجع احتياطيات النقد الأجنبي بالصين في أبريل الماضي    فريق شبام (أ) يتوج ببطولة الفقيد أحمد السقاف 3×3 لكرة السلة لأندية وادي حضرموت    الاتحاد الدولي للصحفيين يدين محاولة اغتيال نقيب الصحفيين اليمنيين مميز    الولايات المتحدة تخصص 220 مليون دولار للتمويل الإنساني في اليمن مميز    الوزير البكري: قرار مجلس الوزراء بشأن المدينة الرياضية تأكيد على الاهتمام الحكومي بالرياضة    جماهير البايرن تحمل راية الدعم في شوارع مدريد    هجوم حوثي جديد في خليج عدن بعد إطلاق "الجولة الرابعة" وإعلان أمريكي بشأنه    مدير عام تنمية الشباب يلتقي مؤسسة مظلة    قمة حاسمة بين ريال مدريد وبايرن ميونخ فى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    مورينيو: لقد أخطات برفض البرتغال مقابل البقاء في روما    تستوردها المليشيات.. مبيدات إسرائيلية تفتك بأرواح اليمنيين    الاشتراكي اليمني يدين محاولة اغتيال أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين ويدعو لإجراء تحقيق شفاف مميز    عصابة معين لجان قهر الموظفين    لماذا تقمع الحكومة الأمريكية مظاهرات الطلبة ضد إسرائيل؟    مقتل مواطن برصاص عصابة حوثية في إب    الحكومة الشرعية توجه ضربة موجعة لقطاع الاتصالات الخاضع للحوثيين.. وأنباء عن انقطاع كابل الإنترنت في البحر الأحمر    استشهاد وإصابة 160 فلسطينيا جراء قصف مكثف على رفح خلال 24 ساعة    سيتم اقتلاعكم عما قريب.. مسؤول محلي يكشف عن الرد القادم على انتهاكات الحوثيين في تهامة    تحديث جديد لأسعار صرف العملات الأجنبية في اليمن    رغم إصابته بالزهايمر.. الزعيم ''عادل إمام'' يعود إلى الواجهة بقوة ويظهر في السعودية    إغلاق مركز تجاري بالعاصمة صنعاء بعد انتحار أحد موظفيه بظروف غامضة    محاولة اغتيال لشيخ حضرمي داعم للقضية الجنوبية والمجلس الانتقالي    الحزب الاشتراكي اليمني سيجر الجنوبيين للعداء مرة أخرى مع المحور العربي    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    ذمار: أهالي المدينة يعانون من طفح المجاري وتكدس القمامة وانتشار الأوبئة    نيمار يساهم في اغاثة المتضررين من الفيضانات في البرازيل    زنجبار أبين تُودّع أربعة مجرمين... درس قاسٍ لمن تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع    اتفاق قبلي يخمد نيران الفتنة في الحد بيافع(وثيقة)    قصة غريبة وعجيبة...باع محله الذي يساوي الملايين ب15 الف ريال لشراء سيارة للقيام بهذا الامر بقلب صنعاء    شبكة تزوير "مائة دولار" تُثير الذعر بين التجار والصرافين... الأجهزة الأمنية تُنقذ الموقف في المهرة    وداعاً صديقي المناضل محسن بن فريد    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    أبو زرعه المحرّمي يلتقي قيادة وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل    فرقاطة إيطالية تصد هجوماً للحوثيين وتسقط طائرة مسيرة في خليج عدن مميز    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    طلاب تعز.. والامتحان الصعب    الهلال يهزم الأهلي ويقترب من التتويج بطلا للدوري السعودي    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سباق بين الحياة والموت
السرطان..

- 20 ألف مصاب سنوياً في اليمن .. وبعض العادات الاجتماعية والأساليب العصرية من الأسباب المساعدة على الانتشار
- التوسع في بناء مراكز ووحدات علاج الأورام ضروري جداً لمواجهة هذا المرض والسيطرة عليه
بين الحياة والموت مسافة قصيرة ولكنها مليئة بالمتاعب والهموم التي ترزح على كاهل من أصيبوا بمرض السرطان، وليس أمر من الموت إلا انتظاره، لتبدو أيام المصاب لسنوات مريرة يتلوى فيها تحت أنين الليل ونظرات النهار إلى الناس من حوله وهم بكامل الصحة والعافية.. ومن عتمة الليل الحالك ووسط الظلام الدامس يبزغ نور الرحمة وتشع من سناه أطياف الأمل وتعود الابتسامة إلى مكانها من خلال الأيادي البيضاء الندية التي أعطت بسخاء من أجل الوقوف إلى جوار المصابين بمرض السرطان ومؤازرتهم في هذه المحن العصيبة انطلاقاً من قوله تعالى«ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً»
.. مرض السرطان ذلك الغول المخيف الذي يزحف ويستثري بين أوساط مجتمعنا بشكل مرعب متخذاً من بعض العادات كمضغ القات وتعاطي «الشمة» والتدخين وسائل مساعدة لانتشاره والقضاء على عدد كبير من الناس صغاراً وكباراً ذكوراً وإناثاً بلا رحمة.. فماهي العوامل المساعدة على انتشاره؟
وماهي طرق الوقاية منه؟ومامدى الإجراءات المتخذة من الجهات المعنية للحد من انتشاره؟
حملة بمناسبة اليوم العالمي للسرطان
بمناسبة اليوم العالمي للسرطان والذي يصادف الرابع عشر من فبراير من كل عام أطلقت المؤسسة الخيرية لدعم مراكز السرطان حملة توعوية تثقيفية صحية بأسباب مرض السرطان وطرق الوقاية منه لإيجاد وعي مجتمعي للحد من انتشاره.
وأوضح الأستاذ عبدالرحمن محمد النمر مدير إدارة الإعلام بالمؤسسة أن الهدف من هذه الحملة التي استمرت على مدى أسبوع وتنطلق أيضاً بصورة مستمرة على مدى العام، هو إيصال رسالة توعوية تثقيفية صحية بأسباب هذا المرض الخبيث وطرق الوقاية منه، حملت هذه الحملة شعار «يداً بيد .. معاً نهزم السرطان» واستهدفت شريحة كبيرة من المجتمع وفي المقام الأول شريحة الطلاب إضافة إلى نزول ميداني تقوم به فرق تابعة للمؤسسة إلى الجامعات والمدارس والأسواق وخاصة أسواق القات والمجمعات العامة والمحلات التجارية في أمانة العاصمة وفرع المؤسسة في المحافظات الأخرى إب، عدن، الحديدة ،وذلك من أجل إيصال رسالة التوعية إلى أكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع.
هذه الحملة بحسب المصدر ذاته تأتي ضمن خطة المؤسسة للعام الجاري وتقوم بنشر التوعية وخاصة في الأيام ذات الصلة المباشرة بقضية السرطان القولون وغير ذلك من المناسبات ذات العلاقات بهذا المرض، مضيفاً أن الحملة الكبرى للسرطان لايزال الإعداد جارياً بشأنها لتبدأ فعالياتها بمناسبة اليوم العالمي للتدخين والذي يصادف يوم الحادي والثلاثين مايو القادم، وهذا اليوم يكتسب أهمية خاصة من حيث التوعية بمخاطر التدخين والذي يمثل40% من أسباب السرطان سواء أكان التدخين مباشراً أو غير مباشر «تدخين سلبي» بحسب مصادر طبية وبحوث في هذا المجال.
.. الأستاذ عبدالرحمن محمد النمر مدير إدارة الإعلام بالمؤسسة أفاد أن الإحصائية المعلنة من قبل الجانب الرسمي ومنظمة الصحة العالمية تشير إلى 20 ألف مصاب بالسرطان سنوياً في بلادنا، غير إن هذه الإحصائية غير دقيقة، وأشار إلى أن هناك تعاوناً بين المؤسسة والمركز الوطني للأورام بأمانة العاصمة ومركز السجل السرطاني بمحافظة عدن يهدف إلى إيجاد سجل للمسح السرطاني من أجل تقديم إحصائية دقيقة وواقعية لهذا المرض كما أنه سيتضمن إيضاحات تفصيلية عن مرض السرطان من حيث أنواعه ودرجة انتشاره والمحافظات التي يكثر فيها السرطان بشكل عام وأحد أنواعه بشكل خاص.
من أجل التصدي للسرطان
إن التوسع في بناء مراكز ووحدات علاج الأورام السرطانية مهم وضروري جداً من أجل إحكام السيطرة على هذا المرض، وأوضح الأستاذ النمر أن المؤسسة الخيرية لدعم مراكز مرضى السرطان ومقرها الرئيسي أمانة العاصمة تأسست في 19 أكتوبر 2003 م برعاية كريمة من فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، وهي مؤسسة خيرية وطنية غير ربحية تتمتع بشخصية اعتبارية وهادفة مالية مستقلة وتمارس نشاطها وسلطاتها على أساس خيري وطوعي، كما تم افتتاح المركز الوطني للأورام بأمانة العاصمة وهو أول مركز متخصص للأورام في اليمن بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والسكان واللجنة الوطنية للطاقة الذرية في 27 سبتمبر 2004م، إضافة إلى تجهيز وافتتاح فرع المؤسسة بالمحافظة ذاتها، مستشفى الثورة العام في محافظة إب في 25 مايو 2006م وافتتاح فرع المؤسسة بالمحافظة ذاتها، كذلك تجهيز وافتتاح وحدة الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مستشفى الثورة العام في محافظة الحديدة في 22 مايو 2006م.
وأضاف أنه سيتم افتتاح وحدتي الأورام في محافظتي عدن وحضرموت بالتزامن مع عيد الوحدة المباركة في 22 مايو القادم، كما أن المؤسسة تسعى جاهدة لاستكمال بقية الدراسات من أجل الشروع في إنشاء مركز أورام الأطفال في أمانة العاصمة،كذلك لايزال العمل مستمراً في إنشاء مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيري للسرطان، فضلاً عن وجود اتفاقية تعاون وشراكة بين مؤسسة السرطان وجمعية حضرموت لمكافحة السرطان والحد من انتشاره وذلك لتكثيف الجهود وتنسيق العمل فيما بينها للوصول إلى رسالة مشتركة تخدم مرضى السرطان وتخفف من آلامهم ومعاناتهم.
يمكن الشفاء منه بإذن الله
مصادر طبية تفيد أن السرطان هو مجموعة من خلايا الجسم غير العادية التي تتكاثر بسرعة فتحطم وتهاجم الخلايا الطبيعية للجسم مما يؤدي إلى عدم مقدرتها على أداء وظائفها الطبيعية، والسرطان ليس مرضاً معدياً، وهذا المرض ليس حكماً بالإعدام إذ يمكن الشفاء منه، ففي الغرب وصلت درجة الشفاء عند البالغين من 75% إلى 80% وعند الأطفال من 50% إلى 60% أما في البلاد النامية فنسبة الشفاء من 30% إلى 40% وذلك لنقض الإمكانيات من متشفيات وأجهزة تشخيص وأدوية وأطباء وممرضين يمتلكون الخبرة الكافية والتدريب وندرة المتخصصين في اكتشاف هذا المرض، ويوجد عديد من أنواع السرطانات كالقولون والرئة والثدي والمرئ والمعدة والكلية وسرطان الدم «اللو كيميا» وغيرها ويعتبر سرطان العظام أشدها فتكاً بالإنسان، بينما سرطان الرئة هو أكثر الأنواع خطورة وانتشاراً بسبب التدخين أما أكثر الأنواع المنتشرة بين الأطفال فهو سرطان الدم.
وتختلف أسباب السرطان لكنه في النهاية السرطان واحد، فالتلوث والمبيدات الحشرية والعادات الغذائية الخاطئة والتدخين وكذلك الضغوط العصبية وعدم ممارسة الرياضة كلها طرق تؤدي إلى السرطان إلا أن الوقاية ممكنة في أحيان كثيرة فقط لو عرف الإنسان ماذا يأكل وكيف يعيش حياته.
مسببات هذا المرض الخبيث
يقسم العلماء مسببات السرطان إلى ثلاثة أقسام أولها التعرض للإشعاع مثل النظائر المشعة أو الإشعاعات الأخرى مثل الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب سرطان الجلد عند التعرض للشمس لفترات طويلة وكذلك الأشعة السينية والكونية وبعض المعادن ذات الألياف وكلها تحدث خللاً وتدميراً مباشراً في الحامض النووي وتعد المواد الكيميائية هي المسبب الثاني للسرطان وتوجد في دخان السجائر والمواد الكيميائية المستخدمة في الصناعات المختلفة، وتختلف أنواع السرطان باختلاف الخلايا التي تنشأ عنها فبعض الأورام السرطانية سريع الانتشار والآخر بطيء، وتتباين طرق العلاج ابتداءً، من التدخل الجراحي أو العلاج الإشعاعي والكيميائي أو العلاج الهرموني حسب نوع الورم ودرجة انتشاره.
ورغم تعدد الدراسات عن هذا المرض اللعين إلا أن إجماع العلماء كان على تغيير أسلوب الحياة الذي يمكن أن يساعد إلى حد كبير في تخفيض عدد المصابين بالمرض في العالم والذين فاقوا 20 مليون حالة يموت ثلثهم بسبب نمط الحياة المعاصرة وعلى رأسها العادات السيئة مثل التدخين والخمور وعدم ممارسة الرياضة، وتناول الغذاء الملوث وغير الصحي وكذا ظاهرة السمنة، وتختلف هذه الأنماط من دولة لأخرى، ففي الدول مرتفعة الدخل تمثل السمنة والكحوليات والتدخين عاملاً رئيسياً في الإصابة بالسرطان بينما في الدول منخفضة الدخل فتمثل العادات الغذائية والتدخين وعدم الرياضة السبب الرئيسي، وبالإضافة إلى أهمية الغذاء الموازن وتناول الخضار والفواكه الطازجة وممارسة الرياضة في الحد من الإصابة بالسرطان يمثل النوم الجيد ليلاً عاملاً مهماً في الوقاية من السرطان لما له من أهمية كبيرة في توازن الهرمونات داخل الجسم، فبعض الهرمونات مثل الكورتيزول، والملاتونين والاستروجين تعد حسب زيادتها أو قلة إفرازها عاملاً مؤثراً في تطور ونشوء الأورام السرطانية، فالكورتيزول هو الهرمون الرئيس لتنظيم جهاز المناعة والخلايا التي تساعد الجسم على محاربة الأورام ويصل معدل هذا الهرمون إلى الذروة في وقت الفجر ويتناقص خلال اليوم وقد أجريت دراسات متقدمة عن حالات من سرطان الثدي كشفت عن وصول هذا الهرمون إلى ذروته ظهراً وهو ماعرض المصابات به للوفاة.
وتعد تقلبات هرمون الكورتيزول الناتجة عن تقلبات النوم سبباً للإصابة بالسرطان، ويلعب هرمون الميلاتونين الذي يفرزه الجسم أثناء النوم أيضاً دوراً حيوياً في دورة الجسم اليومية، ويعمل على منع تدمير الحامض النووي الذي يؤدي إلى السرطان، ويعد أيضاً هرمون الاستروجين عاملاً مهماً في الإصابة بالمرض نبطء هذا الهرمون يؤدي إلى الأورام الخبيثة وهو ما أكدته بحوث على سيدات يعملن ليلاً ارتفعت لديهن نسبة الإصابة بسرطان الثدي عن مثيلاتهن العاملات في الصباح، وأكدت بحوث أخرى على الفئران التي تم تعريضها لاضطرابات في النوم على نمو الأورام السرطانية فيها بشكل أسرع.
استكمال المرحلة الثانية
الدكتور نديم محمد سعيد مدير عام المركز الوطني للأورام بأمانة العاصمة أوضح أن المركز يعتبر منجزاً كبيراً وأنه برغم المدة القصيرة منذ تأسيسه والتي تتجاوز العامين بعدة أشهر إلا أنه قدم خدمات عظيمة قياساً بإعداد المرضى والإمكانيات المحدودة التي يمتلكها، ومع ذلك فإن العمل في المركز يسير بشكل جاد من خلال مايقدمه الكادر التابع له، وعلى الرغم من وجود بعض النقص والاحتياج لبعض الأجهزة بسبب عدم وجود السعة الكافية في المركز في الوقت الراهن إلا أن المركز في طريقه لإكمال المرحلة الثانية من استكمال المباني ومن ثم إحضار الأجهزة الناقصة التي لايزال المركز بحاجة إليها أن المركز يحظى باهتمام كبير من القيادة السياسية كما أن هناك تنسيقاً مع بعض الجهات في الداخل أو الخارج لتوفير بعض الدعم للمركز الذي يمتلك كفاءات عالية مع التفكير بالوسائل الكفيلة بتدريبهم وتطويرهم أكثر على غرار من تم إرسالهم للتدريب في كندا، كذلك سيتم إرسال أربعة كوادر سنوياً للتدريب لمدة شهر، كما أن هناك أيضاً تنسيقاً مع جامعة القاهرة وسوف يصبح رسمياً من أجل إرسال كادر للتدريب أيضاً، إضافة إلى وجود مذكرات ومراسلات مع مركز الأورام الوطني في إيطاليا وهذا المركز سيقوم بدعم مركز الأورام اليمني من حيث تدريب الكوادر.
لاتوجد غرفة عمليات
مدير عام المركز الوطني للأورام بأمانة العاصمة أفاد أن المركز يسعى لعمل نوع من الدراسات التي تؤهل الطبيب اليمني للحصول على درجة الماجستير في مجال الأورام تحت إشراف جامعة روما، كما أن الكادر الطبي التابع للمركز يحرص على حضور المؤتمرات المتخصصة، وعن الأجهزة التي سيتم تجهيز المركز بها قريباً ذكر مدير المركز أن منها جهاز العلاج بالإشعاع بتبرع من فخامة رئيس الجمهورية ويعتبر هذا الجهاز هو الثاني من نوعه داخل المركر.
وفيما يخص التكاليف الباهظة للعلاج والتي لايدفع منها المريض شيئاً في مركز الأورام أفاد الدكتور نديم أن الفحوصات والتشخصيات والعلاجات كلها مجانية برغم وصول تكاليف بعض العلاجات إلى ألفين وخمسمائة دولار، لكن المركز الذي أنشئ في مرحلته الأولى للعلاج بالإشعاع وبالكيماوي لاتتوفر فيه غرفة عمليات في الوقت الراهن ولايتم القيام بأي تدخل جراحي إلا أنه في مرحلته الثانية المزمع استكماله قريباً سيمتلك قسماً للجراحة وقسماً للطوارئ، وحالياً يقوم المركز بعلاج بعض المرضى في الخارج.
مضغ القات والشمة
الدكتور منيف محمد صالح اختصاصي علاج الأورام بالمركز الوطني للأورام رئيس قسم الرقود بالمركز أوضح أنه لم يثبت حتى الآن أن القات بمكوناته الداخلية أحد الأسباب المؤدية للإصابة بمرض السرطان، غير أن المواد الكيميائية «المبيدات» المستخدمة في رش شجرة القات بغرض تسريع نضجها هي المواد المسرطنة وهي التي تتسبب في حدوث الأورام وخصوصاً عندما يجري استعمالها بكميات عالية بعيداً عن التعليمات المعروفة لاستعمال تلك المواد.
ويرى الدكتور أحمد الباردة استشاري الأورام ورئيس قسم الإشعاع بالمركز الوطني للأورام وجود علاقة قوية بين إدمان القات وسرطان الفم والبلعوم في الوقت الذي تنعدم فيه دراسات علمية تثبت هذه العلاقة التي أدركها الدكتور الباردة من خلال ممارسته للعمل في علاج الأورام حيث تكثر الإصابة بسرطان الفم والبلعوم في بلادنا على العكس من الدول الأخرى، ويعز وهذه الإصابات إلى المبيدات التي تستخدم في رش شجرة القات لأن انعدام أو ندرة الإصابة قديماً في أوساط ماضغي القات خير شاهد على ذلك، ويوضح أن مضغ القات لفترات طويلة يزيد من خطر الإصابة بالسرطان لأن الفترة الزمنية التي يتعرض فيها النسيج الفمي للمادة السامة في القات تكون أطول وبالتالي يكون التأثير أكبر، مشيراً إلى أن استخدام السؤال بعد مضغ القات بالمسواك أو حتى بعود الأراك يقلل من نسبة الإصابة، موضحاً أن غسل القات قبل المضغ يخفف من السمية الموجودة في الأوراق لكنه لايزيلها تماماً لأن المادة السامة تنفذ إلى خلايا القات.
الدكتور خالد أحمد الجوفي اختصاصي أمراض الفم والأسنان أوضح العلاقة بين تناول «الشمة» والسرطان حيث أن مضغ الشمة يقع في المرتبة الثانية من حيث مسببات السرطان بحسب دراسات طبية يمنية وتزداد الإصابة بسرطان اللسان والفم مع ازدياد نسبة تعاطي الشمة وخاصة عندما تبدأ هذه العادة في سن مبكرة.
أهمية الغذاء المتوازن
يمثل العامل البيئي والسلوكيات الخاطئة عاملاً مهماً فيزيد من نسبة حدوث السرطان وأهم هذه السلوكيات التدخين، وتفيد المصادر الطبية أن 90% من المصابين بسرطان الرئة هم من المدحنين وكذلك استخدام الهرمونات الذي يؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي والبروستاتا، إلى جانب طريقة تناول الغذاء إذ أن الأغذية التي تلامس الفحم تنتج عنها مواد كربونية مسرطنة وكذلك الأغذية التي تتعرض للطهي في الزيوت الحارة مثل البطاطس والمقليات إضافة إلى تلوث مياه الشرب والإفراط في الكحوليات، ولايقل العامل البيئي أهمية عن سلوكيات الطعام والشراب والتدخين فالعاملون في مجال الإشعاع الذري ومواد الأسبستوس والمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق يتعوضون لاحتمال إصابة مرتفعة للغاية كذلك تؤثر عوادم السيارات وملوثات الهواء من مصانع وغيرها على نسبة الإصابة بشكل كبير.
ويشير الأطباء إلى أهمية الغذاء المتوازن في تجنب الإصابة بالسرطان وأيضاً في شفاء المصابين به، وهناك أغذية تنشط جهاز المناعة مثل اللبن وخاصة الرائب وعيش الغراب والأسماك والخميرة وفول الصويا والثوم والتوت الأسود لما يحتويه من مضادات للأكسدة وهذه الأغذية تقوي جهاز المناعة وتقضي أيضاً على الخلايا السرطانية وتقاوم انتشارها بالإضافة إلى الأعشاب الطبيعية التي تعد مفيدة جداً لجهاز المناعة مثل العرقسوس والزنجبيل والجنسنج والجينكو وهي أعشاب مفيدة بصفة عامة لخلايا وأجهزة الجسم الحيوية وتنشط الجهاز المناعي وأيضاً زيوت السمك وبذر الكتان وزيت الزيتون، وتضيف المصادر الطبية أن أهمية مضادات الأكسدة وبعض الفيتامينات وكذلك عنصر السيلينيوم تبرز في الوقاية من الإصابة بالسرطان ومكافحة التلوث خاصة في عصر التلوث الذي نعيشه.
ضرورة الكشف الدوري
المصادر الطبية شددت على ضرورة تعميم الكشف الدوري سواء أكان اكلينكياً أو تشخيصياً وذلك لاكتشاف المرض مبكراً وبالتالي علاجه وهو مايزيد من نسبة الشفاء وذلك لأن السرطان من الأمراض الصامتة التي لاتعبر عن نفسها أو تظهر بأي صورة، وهذا يؤكد أهمية الكشف الدوري ومتابعة درجة الحرارة منظمة وإجراء تحليل دم ومتابعة نسب كرات الدم البيضاء إضافة إلى الكشف الاكلينيكي بواسطة الطبيب عن طريق السماعة وإجراء أشعات على أي جزء يشتبه في وجود خلل به.
وقد أظهرت الدراسات العلمية وجود علاقة عكسية مباشرة بين استهلاك الخضروات والفواكع والإصابة بأمراض السرطان في أجزاء الجسم المختلفة وتشير بعض البحوث أن البطاطا الحلوة والقرع واليقطين والمانجو والباباي والشمام تحتوي على كميات وافرة من البيتاكاروتين والذي يعمل كمضاد للتأكسد وعلى حماية الخلايا من التأثير الضار الذي تحدثه الجذور الحرة التي هي من أهم مسببات النمو السرطاني.
التدخين السلبي والسرطان
أوضحت دراسة المانية غير مسبوقة قام بها المعهد الألماني لأبحاث السرطان أن 3300 مواطن ألماني يموتون سنوياً نتيجة لتبعات مايسمى ب «التدخين السلبي» ،وجاءت الأرقام الجديدة التي أدهشت المراقبين بمثابة أكبر تحذير من التدخين السلبي الذي يهدد حياة آلاف المواطنين ليس فقط في ألمانيا بل وفي جميع أنحاء العالم.
الخبراء الذي أشرفوا على إجراء دراسة أفادوا أن ضحايا التدخين السلبي أكبر بكثير من ضحايا تعاطي المخدرات الممنوعة ومرضى جنون البقر والسارس مجتمعة، وأظهرت الدراسة التي قدم المختصون نتائجها مؤخراً في مدينة هايد لبيرغ الألمانية أن 2140 من غير المدخنين يموتون سنوياً بسبب مرض تصلب شرايين القلب و770 من الجلطة و260 من سرطان الرئة، وأفاد أولريش كايل أحد المسؤولين عن الدراسة أن 60 رضيعاً يموتون سنوياً نتيجة وجودهم في بيئة منزلية مدخنة أو نتيجة إدمان أمهاتهم أثناء الحمل على التدخين.
وأضاف الخبير أن الدخان السلبي يحمل كثيراً من المواد السامة مثل حامض البروسيك والأمونياك وكثيراً من المواد المسببة لمرض السرطان مثل بترابيرين والكاديوم والكروم وغيره.
لوكيميا الدم
الدكتورة أروى عون استشارية أمراض الدم أفادت أنه مما لاشك فيه فإن أمراض الدم تعتبر من أخطر الأمراض التي تصيب البشر سواء كانت أمراضاً وراثية «مثل التكسرات» أو لوكيميا الدم وأورام الغدد الليمفاوية وغيرها وأوضحت أن لوكيميا الدم تعتبر من الأورام الخبيثة والأكثر انتشاراً بين الأطفال وتقدر نسبة انتشارها عالمياً مابين 38 40 % من أمراض الأطفال أي بمعدل 300 ألف إلى 400 ألف طفل وغالباً مايصاب بها الأطفال بين سن الثانية والخامسة وهناك أنواع حادة ومزمنة من هذا المرض، وتعتبر لوكيميا الدم الحادة الأكثر انتشاراً بالنسبة لإصابة الأطفال بها «95 98%» مقارنة بلوكيميا الدم المزمنة «2 5%» ويشكو المريض غالباً فقر الدم وهبوط في الصفائح الدموية، ونقص المناعة، وذلك بسبب خلل في نخاع العظم مع وجود أو عدم وجود انتفاخ في الطحال والكبد والغدد الليمفاوية ومصاحبة لآلام العظام.
الوقاية من السرطان
وللوقاية من الإصابة بهذا المرض ينصح الأطباء بتجنب التدخين أو التعرض للتدخين السلبي ،كذا ممارسة الرياضة يومياً، والتغذية الصحية المتوازية مثل تناول الخضروات والفواكه وشرب اللبن وخاصة الرائب وتناول اللحوم والأسماك والبيض وتناول الوجبات المسلوقة أو المشوية بدلاً عن المقلية، وتناول وجبات منخفضة الدهون وعالية البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف، لكن الأسهل من كل ذلك شرب أكبر كمية من الماء «وهذا هو مايتوفر بسهولة ويعتبر قريباً من متناول اليدين» ، إضافة إلى الوقاية من التعرض المباشر لأشعة الشمس والفحص الطبي الدوري والفحص الطبي العاجل إذا كانت هناك أي مشكلة صحية، كذلك اتباع التعاليم الصحية والابتعاد عن المواد الخطرة، فضلاً عن الحفاظ على الوزن المناسب، وعدم التدخين، والابتعاد عن تعاطي المخدرات وشرب الكحوليات،وعدم تناول القات والشمة أو التقليل منهما تدريجياً.
معركة حياة
السرطان والإنسان.. معركة حياة.. إن معاناة مريض السرطان لاتتوقف عند حد معين بل هي رحلة مع الألم وتكاليف باهظة ترهق كاهل المرضى وذويهم حيث يجب الالتزام بالعلاج والفحص الدوري المكلف والطويل، إضافة إلى أن الأدوية والمستلزمات الطبية مكلفة جداً، فضلاً عن الآثار النفسية التي يعانيها المريض وذووه، وقد يضطر المريض إلى الانقطاع عن تناول العلاج في مرحلة حيوية بسبب الظروف المالية.
ولأجل ذلك يعتبر الوقوف إلى جوار مرضى السرطان ودعمهم مادياً ومعنوياً من أفضل القربات إلى الله مصداقاً لقوله تعالى «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.